hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - عادل نخلة

نقد ذاتي مسيحي في عيد السيدة

الخميس ١٥ آب ٢٠١٩ - 06:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يعيّد لبنان اليوم عيد إنتقال السيدة العذراء، حيث يُعتبر هذا العيد من الأعياد المهمة في الروزنامة المسيحية والوطنيّة.

بعيداً عن البعد الديني لهذا العيد المهمّ، هناك أبعاد سياسية ووجودية يتذكرها المسيحيون في هذه الفترة، فكل البلدات والمدن أحيت ليلة عيد السيدة، ويبقى الامل في العبرة وليس في المناسبة كمناسبة.
لا شكّ أن هناك علاقة روحانية ورابط قوي بين لبنان والسيدة العذراء، فقدّ كرّس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لبنان لقلب مريم الطاهر، وبات عيد البشارة في 25 آذار عيداً وطنياً يحتفل به المسلم والمسيحي على حدّ سواء.
في الدلالات السياسية، من الضروري أن يكون هناك نقد ذاتي مسيحي بعيداً عن الكيدية وتسجيل النقاط، لكن الواقع المسيحي ليس كما يتمناه الشعب. فإحدى أهم النقاط التي تدعو الى اليأس بحسب مراجع روحية هي عودة الإشتباك المسيحي- المسيحي، وخصوصاً بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ"، فصدى توقيع "إتفاق معراب" لم يدم طويلاً إذ أن لغة الشتائم وإستحضار الماضي عادت وبقوة بين الأطراف المسيحيّة، وهذا الأمر لا يبشّر بالخير بحسب المراجع، لأن هناك أجيال جديدة ستنمو وتكبر على الحقد والكره مثلما كبرت أجيال سابقة.
ترى المراجع المسيحية أن أخطر عدو على المسيحيين هم أنفسهم عندما يصطدمون ببعضهم البعض، وبالتالي فإن ورقة التفاهم بين "القوات" و"التيار الوطني" تحتاج إلى إعادة ترميم وذلك للحفاظ على الروحية المسيحيّة والعيش بين المسيحيين لا أن يتحوّل المجتمع المسيحي الى جبهات مفتوحة.
بعدما تمت المصالحة بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس تيار "ألمردة" سليمان فرنجية في بكركي في 14 تشرين الثاني من العام الماضي، هناك جبهة مسيحية أخرى مفتوحة بين فرنجية ورئيس "التيار الوطني الحرّ" الوزير جبران باسيل، وهذه الجبهة تظهر بوضوح في كل المناسبات على رغم أن باسيل وفرنجية في الخطّ السياسي نفسه، لكن حتى الساعة لا يوجد أحد من المصلحين قادر على مصالحة الرجلين، في حين أن الخلاف ينعكس أيضاً على الساحة الشمالية المسيحية.
على صعيد المشاركة في السلطة، هناك مكاسب مسيحية قد تحققت، فرئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحرّ" يملكون 10 وزراء، والقوات 4 وزراء ووزير لتيار "ألمردة" وبالتالي فان الشراكة المسيحية- الإسلامية على مستوى السلطة التنفيذية قدّ تحققت. ولا يوجد أي مؤشّر يدل على تغيير قانون الإنتخاب الأخير الذي جرت على أساسه الإنتخابات، وبالتالي فإن التوازن على مستوى السلطة التنفيذية قد تحقق نوعاً ما.
لكن الاساس يبقى بالنسبة الى المسيحيين هو إنقاذ الوضع اللبناني وإنقاذ البلد من خطر الإنهيار، حيث لن تفيد كل المكاسب السياسية، مسيحية كانت أم اسلامية إذا إنهار البلد فوق رؤس الجميع.
لذلك فالمطلب المباشرة بالإصلاحات لتحقيق الإنقاذ الموعود، وهذا الامر تجمع عليه كل المرجعيات المسيحية من دون إستثناء.
 

  • شارك الخبر