hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - خالد القشطيني - الشرق الاوسط

الأدوات الماكرة للحروب

الجمعة ٥ نيسان ٢٠١٩ - 07:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أشرت فيما سلف إلى استعمال المخابرات الإسرائيلية للصور الفاضحة كوسيلة من وسائل ابتزاز الفلسطينيين للتعاون معهم. لقد توسع هذا النوع من الابتزاز في السنوات الماضية على نطاق عالمي رهيب. وهو إن دل على شيء فعلى تدني الاعتبارات الأخلاقية التقليدية عالمياً. اغتصاب النساء شيء شائع في الحروب مارسه على نطاق واسع الفايكنغ الإسكندنافيون ضد الانجليز في القرون الوسطى، والسوفيات ضد الألمان في الحرب العالمية الثانية. بيد أن تقاليد الفروسية من الناحية الأخرى استفظعت مثل هذا العمل، بل بالغت فيه إلى حد اعتباره واجباً على الفارس أن يسرع لإنقاذ وحماية المرأة. كذا فعل الفاتحون العرب وغضبوا على خالد بن الوليد وأبعد من القيادة بسبب ما ورد عن تجاوز هذا العرف في حرب الردة.

استمرارا لهذه التقاليد، أبت الجيوش الحديثة بصورة عامة استعمال الجنس كمكافأة للجنود أو الانتقام من العدو أو ابتزاز الأعداء وإخضاعهم. بيد أن تطوراً خبيثاً قلما عرفته البشرية من قبل نشأ وطورته أجهزة المخابرات والأمن في استغلال الجنس للحصول على المعلومات أو ابتزاز الخصم أو كسر معنوياته. المؤسف أن هذا الأسلوب وصل إلى أسوأ صورة في بعض جهات الشرق الأوسط. من الشائع للمخابرات وبصورة خاصة الموساد أن تستخدم الحسناوات في الحصول على ما تريد، كما فعلت في اختطاف مردخاي فنونو، أو التجسس على بعض المسؤولين العرب والأجانب من ضعاف القلوب.
أشرت فيما مضى إلى الأهمية القصوى التي نعطيها لموضوع الشرف. من أمثلة ذلك انتحار صبية جزائرية في بريطانيا لمجرد تصويرها وهي نائمة كشفت عن بعض أجزاء جسمها. ومن الظواهر المتكررة بين الأسر الشرقية في أوروبا ما يعرف بغسل العار لمجرد الاشتباه بوقوع فتاة في علاقة مع شاب. وقد انتبهت بعض أجهزة الأمن الشرق أوسطية لهذه الحساسية الشرقية واستغلتها. ففي تهالك بعض الأنظمة على البقاء في الحكم بأي ثمن، أطلقوا أيدي أجهزة الأمن والمخابرات لتقوم بما لم يكن معروفاً من قبل. شمل ذلك عمليات الاغتصاب ضد أطراف المعارضة، بما في ذلك الصور الفوتوغرافية المشينة وحتى الأفلام السادية والصوتية الفاضحة التي تمس الشرف والمكانة. أي شيء من أجل الابتزاز والضغط السياسي والحزبي والحصول على المعلومات والاعترافات المطلوبة. تعدى ذلك إلى التهديد بالاغتصاب ونشر المادة. وفي معظم هذه العمليات تكون المرأة كبش الفداء.
أصبح موضوع الشرف والسمعة مما اعتدنا على تقديسه، الهدف الأساسي لتوجيه الضربات حيث يوجع الضرب وتستحصل النتائج اللازمة والمطلوبة. أصبح كل ذلك أهدافاً مشروعة في معيار العمل المخابراتي والوصولية السائدة. لا خير في وطن مغتصب، ألا وهو الوطن الذي تغتصب فيه كرامة المفكرين والمثقفين والأدباء والفنانين، من أجل فئات لا شرف لها أو كرامة.

خالد القشطيني - الشرق الاوسط 

  • شارك الخبر