hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - جورج عبيد

أعطني أن أرى نور وجهك

الثلاثاء ٦ آب ٢٠١٩ - 11:35

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كم أشتهي ربّي في تجلّيك على الجبل أن ألامس نور وجهك وأغسل ذاتي بجوهره حتى يموت موتي العبثيّ وأرى فيك فقط حياتي، حتّى جاء أجلي أعرف أن عندك المبيت، ولسان حالي يقول لك تعال وأرني وجهك قبل أم يوارى جسدي التراب.

هل لي سيدي في يوم تجليك أن أصعد إلى جبلك مع بطرس ويعقوب ويوحنا لأذوق مجدك كأسًا ريّانًا ألج من خلاله مملكة المحبّة فيك؟ فالألوهة الظاهرة فيك ليست مجرّد كلمة ومنطلقًا لأبحاث لاهوتيّة بأنظمة جامدة. بل هي المحبّة التي غدت ضياء لا ينطفىء... الوجه هو الوهج وأنت قلبت نظام الكون كلّه بهذا الوهج الذي فيك الذي بثّه أبوك كتاب وعد بحياة أبديّة لحظة علّقت على خشبة فظهر الدم السكيب نورًا. القيامة انفجار كمال الضياء فيك وانبثاث بهائك في حركة الكون الجديد المخلوق من يديك.
في التجلّي قلت ما سيحدث معك. كل العلامات والرموز تتحرّك وتدور لتبلغ الفصح أي القيامة. انت يا سيد عارف طريق مجدك. في الأصل ليس المجد محصورًا بك. فأنت في صلاتك الأخيرة دعوت أباك أن يحفظ الذين حفظتهم ليتمجدوا معك بمجد آلامك ليصيروا شفعاء لنا. فوق في الجبل ظهر موسى وإيليا يتخاطبان معك. هناك اعتراف واضح بهذا الظهور والانكشاف أنك سيدي كنت جنين العهد القديم والشريعة. وفي تمام الزمان جئت لنكمّل ما بدأته في الأنبياء. في الشكل هم تكلّموا عليك ورأوك المسيح المنتظر. أشعياء النبيّ رآك عبدًا متألّمًا لا صورة له ولا جمال رجل أوجاع حمل على منكبيه أوجاع الكون كلّه. في التكوين كنت المساهم به حين قال الله... أنت قديم الأيام قدم الأزلية. فحين يتكلّم موسى وإيليا معك ومن ثمّ كما في المعموديّة يسمع صوت من السماء يقول: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له فاسمعوا، حينئذ يجيء الاعتراف جليًّا وكاملا بأنك الإله الحقيقيّ الكامل من الكامل النور من النور، وأنك المسيح الحقيقيّ الحيّ معطي الحياة ومبطل الموت ومانح القيامة من جيل إلى جيل، وأنت كما أنت وسنوك لن تفنى.
أعطني في هذا العيد سيدي أن ألامس وجهك. لقد سئمت الليل الحالك. لم أعد أطيق السير في دياجيره. هذا عيد للنور. من شاء التنكّر والإنكار فهذا ليس من النور. هناك من يسعون لإبطال حضورك في التاريخ لأنهم أبغضوك منذ الابتداء. كثيرون سيبرزون ورثة للاضطهاد لقمع المحبة التي فيك والتي زرعتها في ديارك. لن نخشى تشويهًا وقمعًا لأنّ النور غالب الظلام في الكون. سرّك أنّك منذ الأزل وإلى الأبد أنت نور "وبنورك نعاين النور"، سرّك أنّك حبيب الآب وليس من بعدك حبيب له كشخص أو كإله مولود منه. هذا لم يفهمه اليهود ولهذا صلبوك وقتلوك. لأنك في القيامة ظهرت نورًا وجعلت أحبّاءك أنوارًا تجيء منك وتذهب إليك يا مانح النور. هذا ما لم يره الذين يشوّهونك هنا وثمّة ويشوّهون والدتك وصليبك. لم يصدقوا لحظة أنك حققت نصرك ومجدك بالقيامة. أنت عندهم لم تأت بعد لم تولد ولم تتحرك في البشرة. لكنّك يا رب أنت الحياة والقيامة، أنت الأمس واليوم والغد، أنت أنت وسنوك لن تفنى.... أنت الإله الذي لا يتغير ولا يستحيل.
لن نسأل سوى عنك سنتوب إلى وجهك النورانيّ. الوجه في التجلّي صار وهجًا، لقد تمثّل الخير والحقّ والجمال بكمال كلّ عنصر، وببهاء ظهور. سنتوب إليك ونعود إليك. فيا سيدي أعطني أن أراك وليس لي نهار سواك بعدما مال نهار العالم. يكفيني أن أرى وجهك... فأعطني أن أفهم ما قاله شاعر عظيم: "أجمل من يسوع رؤية يسوع. فتعال يا يسوع إلى نفسي وبيتي لأستحق أن أراك. آمين.

جورج عبيد

  • شارك الخبر