hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

البطريرك بدروس ازاح الستارة عن نصب للصداقة اللبنانية الارمنية: لبنان امانة بين أيدينا

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٩ - 18:14

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أزاح بطريرك الأرمن الكاثوليك لبيت كيليكيا كريكور بدروس العشرون الستارة عن النصب التذكاري للصداقة اللبنانية - الارمنية الذي نفذه النحات بوغوص طاسلاكيان، وتم وضعه على اوتوستراد جونيه في إتجاه الشمال، في حضور وزير السياحة افيديس كيديان، وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، السفير البابوي المونسيور جوزف سباتيري، المطران سمير مظلوم ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، النائب شوقي الدكاش ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، النواب: جان طالوزيان، هاغوب طرزيان، هاغوب بقردونيان، السفير الأرمني في لبنان فاهكن اتابيكيان، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش ولفيف من الكهنة ورؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها وممثلي الأحزاب والجمعيات المدنية وألاهلية.

بعد تلاوة الصلاة، انتقل الجميع الى دار بلدية جونيه حيث أقيم احتفال استهل بالنشيدين اللبناني والأرمني، ثم كلمة ترحيبية لعريف الحفل كريكوار كالوست رأى فيها ان "احتفالنا اليوم تعبير وجداني كياني لتبقى شعلة الصداقة اللبنانية الأرمنية الممهورة بدماء شهدائنا الأرمن المليون ونصف المليون، وآهات اجدادنا وامهاتنا على سفوح جبال لبنان ووديانها ضحية الاضطهادات والمجاعات العثمانية راسخة مترسخة في ضمائر أجيالنا اللبنانية الأرمنية الصاعدة - فخرا للبنان ومجدا لشعبنا الأرمني".

واعتبر النائب البطريركي لجمعية كهنة بزمار البطريركية والنائب البطريركي العام لابرشية بيروت المونسيور غبريال موراديان ان هذا "إحتفال أردناه أرمني التعبير لما للشعب اللبناني الارمني من حضور فاعل وفعال على ارض لبنان وفي تاريخ لبنان المعاصر، وطن القيم الحضارية والثقافية والإنسانية والدينية".

ولفت الى "ان اجدادنا وآباءنا الذين اضطهدوا، وجدوا في لبنان ملاذا آمنا لحرية العيش والمعتقد. فأرمن لبنان ليسوا جالية أم تابعية، هم مواطنون لبنانيون من أصل أرمني، تمسكوا بهذا الوطن وبذلوا ما في وسعهم من أجل تطوير لبنان وبنائه وازدهاره، فأمسوا شركاء كاملين في المواطنة على كافة الصعد الروحية والثقافية والسياسية والإقتصادية والصناعية والإعلامية والفنية والرياضية".

وقال: "إندماج الأرمن في المجتمع اللبناني هو واقع أساسي وجوهري في إزدهار لبنان. ويأتي هذا الإندماج من قناعة كل مواطن أرمني بضرورة الإلتفاف حول الوطن والإبتعاد عن كل الإصطفافات الحادة والتحالفات الخارجية غير البناءة والمصلحة الفردية الضيقة والتركيز على جميع المقومات التي تنهض بهذا البلد. ان تاريخ الشعب الأرمني المعاصر هو تاريخ لبنان نفسه في بعض فصوله (شارل الحلو). هي قضية وجود وإيمان. فقد عرف الشعب اللبناني والأرمني معاناة مشتركة ومسارا جدا متقارب من الإضطهاد على يد السلطنةالعثمانيين الرجل المريض، إضطهاد لم يرحم مليون ونصف المليون من الشعب ألارمني بواسطة المجازر والتنكيل، وآلاف من الشعب اللبناني على مدى 400 عام".

اضاف: "إن الشعب اللبناني والأرمني اللبناني يستمدان قوتهما للاستمرار في هذا الشرق من قديسيهم وشهدائهم. شعبان يعرفان جيدا معنى الصداقة الحقيقية. صداقة تسمو إلى درجة الأخوة الإنسانية. وهذه الأخوة الإنسانية مصدرها الله الخالق. صداقة تختلف بشكل كبير عن المصالح الآنية والمكاسب المادية والسلطة الدنيوية. صداقة إرادتها متجزرة عند الرب ومحلقة إلى الأبدية".

وشدد موراديان على "التمسك أبدا بتربة لبنان وأرضه، فهو الوطن الذي لا بديل منه، وصيغة تعايشه لا غنى عنها مهما كبرت الإملاءات الخارجية وتعاقبت الصعوبات الداخلية، فلبنان كان وما زال وسيبقى لكل منكوب ومضطهد وطن الرسالة، وطن الشهادة والتعايش. هذا الدعاء نرفعه إلى سيدة لبنان وسيدة بزمار العجائبية اللتين نلتجئ إليهما دائما، ولشهداء الشعب اللبناني والأرمني ولا سيما المطران الشهيد إغناطيوس مالويان".

