hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ندين حداد

سوريا آمنة... تحتاجكم فقط!

الخميس ١١ نيسان ٢٠١٩ - 15:15

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"عينا أمّ يوسف وهي واقفة في ذلك الطابور الطويل تنتظر مَلء وعائها من "الطبخة الجماعية" كانتا حزينتين، تتبادل الحديث مع إبنها العائد من مدرسة المُخيّم والغضب ظاهرعلى وجهها!

 لم تتخيّل أمّ يوسف أن تنتهي بها الحال نازحة في بلدها من منطقة الى أخرى هي التي عاشت كلّ حياتها في "كفريا" كما قالت لنا ثمّ تابعت: " أعيش كما باقي السوريين صفحات موجعة من تاريخنا، وما يُخفف ذلك علينا هو وقوف الدولة السورية الى جانبنا وهذا ما لا يُمكن أن نتجاهله! نحن بحاجة لشجاعة العودة إلى ديارنا ومواجهة الوقائع بعقلانية، وهذه الشجاعة لا تقل عن شجاعة المشاركة في الحرب ومقاومة الارهابيين !
فجأة كفت المرأة عن الكلام وراحت تبكي. علمنا من صديقتها أنّها لم تغادر البلاد مع زوجها الذي فضّل الرحيل الى لبنان على البقاء مع أولادها الخمسة في سوريا وقد تزوج هناك وأسّس عائلة أخرى مُتكلّا على ما يتقاضاه من مفوضية اللاجئين من أموال!"


بدأت رحلتنا "مع الحزب اللبناني الواعد" الى سوريا باكراً، كان يوماً ربيعياً مشمساً وكنّا عشرات الصحافيين والمُصورين من كافة الوسائل الاعلامية.


طالت الطريق كثيراً وقد حسبنا أنّ الحرب قد جعلت الفوضى تعمّ في المؤسسات لكنّنا فوجئنا بالاجراءات الأمنية المشددة والصارمة "فلا تحسبن أنّ شيئاً تغيّر."
الطرقات نظيفة، الأولاد يسرحون ويمرحون في الحدائق العامة، الأجواء مُطمئِنة حتى الآن، لا شيء يشير الى أنّ "داعش" كانت هنا!
أكملنا الطريق متّجهين نحو ريف دمشق الشرقية حيث مخيّم "الحرجلة"، - ولا أدري في هذا السياق- لماذا أسموه "مُخيّماً" هو الذي يضمّ وحدات سكنية اسمنتية جاهزة ومدرسة خاصة بسكانه وليس خيماً!


في أزقة المخيّم سرنا، أجواء من المحبة والألفة تسود هنا. نازحون أتوا من "كفريا والفوعة" يقطنون "الحرجلة". 700 وحدة سكنية جاهزة متبقية تنتظر عودة باقي اللاجئين السوريين من لبنان للإنضمام إليها في حال كانت بيوتهم مدمرة كما أكدّ معاون وزير شؤون الادارة المحلية في الحكومة السورية المهندس معتز القطان للوفد الاعلامي اللبناني.
فوفق القطان: " إنّ الدولة السورية جاهزة لاستقبال كلّ الراغبين بالعودة من لبنان الى سوريا "، مؤكداً للإعلاميين: " أنّ كلّ العائدين أصبحوا في منازلهم ولم يتعرضوا لأيّ ضغوطات أمنية أو مضايقات أو حتى إبتزازات، والتعاون قائم بشكل كبير ودائم مع وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، ونحن جاهزون لتقديم التسهيلات اللازمة للحكومة اللبنانية لتسهيل وتأمين عودة اللاجئين الى وطنهم مكرّمين وآمنين."
وقال معظم اللاجئين الذين تحدثوا إلى "ليبانون فايلز" أنّ الدولة السورية المتمثلة بالرئيس بشار الأسد قد ساهمت كثيراً في إضفاء شعور الراحة والأمان فيما بينهم مشددين أنّ النظام لم يقم يوماً بسجن أيّ معارض "عائد" بسبب آرائه أو تعبيره، أو نشاطه السياسي، ويشير "أبو مصطفى" أحد النازحين في المخيّم: "كان ابني "المعارض السابق" يخشى على نفسه وقد تردد كثيراً قبل اتخاذ قراره بالعودة الى الديار لكنّه اليوم بيننا هو وعائلته يتمتع بحياة جيدة ولم يواجه أية عرقلة."
اذاً، لا صحة لكلّ ما يُقال عن أنّ سوريا غير آمنة بل على العكس. إنّ كلّ ما رأيناه في هذه الجولة يُشير الى أنّ الأوضاع الأمنية مستتبة. فمعظم المناطق الخارجة عن سيطرة النظام قد اسْتُعيدت انطلاقًا من الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي وريف حمص الشمالي وصولًا إلى محافظتي درعا والقنيطرة.
وعليه أخذ الحزب اللبناني الواعد بشخص رئيسه رجل الأعمال "فارس فتوحي" على عاتقه مشروع وطني لإعادة النازحين السوريين الى وطنهم بهدف تشجيعهم أولا وتوعيتهم ثانياً حول كافة المراسيم الجديدة والاعفاءات واعلامهم بكافة الإجراءات!

وفي كلمة له عقب الزيارة الاعلامية الى سوريا شكر فتوحي الدولة السورية على الإستضافة ونوّه بصمودها وبحكمة الرئيس الأسد في تخطي الصعاب وأكدّ "فتوحي" في كلمته أنّ "ملف عودة النازحين لا يمكن أن ينجز إلّا من خلال التواصل المباشر بين الحكومتين اللبنانية والسورية" وتابع: "صحيح أنّ المبادرة التي تقوم بها المديرية العامة لقوى الأمن العام هي إيجابية ومطلوبة إلّا أنّ الهدف الكبير لن يتحقق إلّا من خلال خطة مشتركة بين البلدين كونها الحلّ الوحيد لتسريع وتيرة العمل والتنسيق."
ونفى فتوحي كلّ الشائعات والأكاذيب التي تطلقها بعض الاحزاب اللبنانية عن أنّ العائدين يتعرضون للاعتداءات او الملاحقات الأمنية مؤكداً أنّ "الجولة الإعلامية جاءت لتدحض كلّ ما قيل، وجعلتنا نلمس أنّ حياتهم هنا على أرض وطنهم أفضل بكثير من الظروف التي كانوا يمرون بها خلال فترة نزوحهم الى لبنان الذي يعاني من أعباء اقتصادية كبيرة تجعله عاجزاً عن تأمين الحياة الكريمة لضيوفه!"

عُدنا أدراجنا الى لبنان وكلّنا أمل أنّ "الجبال تهتز لكنّها لا تقع" وسوريا التي شهدت معارك طاحنة بالأمس تنهض اليوم من جديد ولكنّها بحاجة الى سواعد أبنائها المنتشرين في كافة أصقاع الأرض.
إنّ الوطن هو الحضن والملجأ والمسكن الّذي يحتوي جميع أبنائه في جميع الأوقات والغربة مؤلمة جدّاً
تبقى العبرة بالتعلّم من دروس الأزمة. فمن عاش الألم والغربة عن الوطن، يعرف تماماً مرارة الشعور وعليه أن لا يترك الغرباء يعيدون إعمار ما دمّره الارهابيون!
 

  • شارك الخبر