hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ماريا واكيم

عايدة صبرا... القضية "المبتورة"

الثلاثاء ١١ حزيران ٢٠١٩ - 06:06

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد طول انتظار، عادت أستاذة التمثيل إلى الشاشة الصغيرة لتتألق في مسلسل "انتي مين" من سيناريو وحوار كارين رزق الله.

عادت من الباب العريض هذه المرّة لتجسّد شخصية "نجوى" تلك المرأة الصلبة العزيمة التي عاصرت الحرب بقساوتها ولحظاتها الموجعة، لتفقد رجلها وأنوثتها في حرب فرّقت الأخ عن أخيه ومزّقت العائلات وشرذمتها وحصدت الآف الأرواح، وخلّفت الآف الجرحى والمعوقين، وأحدثت شرخاً في مجتمع متنوّع لطالما جسّد العيش المشترك.

عادت صبرا لإيقاظ الدراما اللبنانية من الغيبوبة ولتثبت لنا أن ممثلي الزمن الجميل لم يموتوا.

إنها "نجوى" التي تمثّل شريحة كبيرة من اللبنانيات اللواتي آمن بقضية وحاربن من أجلها، ولكن للأسف طُمست القضية، وضاعت في أروقة الدجل والسياسة المظلمة، فيما تلك الشريحة لا تزال تعيش تداعياتها، ومعلقة بين زمنين، زمن الحرب وقضيته، وزمن السلم المزيف المبني على تلاقي الأضداد على أشلاء أجساد تلك الشريحة.

عايدة صبرا هي واحدة من بنات جيل الحرب، خبرت تفاصيل يومياتها وعاشت ظروفها ومآسيها. وقفت على جروح أجساد مزّقتها رصاصات وشظايا قذائف وسيارات مفخخة، تماماً كما وقوفها على من حمل تلك القضية من مقاتلين أسقطوا مستقبلهم في سبيلها.

رصدت عايدة صبرا بعين ثاقبة جيلاً على اختلاف انتمائه السياسي، وحملت في قلبها وفكرها كل حقبة الحرب، وأقبلت على "انتي مين"، ففجّرت ما اعتراها من مشاعر تلك المرحلة إبداعاً ومزيداً من التألق الذي اعتدنا عليه من ممثلة لا تشبه غيرها، لتحقق و"عايدة" الممثلة القديرة جوليا قصّار ثنائياً أضاف إلى المسلسل بعداً ثورياً حاكى مرحلة الحرب في زمن نعتقد أنه زمن "سلم".

عاشت الدراما اللبنانية التي تجسدّها عايدة صبرا بحركتها وانفعالها وخروجها من ذاتها لتعيد الجمهور إلى واقعية تلك المرحلة لا لتنقل المشاهد إلى عالم "خيالي- سوريالي".

فكم نحن بحاجة إلى أمثال عايدة صبرا لإظهار مشاعرنا الثورية المدفونة بخضوع أعمى وعين غامضة أرادها السياسيون حتمية.

كم نحن بحاجة إلى دراما تنبش واقعنا وتنقله مجرداً عبر الشاشة بدلاً من "فانتازيا" تنقل زيف المجتمع.

فلترفع لك القبعة على هذا الأداء الساحر.

شكراً عايدة صبرا، شكراً لحفنة من الممثلين الكبار.

كيف لنا أن ننساكم، أنتم من أعطى للدراما اللبنانية بريقاً لطالما افتقدته مؤخراً.

  • شارك الخبر