وختم بالقول: "شكرا لبنان، إننا نحبك ونطلب منك المسامحة عن كل ألم سببناه لك ونعدك ان نعمل على المحافظة عليك وطن الرسالة وطن المحبة ووطن العيش المشترك".

واشار حبيش الى "تاريخ عمره قرون بين العائلة الأرمنية وأرض لبنان، كما العلاقة بين كافة العائلات الأخرى والأرض اللبنانية، وكلنا التجأنا إلى هذه الأرض وتجذرنا فيها، منذ عشرات ومنذ مئات ومنذ الآف السنوات. لم استطع ان أميز كثيرا بين الأرمن واللبنانيين إلا من حيث العلاقة بين الدولة اللبنانية والدولة الأرمنية، لأنني اعتبرت اننا جميعا عائلة لبنانية واحدة. أما العلاقة الاجتماعية والثقافية والسياسية بين جماعة الأرمن والجماعات الأخرى في لبنان فهي علاقة طبيعية ومستمرة ومتطورة وهي ركيزة في بناء المجتمع اللبناني".

ولفت إلى "خاصية العلاقة بين جونيه والأرمن فهي تتبلور في كل العلاقات الإنسانية، في قرانا الأربع ساحل علما وحارة صخر وغادير وصربا، وفي قرى الجوار بزمار وغزير ودرعون وحريصا وغيرها، وفي الكنائس والمدارس والأوقاف، في النوادي والنشاطات الاجتماعية والثقافية، في العلاقات الاجتماعية والزيجات، في العلاقات السياسية المحلية ومع الأحزاب الناشطة لاسيما حزب الطاشناق والنشاطات السياحية برعاية معالي الأستاذ أفيديس كيدانيان".

بدوره، أعرب السفير اتابيكيان عن سروره للمشاركة في تدشين النصب التذكاري الذي "يمثل الصداقة الارمنية اللبنانية"، ولفت الى "ان الروابط التي توحد بين أرضينا، تعود الى ازمنة بعيدة واستمرت الى ايامنا".

واشار الى "ان هذا النصب ليس الرمز الوحيد للصداقة بين بلدينا اذ توجد علامات اخرى على كل الاراضي اللبنانية، مثل وجود الكنيسة الكاثوليكية الارمنية منذ اكثر من قرنين وبطريركية الأرمن الكاثوليك، وجامعة هايكزيان الجامعة الارمنية الوحيدة خارج ارمينيا، اضافة الى تكريس الأرمن كل حبهم ومواهبهم في بناء هذا البلد الجميل وتطويره عرفانا منهم بالجميل لاستقباله اهلهم وأجدادهم الذين هربوا من المجازر".

وتوجه اتابيكيان بالشكر الى السطات اللبنانية والشعب اللبناني على موقفهم من الشعب بلاده.

بدوره، القى كريكور جابوريان الذي مول المشروع، كلمة شكر فيها كل من أسهم في تحقيق هذا الحدث، وقال: "كان لا بد لي من أن ألبي طلب المثلث الرحمات البطريرك الكاثوليكوس نرسيس بدروس التاسع عشر الذي عمل جاهدا وحتى الرمق الأخير من حياته على تحقيق هذا الحلم الذهبي، عرفانا بالجميل نحو لبنان الذي احتضن شقاءنا ومآسينا، نحن الأرمن".

وللمناسبة، القى البطريرك بدروس كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم في موقع جغرافي مميز يعبر عن حال التلاقي حيث بحر مدينة جونيه يلامس أقدام أمنا مريم العذراء سيدة لبنان وسيدة بزمار !! وللموقع عبرة ورمزية خاصة لاسيما أننا نقف على بعد عدة أمتار من شاطئ البحر ! هذا البحر الذي يحمل مفهوم الرحالة والتنقل والغربة من أحضان هذا البلد واليه. هذا البلد الذي كان منطلقا للحياة الإنسانية وللتنوع فكان لبنان مركز إستقطاب كما كان منطلقا لهجرة أجيال لم تعرف سوى البحر وسيلة للإنتقال إلى بلاد الله الواسعة حيث أثبت اللبنانيون على إختلاف إنتماءاتهم قدرتهم على فرض الذات والوجود والإندماج في كيانات مختلفة لحد الإنصهار في المجتمعات الجديدة مع حفاظهم على الهوية والتاريخ، وهذا ما عبر عنه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون خلال زيارته الأخيرة إلى أرمينيا قائلا أن لبنان هو وطن كوني وليس بلد إستيطان وذلك تعبيرا عن واقع الإندماج الإجتماعي القائم بين الشعبين اللبناني والأرمني سواء اكانت هذه الصورة موجودة في لبنان أو معكوسة في أرمينيا حيث الوجود اللبناني يجسد حقيقة التقارب والتآلف بين هذين الشعبين".

