hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - فارس بن حزام - الحياة

حصيلة اليابان بين محمد بن سلمان وأردوغان

الأحد ٣٠ حزيران ٢٠١٩ - 06:40

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أسبوع حافل في صراعات المنطقة وسجالاتها السياسية، بدأ بهزيمة الرئيس التركي في مدينته (إسطنبول)، وانتهى باحتفاء قادة العالم بولي العهد السعودي في أوساكا، وما بينهما فشل "الإخوان" في توظيف وفاة الرئيس المصري السابق ضد بلاده، وهزم مرشح الجماعة في انتخابات رئاسة موريتانيا، ومضى مؤتمر المنامة بسلام.

هذا الأسبوع يلخص مشهد المنطقة في مساريها السياسيين؛ الظلام والنور. اختارت السعودية ومن معها طريقاً منيراً واضح المعالم والأهداف، قائماً على الإنسان والبناء والتنوير والسلام، فصفق لها العالم ولممثلها الأمير محمد بن سلمان في "قمة العشرين"، واختارت تركيا ومن معها طريقاً مظلماً، مفضوح النوايا، يمس سلم المنطقة وأمنها، ويعبث بجغرافيتها ونسيج مجتمعاتها، فنال رئيسها رجب طيب أردوغان قسطاً وافراً من التحذيرات سراً وعلانية.

ولا شك أن صورة ولي العهد السعودي في القمة مؤذية كثيراً للأشقاء قادة قطر، وانعكس ذلك بارتفاع حالة التوتر في خطابهم الإعلامي ضد اجتماع "دول العشرين"، وتقليلهم من شأنه، على رغم ملفاته المطروحة ودور دوله في قيادة العالم. واللافت أن الهجوم على القمة يشمل تركيا، وذاك ما فاتهم على ما يبدو، ولكن في المحصلة كانت النتيجة نصراً سعودياً وهزيمة تركية.

وفي "قمة العشرين"، رجلان يتسابقان في المنطقة، أولهما الأمير محمد بن سلمان، من أوكل إليه العاهل السعودي قيادة مرحلة التطوير وتمثيل المملكة في أوساكا، وثانيهما الرئيس رجب طيب أردوغان، من اقتحم المنطقة عبر جسر جماعة "الإخوان"، ويسعى إلى تقرير مصائر دولها وشعوبها. وقد شاهد العالم فارق حفاوة القادة بين الرجلين، صورة وكلمة. تقدير وافر لجهد السعودية التحديثي في مسارات عدة، ودورها الحاسم لحماية السلم من الأفكار المتطرفة، وتوبيخ مستمر لدور تركيا في سورية وليبيا وغيرهما. كان ذلك صريحاً في خطابات متلفزة، وتعليقات مباشرة في مؤتمرات صحافية. ذلك الفارق مؤذ جداً للرئيس أردوغان، فنرجسيته العالية لا تحتمل الكم المتوالي من الإهانة العلنية، وهو هنا لا يختلف عن نزعة القائد الليبي الراحل معمر القذافي، من حيث الاعتداد بالنفس والصورة. ويمكن ملاحظة السلوك في لحظات يفترض فيها الانضباط التام، فقد ارتكب مخالفة بروتوكولية غير لائقة، إذ تسلل عند التقاط الصورة الجماعية، ليقف إلى جوار الرئيس ترامب، محتلاً موقع رئيس الصين. أراد الصدارة، وأراد أن يكون إلى جوار قائد العالم، لكن إعلام قطر والجماعة أغمض عينيه تماماً. إنهم يحاربون ولي العهد السعودي لتميز علاقته بالرئيس الأميركي، ويتجاهلون سعي حليفهم الأكبر لعلاقة مماثلة.

كان ذلك أسبوعاً واحداً من أسابيع كثيرة مضت وأكثر ستأتي، فالحرب على التطرف، فكراً وتنظيماً ودولاً، ستحتاج إلى سنوات طويلة، والحمد لله أن علامات النصر تسجل في أولى معاركها.

فارس بن حزام - الحياة

  • شارك الخبر