hit counter script

ليبانون فايلز - متفرقات متفرقات

بدم "الدورة الشهرية".. فتيات يدهن وجوههن وأجسادهن

الأربعاء ٢٤ تموز ٢٠١٩ - 09:57

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في تحقيق استقصائي مثير ومدهش، كتبته مراسلة بي بي سي في البرازيل ريناتا مورا، كشفت المحررة طقوسا تمارسها فتيات باستخدام دم "الدورة الشهرية" كرمز للقوة وللخصوبة، ويبدأ التحقيق بفتاة تدعي لورا تيكسيرا التي تدهن جسدها ووجهها بدم الدورة الشهرية، ثم تخلط ما تبقى بالماء ثم تستخدم الأخير في ري الأرض وذلك في كل شهر، تعبر من خلال هذا الطقس عن ما وصفته بـ"الارتباط بالأرض".
حيث تجمع الفتاة البالغة من العمر 27 عاما دم دورتها الشهرية وتدهن به وجهها بينما تخلط ما يتبقى بالماء، ثم تستخدم المحلول لري النباتات.
وتعود هذه الطقوس التي يطلق عليها اسم "التخصيب القمري" ـ كما تقول مراسلة بي بي سي ـ إلى تقاليد قديمة كانت تحتفي بدم الدورة الشهرية وتعتبره رمزا للخصوبة.
وتمتلك النساء اللواتي يتبعن هذا التقليد طرقها الخاصة للاحتفاء "بأقمارهن"، إذ ترين فيها مراحل ودورات تمتلك كل منها معنى خاصا.
وقالت لورا لبي بي سي إن لديها طقوس لري النباتات، حيث تردد "أنا آسفة، سامحيني، أنا أحبك وأنا ممتنة". وأوضحت أنها تتصور النباتات تنمو بشكل جميل وتحصل على تغذية جيدة.
وحين تدهن جسمها بدم الدورة فإنها تغلق عينيها وتحس بالعرفان وباكتساب الطاقة.
ترى لورا في هذه الطقوس مظهرا من مظاهر تمكين المرأة.

