hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

جنبلاط انقلب... فتّشوا عن الأسباب

الإثنين ٢٩ نيسان ٢٠١٩ - 06:08

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم تكشف تغريدة النائب جميل السيد وعنوانها "جنبلاط انقلب" سرًا لا يعرفه أحد عن تحوّلات البيك الدرزي، فالسيد الأكثر تغريداً على وسائل التواصل إلى جانب جنبلاط أصاب بحسه الأمني السابق والسياسي اليوم نقاط التحوّل الجديدة لرئيس "الحزب الاشتراكي".
تغيّر كثيراً وليد جنبلاط وذهب مؤخراً أكثر ممّا كان يتوقّعه البعض وأصاب بتصعيده "حزب الله" ليعيد عقارب الساعة سنوات إلى الوراء عندما كان الهجوم على "حزب الله" الخبز اليومي لزعيم المختارة قبل أن يعود جنبلاط ليتوقّف عن مهاجمة الحزب تاركاً حلفاء سابقين مذهولين، فنفّذ انقلاباً سياسياً ليكوّع باتجاه الخصوم وأقام ربط نزاع مع العدو في الضاحية حيث كانت المهادنة وعدم تجاوز الخطوط الحمر أساس التسوية الجديدة، وطيلة التسوية التزم جنبلاط عدم التعرّض لـ"حزب الله" وعوض عن استهدافه بالهجوم على سوريا وحلفائها كـ"التيار الوطني الحر" الذي اقتحم منطقته الانتخابية .
التوتّر بين جنبلاط و"حزب الله" ظهر إلى العلن بشكل واضح بافتعال مشكلة ترخيص معمل أُعطي من وزير الصناعة السابق حسين الحاج حسن باعتبار الرخصة كاملة الشروط ومستوفية موافقة مجلس الوزراء والبيئة، تبعها بدون مقدّمات موقف تصعيدي لوزير الصناعة وائل أبو فاعور على زيارة وزير الصحة جميل جبق في فترة التجاذب حول الترخيص.
ما لم يقله أبو فاعور أكمله رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي صبّ الزيت على نار التوتّر موزّعاً اتهامات شمالاً ويميناً تجاه سلاح "حزب الله" من خلال تغريدات ومواقف لنواب ووزراء الاشتراكي كان أقساها تصريح جنبلاط حول لبنانية مزارع شبعا واستغلال قضية المزارع في بازار حفاظ "حزب الله" على سلاحه.
طرح قضية المزارع تمّ وضعه في إطار الكيدية السياسية وأن جنبلاط اختاره بتوقيت مدروس ولحسابات خاصة وفي زمن يعاني "حزب الله" من التضييق عليه في قضية العقوبات فيما يصرّ "الحزب الاشتراكي" بأن هذا الموقف ليس وليد الساعة ولجنبلاط مواقف سابقة بعد حرب التحرير عام 2000 حيث كان له نفس الموقف عندما طالب بإعادة تموضع الجيش السوري، وتستغرب أوساط اشتراكية أن يتمّ تحوير الحقائق على النحو الذي يحصل ليتّهم جنبلاط بالتفريط بالأرض اللبنانية كما جرت مقاربة الموضوع.
التفسير الاشتراكي لا يُرضي أطراف تضع موقف جنبلاط وفتح جبهة لبنانية المزارع في توقيت غير بريء ووفق أجندة الزعيم الدرزي، يتحدّث أخصام جنبلاط عن دوافع أخرى مختلفة:
يشعر وليد جنبلاط بالعزلة عن الحالة السياسية القائمة في البلاد وبأن هناك محاولات لتهميشه فلم يعد بيضة القبّان لفرض التوازنات، وجنبلاط منزعج من تحوّله إلى الحلقة الأضعف وسط الثنائيات ممّا يدفعه إلى التصعيد للفت النظر.
يعتبر رئيس "الحزب الاشتراكي" أنه قدّم تنازلات من دون مقابل بتسهيل فوز النائب السابق طلال إرسلان في عاليه، والتسوية في الوزير الدرزي الثالث التي قدّمها إلى بعبدا، وهو يسعى اليوم إلى تحصين ساحته في معركة التعيينات الإدارية المقبلة بعد أن وصلته إشارات عن حصّة ستحصل عليها المعارضة الدرزية التي تحظى برضى العهد وغطاء "التيار الوطني الحر".
التصعيد الأخير إذاً ليس على خلفية فسخ مجلس شورى الدولة لقرار أبو فاعور لصالح مشروع إسمنت الأرز، لكن هذا القرار كان الخيط الأخير المتبقي بين الطرفين، فحديث الزعيم الدرزي ليس عرضياً عن لبنانية مزارع شبعا مهما كانت التوضيحات، إذ يعتبر أخصامه أنه يسبق حملة سياسية وإعلامية بدأ التحضير لها عبر مجموعات سياسية تماشياً مع العقوبات الأميركية وتمّ استحضار عدّة المعركة وعبارات الممانعة مجدداً.
وفق المعلومات أيضاً فإن "حزب الله" لم يغصّ في مواجهة كاملة ومفتوحة بعد، ويترك جنبلاط على سجيته لكنه يملك معلومات عن دور أوكل للأخير قبل فترة بتوتير الأجواء وإعادة الخلاف إلى ما كان عليه سابقا مع "حزب الله".

  • شارك الخبر