أقام المجلس الثقافي في بلاد جبيل، وبرعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إحتفالا لمناسبة صدور كتاب "مسيحنا المثال" للشاعر جورج شكور، في قاعة البطريرك الحويك قي مدرسة مار يوسف-جبيل، شارك فيه نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ممثلا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ممثلا البطريرك الراعي، مفتي بلاد جبيل وكسروان الشيخ عبد الامير شمس الدين، رئيس المجلس الثقافي نوفل نوفل، الشاعر وجيه فانوس، وصاحب الكتاب. وحضره الإعلامية ألين فرح ممثلة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائبان سيمون أبي رميا وزياد أسود، الوزراء السابقون ادمون رزق وجوزيف الهاشم وبشارة مرهج، النائب السابق عباس الهاشم، المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، خادم رعية المنصف وشيخان الأب اميل أبو مراد ممثلا متروبوليت جبيل والبترون المطران سلون موسي، الشيخ احمد اللقيس ممثلا امام جبيل غسان اللقيس، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران، رؤساء بلديات بلاط عبدو العتيق والمجدل سمير عساكر وفتري مروان سعيد، مسؤول حركة امل في جبيل وكسروان العقيد علي خير الدين، منسق قضاء جبيل في "التيار الوطني الحر" اديب جبران، جورج طرابلسي ممثلا مجلس نقابة الثقافة، الامين العام الأسبق لحزب الكتلة الوطنية جان الحواط، رئيس الاتحاد اللبناني لكرة الطائرة ميشال ابي رميا، مخاتير وحشد من الفعاليات.

بعد النشيد الوطني ، تلت عريفة الاحتفال ريما داغر رسالة رئاسة الجمهورية، ومما جاء فيها: " يسرنا في هذه المناسبة أن ننقل إليكم شكر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، وتقديره لمبادرتكم واسهامكم من خلال أنشطتكم الثقافية في نهضة المجتمع وبناء الحضارة الانسانية، مثنيا على جهود الشاعر جورج شكور المتمثلة بكتاباته الممزوجة بالابداع والرقي، متمنيا له المزيد من التألق والعطاء. ولكم دوام التوفيق والنجاح مع المودة".

عون
وألقى المطران عون كلمة قال فيها: "أولاني صاحب الغبطة والنيافة شرف تمثيله في هذا الاحتفال الذي دعا إليه المجلس الثقافي في بلاد جبيل للاحتفال بصدور ملحمة "مسيحنا المثال" للشاعر الكبير الاستاذ جورج شكور. وقد كتب غبطته في البركة الرسولية التي وجهها إلى الشاعر مبينا روعة هذه الملحمة الشعرية التي هي قراءة معمقة وتأملية في النصوص الإنجيلية وأحداثها، فهنأه عليها، متمنيا عليه أن يسجلها بصوته، لأن الشعر بصوت صاحبه يكسب قيمة مضافة ويولد شوقا إلى السماع المقرون بالقراءة".

وأضاف :" لقد قدم لنا الشاعر جورج شكور البشارة الإنجيلية في قالب شعري ممتع يقود القارئ بعمقه إلى الغوص في السر الإلهي الذي تجلى في تعاليم الرب يسوع وآياته. لم يغفل أي من التفاصيل الأساسية في كل نص، بل أضاف في قراءته الشعرية بعدا يطال العاطفة والقلب، ويدعو القارئ بطريقة غير مباشرة إلى أن يلتزم بالتعاليم السامية التي يتأمل بها، ويساعده بطريقة محببة إلى أن يستقبل البشرى السارة التي تنقلها الأناجيل إلى المؤمنين. من خلال هذه الأبيات والصور الشعرية التي تقود من يقرأها أو يسمعها إلى تخيل الحدث الإنجيلي والغوص في تفاصيله، يظهر جليا كم تأمل شاعرنا في الإنجيل المقدس الذي تآلف معه وتبناه شكلا ومضمونا".

وتابع: "يصادف أن اليوم الذي نحتفل فيه بصدور الملحمة هو عيد الرسولين بطرس وبولس عمودي الكنيسة، وكلنا يعلم ان الرسولين ذهبا في الأقطار كلها يعلنان الكلمة، كلمة الحياة، لأن الكلمة هي دائما في أساس الايمان، ويقول الرسول بولس كيف يؤمنون ان لم يسمعوا، وكيف يسمعون من دون مبشر، ولم يكن بطرس خطيبا ولا كاتبا، بل كان مجرد صياد سمك، ولكن الرب يسوع اختاره ليكون الأول بين الرسل، ويتجلى بطرس الرسول بصورة الرسول المرسل لكي ينقل اختبارا والحب الذي اختبره مع السيد. ومن جهة بولس الرب اختاره، وعندما التقى به وتعرف اليه فهم أنه لم يكن يعلم شيئا عن الإيمان بالرغم من معرفته بالكتاب المقدس".