وتقول إن من أهم مظاهر التمييز هو النفور الذي يحسه المجتمع من دم الدورة الشهرية، والعار الذي ما زالت تحسه النساء حين تحضرهن الدورة.
وتعد طقوس "التخصيب القمري" شعائر بسيطة، لكنها قوية ولها قوة علاجية ومدلولات عميقة لكل امرأة، كما قالت مورينا كاردوسو، أخصائية نفسية وراقصة وكاتبة ومؤسسة حركة "اليوم العالمي للتخصيب القمري" في عام 2018.
وجذب هذا الاحتفال 2000 شخص العام الماضي، ومارسوا الشعائر معا في الفضاء العام .
وتقول مورينا إن الفكرة وراء هذه الشعائر هي تأكيد أن دم الدورة، كالمرأة، ليس مصدرا للشعور بالخجل بل بالفخر والقوة.
وتقول مورينا إن شعوب أمريكا الشمالية الأصلية ومنها المكسيك وبيرو، كانت تسكب دم الدورة الشهرية في الأرض لكي تكتسب الخصوبة.
وكان ذلك رمزا للمشاركة النسائية والنشاط الروحي، ومن شعائر اكتمال الأنوثة.
اجتمعت 2000 امرأة لعرض أفكارهن عن الدورة في مكان عام
لكن بعض المجتمعات الأخرى تنظر بسلبية لدم الدورة كما تقول دانييلا تونيلي مانيكا، وهي عالمة أنثروبولوجيا من جامعة "أونيكامب" البرازيلية ، وقد أجرت أبحاثا على الموضوع لمدة عشرين عاما.
وينظر إلى الدورة الشهرية على أنها "نزيف غير ضروري، ويوضع في نفس خانة البول والبراز، شيء يجب أن تتعامل معه في الحمام، بعيدا عن الأنظار"، كما تقول.
وكانت الحركات النسوية في ستينيات القرن الماضي قد حاولت تغيير النظرة السائدة وشجعت النساء على الحديث عن أجسامهن باحترام لخصوصياتها التشريحية والوظيفية.
وعمل الفنانون الذين جاؤوا لاحقا على استكشاف رمزية دم الدورة للتعبير عن آراء سياسية تتعلق بالبيئة وقضايا الجنس والجندر.
"التخصيب القمري جعلني أنظر للأرض كرحم ضخم خصب كالرحم تماما"، كما تقول ريناتا ريبيرو التي تعرفت على الحركة عبر الإنترنت.
تقول رينات إن تحويل دورتها إلى بذور جعلها تتخيل الأرض رحما ضخما
وتضيف "رأيت أن إعادة ما تمنحه الأرض لنا إليها شيء طبيعي وعادل".
وتجمع ريناتا دم دورتها في الحمام وتستخدمه لري الريحان الذي تزرعه في إناء صغير.
وتزرع ريناتا النعنع أيضا، لكنها لا ترويه بدم الدورة ، لذلك لا يبدو يانعا، كما تقول على سبيل الدعابة.
وحين مرت المرأة البالغة من العمر 43 عاما بتجربة الدورة الشهرية للمرة الأولى في فترة مراهقتها الأولى قيل لها "أنت الآن امرأة شابة، سوف تنزفين كل شهر ويجب أن يبقى الموضوع طي الكتمان".
وهذا دفعها للنظر إلى الموضوع على أنه "مصدر إزعاج"، وحسدت الرجال الذين لا يمرون بهذه التجربة. أما الآن فهي تنظر للدورة الشهرية كشيء مقدس.
يتضح من مسح دولي شمل 1500 امرأة بين 14 و 24 عاما أن موضوع الدورة الشهرية لا يزال من المحرمات في العديد من المجتمعات.
ويتبين من الدراسة التي أجريت في البرازيل والهند وجنوب إفريقيا والأرجنتين والفلبين بطلب من شركة جونسون أند جونسون أن النساء يشعرن بالخجل من استعارة فوط صحية أو التخلص منها في العلن، وحتى النهوض من مقعهدهن أثناء الدورة الشهرية.
"نقطة، آخر السطر" هو عنوان وثائقي يتضمن تلاعبا بالألفاظ فكلمة " period" بالإنجليزية تعني نقطة وتعني "الدورة الشهرية أيضا".
وتتابع مخرجة الفيلم رايقة زيهتابتشي، عددا من النساء في إحدى مناطق الهند في محاولاتهن لتسهيل حصول النساء على الفوط الصحية.
وتشير إحدى تلك النساء إلى دم الدورة الشهرية على أنه "دم فاسد"، وتعترف إحداهن أن صعوبة الحصول على الفوط الصحية اضطرتها لترك المدرسة.
وتتذكر أخصائية الأنثربولوجيا الاجتماعية في جامعة "باهيا" الاتحادية سيسيليا ساردنبيرغ البالغة من العمر 71 عاما أنها مرت بتجربة الدورة الشهرية للمرة الأولى في وقت كان من النادر الحديث عنها.
وتقول إن وجود النساء اللواتي لا يخجلن من الحديث عنها هذه الأيام ضروري لمواجهة "الوصمة".
لكن لا يتقبل الجميع الفكرة، لذلك حين نشرت لورا سيلفي يظهر فيه وجهها وصدرها مدهونا بدماء الدورة أثار الموضوع ضجة.
وقالت إن لديها 300 متابع، وتتوقع أن تحتاج لمنشور آخر لمساعدة نساء أخريات على فهم الموضوع.
تقول مورينا كاردوسو إنه يجب نزع سمة الغموض عن موضوع الدورة الشهرية.
لكن بعد مرور 4 أيام وجدت لورا أنها تتعرض للسخرية على موقع إنستغرام.
وقال كوميدي مثير للجدل في البرازيل هو دانيلو جنتيلي إنه يفكر بإعادة نشر الصور على حسابه الذي يتابعه 17 مليون شخص وأضاف "الدورة الشهرية شيء طبيعي، لكن ما هو غير طبيعي أن تدهني وجهك بدمائها".
لكن نكتته أثارت رد فعل مضاد، فقد حصلت على 2300 رد، معظمها سلبية.
وتقول لورا إن هذا يثبت إلى أي درجة يحظر الحديث في هذا الموضوع.
وتضيف: "يظن الناس أن ما ليس مقبولا لهم أو معروفا فهو بالضرورة انحراف. يعتقدون أن بإمكانهم الاختباء وراء شاشات هواتفهم واستخدام عبارات جارحة بحق آخرين. هذه سوائل جسدي، ومن حقي أن أقرر ما هو عادي وما هو غير عادي ما دمت لا أتدخل بحياة شخص آخر".
وتتابع "ما هو غير طبيعي أن تعمل على وسم آخرين. سأتوقف عن ما أعمله حين يبدأ الناس بالنظر إلى دماء الدورة على أنها شيء طبيعي لا يستدعي التعسف".

  • شارك الخبر