hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - فارس بن حزام - الحياة

هل هُزمت بريطانيا وركعت أمام إيران؟

الجمعة ١٦ آب ٢٠١٩ - 07:14

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

فتيل الحرب مع إيران في المنطقة لم ينزع حتى الآن، وفرص اندلاعها قائمة إلى يومنا هذا، على رغم هدوء مضيق هرمز منذ اختطاف السفينة البريطانية قبل أربعة أسابيع.

البريطانيون يعالجون الملف بهدوء شديد. يمتلكون مهارات ديبلوماسية عالية، وهم آباء إيران في مدد الصبر. كما أن ملفات داخلية وأوروبية مثل "بريكست"، واحتمال إجراء انتخابات مبكرة جداً تتصدر الاهتمام. ومع توتر المضيق تاه خبر آخر هام؛ أوكرانيا احتجزت سفينة روسية، وكييف تقارع موسكو كل مرة، ومع ذلك لم تسارع إلى التهديد أو التلويح بعمل عسكري، وحتى الآن تكتفي خارجية الدولة العظمى ببيانات تنديد مقتضبة، ولا يغيب تاريخ الصراع الحديث بينهما سلسلة الخطوات الروسية المؤذية.

أما عن لندن، وإن أبرمت صفقة تحرر فيها سفينتها مقابل سفينة طهران في جبل طارق، فربما يكون تحريراً من ضغوط سياسية داخل بريطانيا، ووقوداً إضافياً لمعركة حصار إيران. اختطاف الناقلة ساعد في تحسين موقف رئيس الوزراء الجديد أمام ألمانيا وفرنسا، وبدأ في رحلة انتقال لندن من نعومة برلين وباريس إلى تشدد واشنطن تجاه طهران. والبارجات البريطانية ليست في نزهة أو زيارة موقتة، إنها تهيئة لعمل طويل النفس، وبداية لحلف في طور التشكيل. وسواء تمت الصفقة بين العاصمتين أو لم تتم، أو نقلت قانونياً إلى دائرة الخلاف مع واشنطن، يبقى أن الوقت خصم النظام الإيراني. وهناك مثال صغير جداً؛ في مطلع عام 2005، حررت السعودية ديبلوماسياً مختطفاً في اليمن بعملية استخباراتية خاطفة قبل ثلاثة أسابيع من اندلاع "عاصفة الحزم". هذا المثل ليس إيذاناً باندلاع حرب إيران، بل استدلالاً على أهمية التحرر من الضغوط، تحسباً لأية خطوات مفاجئة.

من جانبها، تضع إيران تحرك أعدائها البطيء في إطار الحرب النفسية، جنباً إلى جنب مع الحصار الاقتصادي، والتضييق العسكري، والعقوبات السياسية المتتالية، إذ قرأت في بطء حركة تشكيل الحلف الأمني والعسكري لحماية الناقلات تردداً كبيراً يعيق واشنطن. ذلك ما تظهره، لكنها تبطن القلق الكبير من قيام الحلف. أما تأخره فلحاجة لوقت كاف لاستكمال المفاوضات والحسابات والمقايضات السياسية والاقتصادية، ورفض ألمانيا عند بداية طرحه لا يحبطه، ولا ينفّر البقية من الانضمام إليه، وقيادة تمثلها الولايات المتحدة قادرة على اقناع عشر دول تستفيد تجارياً من مضيق هرمز، لتسهم في إقامة الحلف المنتظر، وقد أفصحت عن ذلك صراحة؛ أن شاركوا في حماية بضاعتكم. الرئيس حسن روحاني أظهر استخفافه بالمشروع، وصنفه دعاية غربية، وعدّ بلاده وجيرانها الأقدر على توفير الحماية اللازمة من أخطار القرصنة والتفجيرات. طبعاً، لا أحد قادر على الحماية من تلكم الأخطار غير إيران، فمن اقترفها طوال 35 عاماً غير "الحرس الثوري"؟

يعلم الرئيس الإيراني أن الحلف آت، وأن بريطانيا عموده الثاني، وأن المساس به شرارة لحرب، ولذا جزعت ألمانيا.

فارس بن حزام - الحياة

  • شارك الخبر