وختم عون: "أضم صوتي إلى صوت صاحب الغبطة والنيافة الذي عبر عن أهمية هذا الكتاب في زمن تتزايد فيه روح العلمنة وفي زمن يتزايد فيه عدد المسيحيين الذين يجهلون إنجيل ربنا يسوع المسيح. فأطلب من الرب يسوع، "الكلمة الذي صار بشرا" أن يكافئ شاعرنا الاستاذ جورج شكور على نقل بشرى الإنجيل بالأسلوب الشعري، السهل الممتنع، متمنيا لهذه الملحمة الانتشار الكبير، فتصل فائدتها الروحية إلى العديد من أبنائنا وبناتنا. كما أتمنى أن يكون هذا الكتاب حافزا للعديد من القراء محبي الشعر للعودة إلى مطالعة الإنجيل والتأمل فيه، لأنه كتاب الحياة بامتياز، وهو يحمل بين دفتيه كنز الحياة الحقيقي الذي يساعد الإنسان على العيش في المحبة والسير في النور بهدي الكلمة التي تقودنا الى الحق كله".

شمس الدين
وقال شمس الدين: "شعره أيها الكرام فيض من ولاء لأسياد أبرار يتسامى بهم اللفظ وينبهر بهم القول، ونطق بصريح وصف وقول لا يحتمل شرحا ولا تأويلا. هكذا حين أطالع قصائد الشاعر جورج شكور الذي اكتنز ما اكتنز من فضائل ومعارف حلق معها بجناحي لبنان، وهما الاسلام والمسيحية اللذان لا وجود للبنان ولا قيامة له بدونهما معا".

وأردف: "أبقى بين قصائده طويلا حيث استعذب ما عذب من معان صبت في قوالب رق سبكها ولطف بل وأكثر ما يستميلني في الشاعر جورج شكور هو تلك القريحة الدفاقة والنفس الغزير تكاد لا تغافله حادثة الا ويطلق خلفها القوافي والأوزان، يغزل منها حكاية كلام رباني أو موقفا رساليا أو منطقا رسوليا ينعش الروح، لا أبالغ اذا قلت أن شاعرنا يكاد أن يجعل من شعره خبزنا اليومي وهواءنا الذي نتنفسه، يشيعه بيننا وينثره كما ينهض العطر من أكمام الياسمين، وكما يصحو النور من قريحة الصباح".

وتابع شمس الدين: "شاعرنا المبدع لا غرو أن يبرق مداد ولانك وتهدل ابياتك البيضاء نفحات في رياضة سماوية مقدسة مصاديقها ملحمات "مسيحنا المثال والرسول وصبطه الحسين الشهيد" وغيرهما مما أبدعته قريحتك من قصائد عصماء تنم عن غزارة علمك وسعة معارفك وصدق إيمانك، فكم من رحمة ترى ستنال وكم من غفران من الرب ستقطف".

نوفل
واعتبر نوفل في كلمته "ان الشعر في حياة جورج شكور عالم من الفرادة المستقلة بالموهبة الربانية والرهافة الحسية، ويتمحور شعره حول مدارات شعرية الزمته لقب شاعر الحاءات الثلاث: حب، حرية، حكمة. سكبها في دواوينه "وحدها القمر" "كلمات للحلوين" "زهرة الجماليا" "مرآة ميرا" وتنوعت في قصائده بلاغة الصور، ودقة المفردات .. كأنه ينحت قلمه إبرة يجيد فيها ويسير الخيط حيث يجب" .

وأضاف: "جورج شكور يدعو الى التجديد والابداع ضمن التمسك بالاصول وروح التراث، اضافة الى هذه الاصول اصول جديدة، وها نحن الان امام ملحمة "مسيحنا المثال" الذي اراد من خلالها احلال التوازن الثقافوي بين الشخصيات التاريخية الخالدة. هذه الملحمة التي جمعت مضمون الاناجيل الاربعة بقالب شعري تعتبر صلاة".

وختم نوفل: "وعندما سأله البطريرك عن نسب المسيح هل هو عبراني ام آرامي اجاب: هو كلمة. وانشد: من كان من روح الإله فلا يسأل عن نسب" .

وتخلل الإحتفال أبيات شعرية للفرزلي وفانوس وشكور من وحي المناسبة