hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - عادل نخلة

حرب الصناديق في طرابلس

الثلاثاء ٩ نيسان ٢٠١٩ - 06:05

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تُعتبر مدينة طرابلس من أكبر المدن السنية في لبنان، إذ إنها تحمل تاريخاً عريقاً على رغم الحروب والمآسي التي مرّت عليها منذ ما قبل الإستقلال.

تشكّل الانتخابات الفرعية في طرابلس الأحد المقبل محطة أساسية لتيار "المستقبل" والقوى السياسية الحليفة والداعمة له، والتحدّي الأكبر هو في رفع نسبة الاقتراع في مدينة تعاني من الفقر والحرمان وغياب الدولة.
وبعيداً عن مجريات المعركة الانتخابية التي إنسحب منها مرشح سنة "8 آذار" طه ناجي، تتّجه الأمور في طرابلس، وعلى الساحة السنية، إلى شدّ العصب الحريري، إذ إن السنّة يعتبرون وبشكل من الأشكال أن "حزب الله" نجح في خرق ساحتهم من دون أن يتمكّن خصوم الحزب الشيعة من تحقيق أي خرق يُذكر في الانتخابات النيابية الأخيرة على رغم إقرار القانون النسبي.
وإذا أخذنا المناطق السنية كلاً على حدى، نكتشف أن بيروت هي مدينة متنوعة وإن كان السنّة يشكّلون العدد الأكبر من سكانها.
أما صيدا فهي مدينة، أو بالأحرى دائرة انتخابية صغيرة لديها نائبان فقط وليست مسرحاً لصراع القوى السنية، والأمر نفسه ينطبق على البقاع الغربي المتنوّع طائفياً، وكذلك بالنسبة إلى عكار ذات الغالبية السنية والمتنوعة مذهبياً والتي نجح تيار "المستقبل" في الاحتفاظ بمقاعدها السنية الثلاثة إضافة إلى المقعد الماروني.
لذلك تكتسب طرابلس أهمية كبرى بالنسبة لتيار "المستقبل" إذ أنها تعبّر بشكل من الأشكال عن المزاج السني.
ولطرابلس الفيحاء خمسة نواب سنّة، إضافة إلى نائبين مسيحيين ونائب علوي، ولا تزال جولات القتال الواحد والعشرين حاضرة في ذاكرة أبنائها، إذ إنهم لا يعلمون كيف بدأت المعارك والحرب والدمار على كل المستويات وما هي التسوية السياسية التي أنهت كل ذاك الوضع الشاذ.
بين صناديق الاقتراع وصناديق الذخيرة السابقة يقف المواطن الطرابلسي ليسأل "ويني الدولة"، وهو يعلم بقرارة نفسه أن الدولة لن تلبّي النداء، فالمدينة دفعت الثمن الأكبر منذ اندلاع الثورة السورية في 15 آذار 2011، كما أنها تتحمّل تبعات كلّ حروب المحاور وحروب الآخرين على أرضها، من دون أن يتقدّم حتى الساعة أي مشروع ينقذها من الفقر والعوز ويبعث الأمل في نفوس شبابها العاطلين بغالبيتهم عن العمل.
قد تكون الانتخابات الفرعية المقبلة محطة عابرة، وتشير كل الترجحيات إلى تقدّم مرشحة تيار "المستقبل" ديما جمالي بسبب دعم التيار لها إضافة إلى القوى الطرابلسية الأساسية، لكن الذي أكدته هذه المعركة أن سنة "8 آذار" غير قادرين عددياً على خوض مواجهة على أساس النظام الأكثري، وأن مطالبة "حزب الله" وسعيه الدؤوب للوصول إلى القانون النسبي كان في محله لأنه نجح في خرق المناطق السنية بنواب حلفاء له.
وتبقى العين على موعد الانتخابات وما إذا كانت ستحمل مفاجآت من العيار الثقيل، إن الأمور ستذهب في إطارها المتوقّع ويعود لتيار "المستقبل" 3 نواب سنّة في عاصمة الشمال وفي العاصمة الثانية للبنان.
 

  • شارك الخبر