hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - وليد منصور - الحياة

حرب الناقلات... مَن يقود إيران إلى الهاوية؟

الأربعاء ١٩ حزيران ٢٠١٩ - 07:34

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا شك أن ما تقوم به إيران من تصعيد في مضيق هرمز وخليج عمان من استهداف ناقلات النفط الخليجي ومحاولتها زعزعة استقرار المنطقة، ستكون عواقب وخيمة على نظام الملالي. لكن التساؤل الأهم هو: على ماذا تراهن إيران من هذا التصعيد الذي يستهدف تهديد التجارة العالمية وأمن العالم من مصادر الطاقة؟ في البداية، لم تكن هجمات إيران واستهدافها لناقلات النفط الأولى في تاريخها، بل وسيلة تلجأ إليها كلما اشتد الخناق عليها نتيجة ممارستها الإرهابية وتدخلها في شؤون جيرانها ومحاولتها فرض سلطتها على المنطقة ورفضها أن تكون دولة طبيعية تتمتع بعلاقات متوازنة مع الدول كافة.

في ظل اشتداد الحرب مع العراق، شهدت مرحلة الثمانينات استهداف إيران ناقلات النفط العربية كرد فعل على دعم الدول العربية والخليج للجيش العراقي بقيادة صدام حسين ضدها، فهاجمت 451 سفينة منها 259 ناقلة نفط، وبلغت تلك الهجمات ذروتها في عام 1987 عندما هاجمت سفناً كويتية وإماراتية ترفع العلم الأميركي، ما أدى إلى شن الولايات المتحدة عمليتين على البحرية الإيرانية في آب (أغسطس) 1987 ونيسان (إبريل) 1988 عرفتا بـ"الرامي الرشيق" و"فرس النبي" وأدتا إلى انهيار قدرات إيران العسكرية والبحرية منها خصوصاً كما استهدفت مصافي للنفط تمتلكها إيران. وكانت عواقب هذه الهجمات وخيمة على طهران حتى قبل الخميني بالقرار الدولي الرقم 598 الذي قضى بوقف إطلاق النار مع العراق، والذي قال عنه إنه "كتجرع السم"، بعد أن تسببت الهجمات في خسارة أكبر من نصف الأسطول البحري الإيراني.

تعيش إيران حالياً أسوأ أزمة وحصار مفروض عليها منذ ثورة الخميني في عام 1979، إذ تشهد الآن أكبر معدلات للتخضم منذ العام 1980 وفقاً لصندوق النقد الدولي، وكذلك فقدت العملة الإيرانية أكثر من 60 في المئة من قيمتها العام الماضي، إضافة إلى تزايد التضخم إذ أصبح سعر صرف الدولار أكثر من 190 ألف ريال إيراني مقارنة بما كان عليه في العام 2017 الذي بلغ 34 ألف ريال للدولار. وأدى ذلك إلى سيطرة المحافظين والصقور من "الحرس الثوري على مقاليد الحكم. ووفق تصريحات لقيادات "الحرس"، فإن إيران تعيش الآن كابوساً هو الأسوأ منذ حربها مع العراق وأن استمرار العقوبات الاقتصادية سيؤدي إلى إنهيار الدولة الإيرانية وتقطيع أوصالها حتى مع ميليشياتها المسلحة في الخارج مثل جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن و"الحشد الشعبي" في العراق و"حزب الله" في لبنان. ويدفع هذا المحافظين في إيران إلى مزيد من التصعيد لإثارة أزمة العقوبات الاقتصادية التي ستؤدي حتماً في حال استمرارها إلى إنهيار هذا النظام في ظل الرغبة الجامحة من المواطنين الإيرانين في تغييره.

كذلك، يراهن الصقور والمحافظون على أن استفزاز المجتمع الدولي من ناحية مصادر الطاقة والتهديد بإغلاق مضيق هرمز الذي يعبر منه 40 في المئة من نفط العالم بما يعادل 18 مليون برميل يومياً، سيؤدي إلى إثارة قضية العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، والضغط على أميركا من أجل تخفيف العقوبات أو محاولة الحصول على دعم من الدول الأوروبية من أجل إيجاد متنفس اقتصادي لها.

يبقى أن التصعيد واستهداف ناقلات النفط في الخليج أخيراً، يوحي بأن النظام الإيراني يعتقد بأن فرص شنَّ الولايات المتحدة هجوماً محدوداً أو شاملاً على إيران، يظل خياراً مستبعداً خصوصاً في ظل طمأنة الكثير من قيادات "الحزب الديموقراطي" للإيرانيين إلى قدرتهم على منع اتخاذ مثل هذا القرار، وكذلك في ظل انخفاض دور جون بولتون مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو الشخصية التي يخشاها الإيرانيون لمعرفتهم بأنه أكثر المطالبين بإسقاط النظام الإيراني بضربة عسكرية، وكذلك في ظل طلب الرئيس الأميركي لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني، وإرسال رئيس الوزراء الياباني شينزوا آبي إلى طهران. وهي إشارات فهمها الجانب الإيراني على أنها تعني أن الولايات المتحدة غير عازمة على شن حرب عليه.

وليد منصور - الحياة

  • شارك الخبر