hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - الراي الكويتية- وليد الرجيب

وانتصر السودان

الأحد ١٤ نيسان ٢٠١٩ - 07:14

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انتصرت ثورة الشعب السوداني، كما توقعنا وذكرنا في مقال سابق، فالأمر بدهي عندما يتعرض شعب للقمع والاضطهاد، وسرقة الفاسدين لثرواته ولقمة عيشه، فإنه ينتفض ويثور ولا توقفه كل أساليب العنف والتنكيل.
إن أهمية ثورة الشعب السوداني تكمن في أنها لم تُترك لتلقائية الجماهير وعفويتها، غير المسلحة بالوعي وفاقدة لقيادتها السياسية، بل إن الأحزاب الوطنية والتقدمية التقطت اللحظة المناسبة، لطرح الشعار الوطني ومطالب الشعب، وتنظيم الجماهير وتعبئتها ورفع الوعي لديها، لتحقيق أهدافها بإسقاط النظام وليس رمزه فقط، كما حدث سابقاً في الثورات العربية، وإقامة حكم ديموقراطي مدني، يبني السودان على أسس سليمة، وينهض بها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
فبعدما عاثت به الطغمة العسكرية الاسلامية الفاسدة، تدميراً للبنية التحتية وتخريباً لاقتصاد البلد، وتجهيل الناس وحرمانهم من حقوقهم ومن مسار التقدم الوطني، والتنمية الذاتية اعتماداً على الثروات الهائلة التي يملكها السودان، وارتهان الحكم لاستخبارات الدول والقوى الأجنبية، أنهى الشعب حكماً دكتاتورياً استمر ثلاثين عاماً.
فقد قاد حكم البشير الشعب السوداني، إلى قاع الفقر والحروب المدمرة وتقسيم البلاد، هذا الانتصار التاريخي للشعب السوداني، يجب أن تستكمل مهامه من خلال التعلم من دروس وأخطاء الثورات العربية، وعدم الاكتفاء بسقوط رمز النظام، بل المضي بإزالة النظام بأكمله، وتولي الشعب عبر قيادة الثورة الحكم لفترة انتقالية، يتم فيها تنقيح الدستور باتجاه أكثر ديموقراطية، ويحقق مصالح الشعب بكل فئاته وطوائفه، كما يجب على الجماهير التي قدمت العديد من الشهداء والجرحى والمعتقلين، أن تتحلى باليقظة وألا تسمح بخطف الثورة، أو حرفها من خلال تغيير الوجوه، أو من جماعة الإخوان المسلمين، التي ما إن تأكدت من رجوح كفة الميزان لصالح الثورة، حتى أطلت برأسها لقطف ثمار الثورة والقفز عليها، كما حدث في الثورات العربية السابقة.
وعليها كذلك أن تظل في الميادين وتستمر في ثورتها، حتى تتحقق كل مطالبها المشروعة، وما يدعو للاطمئنان أن الشعب السوداني كشف حركة الالتفاف، التي قامت بها مجموعة من العسكريين الموالين للنظام، لاجهاض الثورة ومطالب الجماهير، المستمرة منذ ديسمبر الماضي.
وقد اعتبرت قيادة الثورة أن تنحي رئيس المجلس العسكري عوض بن عوف، والمحسوب على نظام البشير والمطلوب دولياً لارتكابه المجازر ضد شعبه في دارفور، اعتبرت ذلك انتصاراً لإرادة الشعب.
لكن لا بد من إنهاء حكم العسكر، وتشكيل مجلس انتقالي، تشارك فيه جميع قوى الثورة، ويعبر عن كل مكونات الشعب السوداني، تمهيداً لتنقيح الدستور، واجراء انتخابات حرة ونزيهة، تحت اشراف محلي ودولي.
انتصر السودان والعقبى للجزائر وما يليها.

  • شارك الخبر