hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - دافيد عيسى - سياسي لبناني

"حلوا" عن الجيش وقائده

الإثنين ١ تموز ٢٠١٩ - 06:11

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ثمة اختلاف كبير وواضح بين عالم السياسة الذي تسيره وتحكمه لغة المصالح، وبين عالم العسكر الذي تحكمه مجموعة قيم ومبادئ.
أغلبية العاملين في السياسة يبدّلون مواقفهم كما يبدّلون ثيابهم وتبعاً لتغيير الأهواء والظروف والمصالح... العسكر ثابتون في موقعهم وموقفهم وحتى في ثيابهم المرقطة بألوان الشرف والتضحية والوفاء...
أغلبية العاملين في السياسة يثرثرون كثيرآ، يغردون وينشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، يستهلكون الوقت ويصمّون الآذان ويستنفدون أعصاب الناس وطاقاتهم بكلام لا جدوى منه ولا طائل، يتكلمون كثيراً ولا يفعلون شيئاً، يعدون ولا يوفون بوعودهم، يرسمون صورة لواقع صادم ومخيّب وعابق برائحة الفساد.
الجيش هو الصامت الأكبر وصاحب أفعال لا أقوال، لا يكترث لترهات ولا تشغله مماحكات، يمضي الجيش قدماً في ترسيخ الأمن والاستقرار ودعائم الوحدة الوطنية، وفي أداء مهامه ومسؤولياته على أكمل وجه رغم تشعّبها وامتدادها على كل مساحة الوطن وحدوده جنوباً وشرقاً في مواجهة عدوين خطرين متربصين، خطرالتهديدات الإسرائيلية وخطر التسلل الإرهابي...
لقد كان من المستغرب والمستهجن أن تركّز مناقشات خفض العجز في الموازنة على ميزانية الجيش وأن تطال حتى مخصصات العسكريين وحقوقهم المكتسبة، وكأن هناك بعض من يريد الإيحاء أن المشكلة تكمن في إنفاق المؤسسة العسكرية ومن يريد تصويرها عبئاً على الموازنة ومالية الدولة، وهذا البعض يريد في الواقع تحويل الأنظار عن أصل المشكلة الي تكمن في الفساد وسرقة المال العام المستشري منذ عشرات السنين وحتى اليوم في وزارات وقطاعات وإدارات كثيرة في الدولة حتى وصل الأمر بالبعض إلى حد محاولة اختلاق تباين وخلاف غير موجودَين بين قيادة الجيش ووزير الدفاع الياس بوصعب الذي هو وزير الوصاية وممثل الحكومة والسلطة السياسية، ولكن انكشفت سريعاً هذه المحاولات وانكشف معها عمق وقوة الجهود التي يبذلها الياس بو صعب للدفاع عن هيبة ومعنويات وحقوق الجيش والعسكريين وللتأكيد على أهمية الدور المسند إلى الجيش والمستمد من قوته الذاتية.
ما كادت معركة الموازنة تضع أوزارها معلنة عدم المس برواتب العسكريين وحقوقهم، حتى تعرّض الجيش عبر قائده العماد جوزف عون لهجمات وافتراءات من نوع آخر ومن الباب السياسي هذه المرة، فالجيش الذي نجحت قيادته في إبعاد التدخلات السياسية في شؤونه وفي إبعاده عن ملعب السياسيين، هناك من يحاول استدراجه إلى هذا الملعب وإشغاله وإلهاءه في ألاعيب سياسية وطموحات ومشاريع "رئاسية"...
وبصراحة ووضوح أكثر فإن العماد جوزف عون وكلما قام بزيارة خارجية وآخرها إلى الولايات المتحدة الأميركية والمملكة السعودية، يأتي في الداخل من يخرج هذه الزيارات عن هدفها وسكّتها ويحرّفها في اتجاهات وأهداف هي منها "براء" أي بالقول افتراءً وتحاملاً، أنها تنطوي على هدف تمهيد طريقه إلى رئاسة الجمهورية المقبلة... وهذا كلام فيه من سوء النية والتخريب والتحريض أكثر ممّا فيه من المحبة والتقدير والثناء والتمني بوصوله إلى سدة الرئاسة.
العماد جوزف عون عندما يذهب إلى الولايات المتحدة إنما يفعل ذلك لتعزيز قدرات الجيش وتقويته وتمكينه من أداء مهامه على أكمل وجه... وعندما يزور المملكة السعودية إنما يفعل ذلك في إطار العلاقات اللبنانية – السعودية المميزة ولدعم المؤسسة العسكرية والجيش اللبناني وليس لأي سبب آخر.
ليس على جدول أعمال زيارات قائد الجيش الخارجية أي بند سياسي وليس على جدول أهدافه أي طموح أو مشروع رئاسي، هذا الطموح ليس موجوداً عند العماد جوزف عون ولا يراوده، والحديث عنه وحتى عن حسن نية يولد عنده الانزعاج والاستياء، لأن عمله وأجندته وقضيته في مكان آخر ولأنه لا يهوى ألاعيب السياسيين وزواريبهم الضيقة فيما هو يسلك الأوتوستراد الوطني العريض وقضيته هي الجيش والوطن، وأجندته هي تقوية الجيش قدرات وعزة ومناعة...
فإلى المهتمّين بفكّ ألغاز زيارات قائد الجيش إلى الخارج، وإلى الساعين لاستدراجه إلى الزواريب السياسة وإلهائه في الداخل وللإيقاع بين المؤسسة العسكرية والطبقة السياسية وبين قائد الجيش ومرشحين أو ساعين للرئاسة إلى هؤلاء نقول:
كفوا عن هذه الالاعيب و"الخزعبلات"، دعوا قائد الجيش والجيش وشأنهما، الجيش ليس ساحة للمناورات وتصفية الحسابات ولا مركز اختبار للقوى والنيات ولا
صندوق بريد لتمرير الرسائل... "حلوا عن الجيش وقائده" وإذ ذاك سيكون في خير
وأمان ... ومن له أذنان سامعتان فليسمع.

  • شارك الخبر