hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - كلوفيس الشويفاتي

ذكرى 7 آب... آه لو تعلمون؟

الأربعاء ٧ آب ٢٠١٩ - 06:16

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في هذه الذكرى الاليمة التي واجه فيها شباب من لبنان بأجسادهم وإراداتهم وعزائمهم سلطة الوصاية والقمع... يتمنى كثيرون منهم لو أنها تعود رغم قساوتها ووجعها، لأن المأساة والمعاناة كانت توحدهم وأيام النضال تجمعهم وخصوصاً مناصري التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
إلى كل الناشطين والمحازبين الشباب اليوم والذين يهاجمون ويواجهون ويتبارون ببطولات أسلافهم وآبائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يدافعون بشراسة وعناد ومن دون سند وسؤال عن زعمائهم وقادتهم ومسؤوليهم، آه لو تعلمون ما الذي أدى إلى أحداث 7 آب؟
إن أحداث يوم 7 آب الرهيب من العام 2001 ما هي إلا تداعيات ونتيجة لأوجاع فتكت بنا ودماء سالت منا في العام 1990، يوم قتلنا وأنهكنا بعضنا البعض، فسقط مئات الرجال الرجال ومئات المواطنين الابرياء، ودمرنا الجسور والمباني المنازل والبيوت التي لم تستعد بعد أهلها من وراء البحار والذين هاجروا بعشرات الالاف.
أيها الشباب والمراهقون الثائرون والمشدوهون بالمآثر والهزائم التي تحولت بطولات وإنتصارات.
لقد نفي العماد عون 15 سنة وسجن الدكتور جعجع 11 سنة... وقد سيق آباؤكم كالنعاج الى الذبح، وهم الذين حملوا السلاح ودافعوا عنكم وعن بيوتهم ضد الغريب، لتكون لهم ولكم الكرامة التي فقدوها بين ليلة وضحاها نتيجة للهزيمة التي ألحقها بهم من اقتتلوا فأذلهم المحتل وأهانهم ووضعهم في صناديق السيارات واتهمهم بأبشع التهم... إسألوا جداتكم وإمهاتكم كم قصدن المراجع السياسية والدينية ليطالبن بمعرفة مصير آبائكم واخوتكم وللافراج عنهم... كم زرن قضاة وضباطاً وأقواس محاكم، وكم شحذن ليؤمنّ بدل إخلاء السبيل... إسألوا آباءكم وامهاتكم كم عانوا وأذلوا وعوملوا وكأنهم وباء لتأمين ربطة الخبز لكم، وكم وقفوا وترجوا على أبواب المدارس لحسم جزء من القسط...
إسألوا من هو أكبر منكم من الرجال ومن الضباط المتقاعدين الذين قاتلوا وواجهوا المحتل كيف اضطروا إلى مسايرته، حتى أنهم أجبروا على التدرب في أرضه...
لكن ألاخطر من كل ما تقدم أن أحداً لم يُحاسب ولم يُواجه ولم يُسأل...فكيف يجتمع السياسيون اليوم جلادون وضحايا يتحاورون ويتصافحون تحت قبة واحدة وكأن شيئاً لم يكن والدنيا عليهم بألف خير؟
إن الوقائع والاحداث والمسارات تقول ألا ضحايا في لبنان إلا المناضلين الشرفاء والمواطنين المغلوب على أمرهم...
في ذكرى 7 آب تذكروا هذا المسار الرهيب والكئيب وابحثوا عن دقائق الحقائق وما الذي أوصل إلى هذا النهار المذلّ؟ ترحموا على الشهداء، حيوا من أصبح وراء البحار ولا يمكنه الرجوع لألف سبب وسبب، راجعوا رواية الثورين الابيض والاسود وصلّوا ألا ندخل في التجارب من جديد، ولينجنا الرب ممن بايعناهم السلطة من دون أن يرف لنا جفن ومن دون سؤال ولا جواب.
 

  • شارك الخبر