hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

الجبل لا يتسع لزعيمين ولم يستطع أحد كسر أعراف جنبلاط

الأربعاء ٣ تموز ٢٠١٩ - 06:13

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما حدث في الجبل بغض النظر عن خلفياته وحجم الخسائر كان متوقعاً عندما ارتفع منسوب التوتر بين التيار والحزب التقدمي الاشتراكي في الآونة الاخيرة بشكل غير مسبوق وزادت التصريحات والمواقف المتشنجة بين الطرفين.
مؤشرات كثيرة كانت تؤكد أن الزيارة لن تمر بدون إشكال أو عمل تخريبي بعدما بدا أن مجرد الاعلان عن حصولها استنفر الحزب التقدمي الاشتراكي الذي وضعها قبل حصولها في إطار الاستفزاز السياسي للمختارة والدخول الى منطقته بدون طرق الابواب واستئذان الناس، سبق الزيارة أيضاً حرب التغريدات وشكوى الاشتراكي من محاولة تحجيمه من قبل التيار الوطني الحر .
توتر وليد جنبلاط وفق اوساط درزية ليس وليد الساعة، بل يعود الى زمن التسوية التي قبلها البيك الدرزي قبل أن يعود ويرفضها بعد تحولها الى تسوية مشؤومة عليه، أفرزت نشوء وتعاظم ثنائية باسيل والحريري مقابل تقهقر الزعامة الدرزية وتراجع قدراتها.
الجبل وفق الاوساط الدرزية لا يتسع لزعيمين والمعادلة المقبلة "إما باسيل أو جنبلاط"، في حسابات البيك الدرزي أنه قدم المبادرات الايجابية في الانتخابات الرئاسية وفي تشكيل الحكومة، حيث "ظلم" جنبلاط بموافقته على وزير للنازحين مقرب من دمشق ومن بيئة سياسية معادية، إضافة الى وزير للمهجرين من صلب العهد والتيار إنقلب عليه بعد قداس المصالحة، ليقوم بتخويف المسيحيين من النوم في الجبل ومن احتمال استفاقة الحرب في أي وقت.
حادثة كفرمتى دفعت وليد جنبلاط الى تقديم عرض عضلات وقوة كادت تودي بحياة وزير وأكثر من نائب، لكن جنبلاط لم يتقصد الايذاء بقدر ما كان يصرخ من الألم الذي يشعر به، فهناك محاولة لإقصائه أو مقاسمته في ما يعتبره إمارة الجبل وقد بدأها جبران باسيل عندما أراد كسر احتكار التمثيل المسيحي في الانتخابات النيابية.

الجانب غير الظاهر في استياء جنبلاط يعود الى شبح التعيينات، فهناك وعد لارسلان ووهاب بحصة الثلث من الدروز في التعيينات، وهذا ما لا يقبل به جنبلاط المستاء ايضاً على خلفية قضية معمل عين دارة الذي يعتبره موقعاً عسكرياً متقدماً للنظام السوري وحلفائه.
في المقلب الآخر فإن جبران باسيل يشعر ايضاً بالقلق. في هذه الجولة سقط باسيل في امتحان تثبيت زعامته والدخول الى الجبل الذي كسب فيه في الانتخابات النيابية وفي لعبة التحدي التي مارسها مع جنبلاط، فوزير الخارجية نجا من كمين كفرمتى الذي علق فيه الغريب لكنه اصيب اصابات مباشرة، فالدخول بعد اليوم الى الجبل بات أكثر تعقيداً ودونه حسابات أخرى مختلفة .
صراع الزعامة والنفوذ في الجبل أيقظ الفتنة النائمة، ومن سخريات القدر أن الدم المهدور في الحادثة هو درزي، فلو كان الاشتباك مسيحي ودرزي لكانت الامور أكثر دراماتيكية وكارثية.
لم يكسب وليد جنبلاط من الجولة إلا اعادة شد العصب الاشتراكي وتثبيت نظرية المؤامرة والاقصاء من قبل التيار، فيما لم يربح باسيل الكثير من النقاط في جولة كان من الافضل أن تتأجل بعد الاجواء والتقارير التي وصلت اليه .
المتضرر الاكبر من حادثة الجبل هو المصالحة المسيحية والوجود المسيحي بعد طي صفحة الحرب، سقطت ورقة التين عن العيش المصطنع.. وبالخلاصة لم يستطع أحد بعد كسر أعراف وليد جنبلاط.

  • شارك الخبر