إن ما يجري في لبنان من خطر على الاقتصاد ومخاوف من إنهيار وشيك وقلق من تدهور النقد، مع ما يعصف بالبلاد من فساد وهدر ومديونية وخوف من فقدان ثقة البلدان المانحة وتبخر مؤتمر سيدر، يعتبر نقطة في بحر المخاوف المتأتية عن خطر إندلاع حرب اقليمية سيكون لبنان في صلبها وإحدى ساحاتها الاساسية.
فأخبار استقدام الولايات المتحدة لحاملات طائراتها الى الشرق الاوسط وتهديداتها الجدية لايران من مغبة الاقدام على إقفال مضيق هرمز وباب المندب امام الملاحة العالمية قد يفجر حرباً دولية في الاقليم، وستكون إسرائيل من أركانها الاساسيين وهي التي تملك 600 طائرة من طراز اف 16 واف 15 ونحو 20 طائرة من طراز اف 35 الشبح لا يلتقطها الرادار تحمل قنابل ثقيلة وصواريخ موجهة باللايزر بعيدة المدى. كما ان اسرائيل تملك غواصات دولفن الالمانية القادرة على الانتقال تحت المياه وصولا الى الخليج واغراق السفن الحربية الايرانية، دون ان تستطيع ايران ضرب هذه الغواصات.

هذه الاسلحة وغيرها قد تخرج من مخابئها إذا نفذت إيران تهديداتها بإقفال مضيق هرمز وهو الشريان الحيوي للاقتصاد الدولي ويشكل حوالي 20 الى 30 في المئة من تجارة العالم.
في المقابل تمتلك إيران ومعها حزب الله عشرات آلاف الصواريخ التي بإمكانها ضرب إسرائيل رغم القبة الحديدية.
وبحسب إحدى السيناريوهات الغربية فإن الحرب قد تقع بين ايران واسرائيل وحزب الله، ولن يكون هناك اي قدرة لسوريا او للعراق على التدخل في المعارك، وهذا ما يجعل إسرائيل في موقع المتفوق، إذ ستخلو الاجواء لسلاح الجو الاسرائيلي الذي يملك أكثر من 100 الف قنبلة من الوزن الثقيل تحملها طائرات اف 16 واف 15 التي تتزوّد بالوقود في الجو لتصل الى ايران وتدمر اهدافا فيها.
أما بالنسبة لحزب الله ولبنان فإسرائيل قد لا تعبر الحدود بجنودها بل ستلجأ الى الغارات الجوية والصواريخ ضد مواقع حزب الله في شكل كثيف، وتدمر البنى التحتية والجسور والطرق والمراكز والمواقع الرسمية والعسكرية اللبنانية.
وتعتبر تقارير عسكرية أميركية أن هذا السيناريو قد يمهد الطريق في حال هزيمة إيران وانهيارها إلى زوال الذراع العسكرية لحزب الله والشروع في تسوية شاملة وبشروط الولايات المتحدة، التي ستضمن عدم تدخل روسيا أو الصين في هذه الحرب المفترضة.