hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

الراعي استقبل وفدا من أهالي القرى المجاورة لمرج بسري واطلع من فيون على مشروعه إنشاء مؤسسة تهتم بدعم المسيحيين وتثبيتهم في الشرق

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٩ - 18:34

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من أهالي القرى المجاورة لمرج بسري، يرافقه رئيس الحركة البيئية في لبنان بول أبي راشد ومنسق الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري، في زيارة سلموا خلالها البطريرك الراعي ملفا يتضمن دراسات وتقارير توثق "خطورة إقامة سد بسري الذي لا يستوفي شروط السلامة العامة، فهو الى جانب كونه يقع على ملتقى فالقين زلزاليين نشطين، سيقضي على الثروة الطبيعية والآثار التاريخية والدينية في المنطقة"، مذكرين ب"الزلزال الذي ضرب جزين في عام 1956".


وتحدث أبي راشد فقال: "إن إنشاء السد سيدمر الغابات والمواقع الأثرية الواقعة بين الشوف وجزين، وسيقضي أيضا على الزراعة في هذه المنطقة".

ولفت إلى أن "حفر الأرض على عمق 122 م وتعرية المنطقة من الأشجار سيؤديا إلى انزلاق عدد من القرى المحيطة بالسد".

وعبر الوفد عن خوفه من إنشاء السد، لافتا إلى أن "رفض المشروع بدأ منذ عام 2011، وهناك طعن لمرسوم الإستملاك منذ عام 2015"، مستنكرا عملية "استحداث بوابة في المرج لمنع الاهالي من الدخول إلى أراضيهم".


وتمنى الوفد على الراعي الوقوف إلى "جانب أبناء المنطقة، الذين يتمسكون بأرضهم، رغم الظروف القاسية التي عانوا منها، منذ انطلاقة الحرب في لبنان حتى التسعينيات،" لافتا إلى أن "المنطقة معروفة بدرب المسيح، وهي تحتوي على آثار ومواقع تاريخية ودينية يمكن للدولة أن تستثمرها في السياحة الدينية ويكون مردودها أكثر بكثير عليها وعلى أبناء المنطقة".

ورأى الوفد أن "هذا المشروع، الذي لن يغذي بيروت الكبرى، إلا بمياه غير صحية، لا بل ملوثة، وذلك بحسب تقارير علمية يمكن استبداله بمشاريع تنموية وبيئية في المنطقة واستخدام المرج لتوليد الطاقة على سبيل المثال، فالمنطقة ليس لديها بنى تحتية للصرف الصحي لأن مجلس الإنماء والإعمار لم يف بوعده بتحقيقها، وهذا يعني أن المياه المبتذلة تصب في نهر بسري. وبالتالي، إن المياه تحتضن البكتيريا. ولقد أكد الخبراء أن هذه المياه لا يمكن تكريرها كي تصبح صالحة للشرب. ولذلك، ما من جدوى وراء المشروع"، وقال: "إن أهالي مزرعة الضهر والمطلة وغيرهما يخافون من إعادة تهجيرهم، فالجبل المبارك الذي من المقرر اقتلاع كميات كبيرة من صخوره لاستعمالها في السد، ستؤدي عملية قضمه الى القضاء على هذا السور الطبيعي المنيع للبلدة، وتصبح المنطقة أكثر عرضة للزلازل والهزات، اضف الى ذلك وجود دير القديسة صوفيا، الذي بناه الملك قسطنطين مع المسيحيين الأوائل في المنطقة وكنيسة مار موسى الحبشي التاريخية العريقة، وهي مواقع أثرية دينية نرفض نقلها الى منطقة لا يمكن الوصول اليها".

ولفت الوفد إلى أن "خوف الأهالي دفعهم إلى المجيء اليوم الى هذا الصرح العريق لتسليم غبطة البطريرك الراعي التقارير العلمية التي تظهر أن المياه التي يعدون بها أهالي بيروت هي مياه ملوثة لا يمكن استعمالها للشرب، في حين أن البدائل موجودة. ولقد أوردتها دراسات ألمانية أكدت ان تجديد شبكة مياه جعيتا - ضبيه - بيروت بامكانها وحدها تأمين المياه الكافية لبيروت، في حين أن الآثار البيئية والأركيولوجية والخطر الزلزالي وتدمير المقامات الدينية، وأهمها درب المسيح، الذي تؤكد عليه الخرائط كلها في خطر. ولذلك، طلبنا من غبطته تأليف لجنة متابعة مع بكركي وإجراء دراسات وتبني المقررات التي اتخذتها لجنة الأشغال في البرلمان، والتي تدعو إلى فرض دراسة مستقبلية حيادية لموضوع الزلازل ودراسة جدية للبدائل ودراسة مالية لأن المشروع يخسر البلد ماديا، واعلان المرج محمية طبيعية يدر ارباحا مضاعفة للدولة".

بعد الظهر، استقبل الراعي رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرنسوا فيون في زيارة "التماس بركة"، والذي أطلع الراعي على مبادرته ل"إطلاق مؤسسة تهتم بدعم المسيحيين وتثبيتهم في أرضهم في الشرق".

بعد اللقاء، قال فيون: "تشرفت، مرة جديدة، بلقاء صاحب الغبطة، حيث عرضت لمشروع انشاء مؤسسة Agir pour les chretiens du moyen orient هدفها الضغط على الحكومات الأوروبية للأخذ في الاعتبار، وبطريقة استراتيجية، الوجود المسيحي في الشرق كعنصر استقرار وسلام".

أضاف: "أثمن كثيرا الدعم القوي، الذي لقيته لدى البطريرك الراعي بالنسبة إلى هذا المشروع".

وأشاد ب"مواقف وشخصية صاحب الغبطة الداعية الى عدم ترك المسيحيين لأرضهم في الشرق، لأنها أرضهم الأصيلة، وبحفاظهم عليها يحافظون على تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم العريقة والمتجذرة في المنطقة".

وأثنى على وجود "لبنان في هذا الشرق كبئر ماء وسط الصحراء، رغم همومه ومشاكله وتقلباته". 

  • شارك الخبر