hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

قداس في طرابلس لراحة نفس المطران رولان ابو جوده

الأحد ١٩ أيار ٢٠١٩ - 13:24

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اقيم في كنيسة مار مارون في طرابلس، قداس وجناز لراحة نفس المثلث الرحمة المطران رولان ابو جودة، تراسه رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، عاونه نائبه العام الخوراسقف انطوان مخائيل، خادم رعية مار مارون المونسنيور نبيه معوض، امين سر المطرانية الخوري جوزاف فرح، مسوؤل الشؤون القانونية في الابرشية الخوري راشد شويري، وبمشاركة المونسنيور الياس جرجس والخوري جوزاف غبش، ولفيف من كهنة الابرشية، في حضور اهل المطران الراحل واقربائه وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى المطران بو جوده عظة قال فيها: "بطرس اتحبني، ثلاث مرات طرح المسيح السؤال على بطرس قبل ان يسلمه مقاليد الكنيسة، ثلاث مرات اجاب بطرس، وقال نعم انا احبك، واضاف في المرة الثالثة: انت تعرف يا رب كل شيء انت تعرف اني احبك. لم يرد يسوع من خلال ذلك ان يعاتب بطرس ويلومه على نكرانه ثلاث مرات بانه يعرفه، وهو في قصر بيلاطس عند محاكمة يسوع، فالامر قد يكون طبيعيا في ظرف كهذا، لكنه اراد ان يفهمه ان القضية ليست قضية مرحلية وادعاء الشجاعة والقوة، بل القضية هي قضية حب وتضحية حتى بذل الذات، اذ انهى كلامه معه قائلا: لما كنت شابا كنت تشد الزنار بنفسك وتسير الى حيث تشاء، فاذا صرت شيخا بسطت يديك ويشد غيرك لك الزنار، ويمضي بك الى حيث لا تشاء، مشيرا بذلك الى الميتة التي سيمجد بها الله".

اضاف بو جوده: "اراد المسيح ان يفهم بطرس ان القيادة ليست قضية سلطة ومركز اجتماعي، وفرض الرأي على الاخر، بل هي على عكس ذلك، قضية محبة وتضحية، على ما سبق وقال: ليس من حب اعظم من ان يبذل نفسه في سبيل احبائه. القيادة، في الكنيسة والرئاسة، هي قضية محبة وخدمة وتواضع، اقتداء بالمسيح الذي لم يعد مساواته لله غنيمة، فمع انه صورة الله، تجرد من ذاته متخذا صورة العبد، وصار على مثال البشر، فوضع نفسه واطاع حتى الموت، موت الصليب، ولذلك رفعه الله الى العلى، ووهب له الاسم الذي يفوق جميع الاسماء، وهو لم يعد مساواته لله غنيمة، بل حول من نفسه خادما للجميع، فلم يرد ان يخدم، بل حول نفسه خادما، الى درجة انه تصرف كما العبيد عندما غسل ارجل تلاميذه ودعاهم للاقتداء به".

وقال: "المطران رولان شفيق ابو جوده، فهم ذلك وتقيد به، وعاشه منذ طفولته، فهو بعدما فقد والده وهو ما زال طفلا، مع اخيه رياض، تربى على يد والدته وخاله المحامي اللامع، الذي كان يحتل مركزا مرموقا في المجتمع والعائلة، فابدع في دراسته، من خلال تخصصه بالحقوق، وتدربه على الخدمة في الحركة الكشفية، وبعدما مارس المحاماة لفترة من الزمن، سمع صوت الرب يقول له اتبعني وتبعه مكرسا حياته للخدمة في سر الكهنوت، فامضى حياته الكهنوتية والاسقفية كلها في الخدمة، ولم يسع للحصول على المراكز المرموقة، كما حصل مع ابني زبده اللذين توسطا والدتهما لتقول ليسوع، اريد ان تجعل من ولدي هذين مكانا عن يمينك ويسارك".

وتابع: "عاش الطاعة والخدمة طوال حياته، بروح تواضع مميزة، ترك دروسه واختصاصاته في اميركا، عندما استدعاه راعي الابرشية المطران الياس فرح، ليؤسس ويدير مدرسة مار يوسف في قرنة شهوان، فيجعل منها مثالا للكثير من المدارس، بمستواها العلمي والثقافي. وبعدما انتخب مطرانا نائبا بطريركيا، بقي طوال حياته في خدمة الكنيسة معاونا ونائبا عاما لمثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وقد سبقه الى الملكوت السماوي ببضعة ايام. وكان على مثال يوحنا المعمدان يقول: علي ان اصغر، ليكبر هو في خدمته، وينجح في خدمة الكنيسة في ظروف قاسية جدا، كالتي عاشاها معا اثناء الحرب، وكان بالقرب منه بخاصة في تلك اللحظات الرهيبة التي عاشها عندما تعرض للاهانة الجسدية من قبل عدد من ابنائه".

واردف قائلا: "بالرغم من كل ما عاناه ولاقاه من صعوبات وتحديات فانه سعى مع غبطته الى تطوير الكنيسة وتنميتها، انسانيا واجتماعيا من خلال المؤسسات التي أسهم في تاسيسها: محطة تيلي لوميور التي كان يتراس مجلس ادارتها طوال سنين عديدة، المركز الكاثوليكي للاعلام، الصندوق الاجتماعي الماروني، المركز الماروني للانماء الشامل، وغيرها من المؤسسات التي لا مجال لتعدادها اليوم. اما الذي ميزه في كل هذه الظروف هي الاعمال والخدمات التي قام بها، فكان حبه للانسان، الخليقة الوحيدة، التي ارادها الله لذاتها، والذي كان الكثيرون يعانون فيه من الفقر المدقع بسبب الظروف الامنية والاجتماعية، فقد بقي مكتبه مفتوحا كما قلبه لجميع قاصديه، يوزع المساعدات دون حساب متدخلا مع كل مرجع او سلطة من اجل مساعدة اي طالب مساعدة، كي يستطيعوا ان يؤمنوا لهم ولعائلاتهم الحياة اللائقة والكريمة. تحمل اخر سنوات حياته المرض الذي اصابه، لكنه لم يستسلم له، بل بقي يمارس الرياضة الجسدية التي تربى عليها، في الحركة الكشفية يحمل عصاه كل يوم، ويمشي وهو يصلي المسبحة، ثم يعود الى عمله الاداري والفكري والروحي".

وختم بو جوده: "اننا في احتفالنا اليوم، بالصلاة لراحة نفسه، اردنا ان نعبر له عن مشاعر المحبة والتقدير والشكر، لكل ما قام به من خدمات لابرشيتنا التي كان مدبرا بطريركيا عليها مرتين، الاولى على اثر عودة المطران جبرائيل طوبيا الى بيت الله، والثانية على اثر وفاة المطران يوحنا فؤاد الحاج، وقد اعطى لكهنة الابرشية ولجميع ابنائها كل ما امكنه من خدمات معاملا اياهم معاملة الاب الحنون المتميز بروحه الطيبة والمرحة التي كان يعرف بها. فالى روحه الطاهرة نرفع الصلاة اليوم طالبين من الرب المكافاة التي يستحقها في الملكوت السماوي، ونتقدم بالتعزية القلبية لبنات اخيه وعيالهم وابناء خاله وجميع ذويه.

بعد القداس، تقبل بو جوده والكهنة واقرباء المطران الراحل تعازي المشاركين في القداس في قاعة الكنيسة. 

  • شارك الخبر