اضاف: "في هذه المناسبة أذكر أن الوجود الأرمني في لبنان ليس وليدة الإبادة الأرمنية التي يمر على ذكراها المئة عام، بل أن هذا الوجود يعود إلى عهود غابرة قديمة، لاسيما ما يجمع الشعب الأرمني والشعب اللبناني هو البيئة الجغرافية المشتركة في الشرق الأدنى منذ زمن بعيد يوم كان التعارف والتقارب في أشدهما بين هذين الشعبين حتى أنهما كانا موجودين في حالة الإتحاد وتحديدا مع الشعب العربي عامة يوم كانت بلاد ما بين النهرين وسوريا ولبنان (فينيقيا) وفلسطين، أي معظم دول الشرق الأدنى وحتى حدود مصر، تؤلف قسما من المملكة الأرمنية في عهد الملك ديكران العظيم. كما كانت أرمينيا خلال القرون 7 - 9 ضمن دولة الخلافة العربية. وحتى أنه في القرون الثلاثة الأخيرة، يأتي تأسيس الكرسي البطريركي لطائفة الأرمن الكاثوليك وجمعية كهنة بزمار البطريركية التي مضى على وجودهما في لبنان وتحديدا في بلدة بزمار ما يزيد عن ال270 عاما في مثابة شهادة على هذا الوجود الأرمني في لبنان وفي كسروان تحديدا حيث مهد البشارة بالمسيحية وإنطلاقة للكهنة الذين أدوا ويؤدون رسالتهم بما يتماهى وينسجم مع ثقافة المجتمع اللبناني وتنوعه ونخص بالذكر الشهيد الطوباوي إغناطيوس مالويان الذي ترعرع وتتلمذ في إكليريكية دير سيدة بزمار وإستشهد في صحراء دير الزور السورية"!.

وتابع: "من هنا نقول أن علاقة الشعب الأرمني بالشعب اللبناني ليست وليدة الصدفة، بل هي نتيجة مسار ومصير لشعوب مزجت دماءها بتراب الأرض وتعانقت أرواحها بشغف الإيمان حتى إنصهر مفهوم المواطنة لدى هذين الشعبين بحس الإنتماء إلى الوطن الواحد، فكان لبنان بالنسبة للشعب الأرمني ليس مجرد بلد إستيطان بل معقلا لإحتضان الإنسانية على إختلاف أنواعها وأشكالها وهذا الواقع يعكسه التعدد الطائفي والتنوع بين مختلف المذاهب والأديان التي وجدت في هذا البلد الحبيب موطئا للتآلف والإندماج بين مختلف أطياف النسيج الإجتماعي. وهذا النسيج يبقى هو أساس وغنى هذا البلد الذي صح فيه قول البابا القديس يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي أن لبنان هو أكثر من وطن، أكثر من بلد أنه رسالة، رسالة في العيش المشترك السوي بين المسلمين والمسيحيين وحتى بين المذاهب على إختلاف تنوعها. وليس غريبا عنا هذا الوصف الدقيق والصائب في ظل ما يشهده العالم من إنغلاق على الذات والتعصب والحقد والكراهية وهي جميعها عناصر تؤدي بطبيعة الحال إلى الجرائم بحق الإنسان أولا وبحق رسالته التي هو مؤتمن عليها ككائن بشري خلقه الله على صورته ومثاله".

وختم بالقول: "نجتمع اليوم لنتذكر ونذكر ونشهد على عمق العلاقة بين الشعبين اللبناني والأرمني وأسمح لنفسي بالقول أن هذه العلاقة لا يحدها مفهوم الصداقة بل أقل ما يقال فيها أنها عنوان وتجسيد لفعل المحبة. محبة الأخوة ضمن البيت الواحد والعائلة الواحدة. نجتمع اليوم لنرفع الستارة عن نصب تذكاري يمثل عربون الصداقة بمشاركتكم جميعا وبمشاركة العزيز السيد كريكور دجابوريان الذي قدم هذا النصب إنطلاقا من حبه وتعبيرا عن إيمانه بهذا الوطن الحبيب الذي يجمع في أحضانه أبناء له بدون تمييز بين عرق أو لون أو طائفة. أنه لبناننا، لبنان الجميع، لبنان المحبة ولبنان السلام، حافظوا عليه فهو أرض القديسين وأرض لم تقو عليه الشياطين أنه أمانة بين أيدينا علنا نتعظ من الماضي من أجل مستقبل أفضل لأولادنا".

تخلل الاحتفال عزف للعازف همبروسوم جابوريان على آلة الدودوك للحنين من التراث الأرمني، واختتم بحفل كوكتيل.  

  • شارك الخبر