hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - غاصب المختار

لبنان في القمة: تفهّم غوتيريس للموقف من النازحين والحدود

الثلاثاء ٢ نيسان ٢٠١٩ - 06:09

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كان من الطبيعي أن تركّز كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون في القمة العربية في تونس (يومي 30 و31 اذار) على موضوعَي الأراضي المحتلة في فلسطين ولبنان وسوريا، وعودة اللاجئين والنازحين قسراً إلى ديارهم، نظرا لارتباط المسألتين عضوياً، خاصة لجهة تمسّك لبنان بحقّ العودة للاجئين الفلسطينيين، إنفاذاً لمبادىء الدستور اللبناني ولقرارات القمم العربية وأبرزها قمة بيروت عام 2002، وكان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بسيادة إسرائيل على الجولان السوري" المحتلّ بمثابة الحافز الأكبر للبنان للتمسّك بكامل حقوقه في أراضيه ومياهه، حتى لا يقدّمها من لا يملك هدية إلى من لا يستحق. وكما هو الخوف من قرار أميركي مماثل يطال القدس ومناطق فلسطينية محتلة أخرى واسعة.

ولعلّ قرار الرئيس ترامب، كان أيضاً السبب الرئيسي للتحوّل الذي شهدته القمة العربية، بحيث عاد تركيز بوصلة العرب في القمة على القضية الأساسية لهم وهي قضية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي كادت تصبح نسياً منسياً مع اندلاع "حروب الفوضى الخلاقة" في المنطقة العربية كما وصفتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليسا رايس.

وقد استفاد الرئيس عون من هذا التحوّل العربي ولو كان مؤقتاً، ليبرز بقوة أمام القادة العرب والدوليين المشاركين في القمة خطورة ما وصلت اليه أوضاع المنطقة العربية ومنها لبنان، وضرورة إعادة البوصلة إلى قضيتَي الاحتلال واللاجئين، حيث اعتبر أن قرار الرئيس الأميركي "لا يهدّد سيادة دولة شقيقة فحسب، بل يهدّد أيضاً سيادة الدولة اللبنانية التي تمتلك أراضٍ قضمتها إسرائيل تدريجياً، لا سيّما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر"، وفي هذا الموقف تأكيد على التمسّك بتحرير هذه الأراضي سلماً أو حرباً.

أما في إشارته إلى "إصرار المجتمع الدولي على إبقاء النازحين السوريين في لبنان وعلى ربط عودة النازحين بالحل السياسي، برغم معرفتنا كلنا بأنه قد يطول"، فهو وصل إلى بيت القصيد السياسي بقوله: "هل يسعى المجتمع الدولي لجعل النازحين رهائن لاستعمالهم أداة ضغط على سوريا وأيضاً على لبنان للقبول بما قد يفرض من حلول؟" والحال نفسه في موقف لبنان من قضية اللاجئين الفلسطينيين، حيث حذّر الرئيس عون من التوجّه لتوطينهم حيث هم عبر ما سُمي "صفقة القرن" بما يؤدي إلى تضييع حق العودة.

هذه التوجّهات في خطاب الرئيس عون، بحثها تفصيلياً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي شارك في افتتاح القمة، وذكرت مصادر الوفد اللبناني الرئاسي لموقع ليبانون فايلز، أن رئيس الجمهورية كان شديد الوضوح والإصرار على رفض استمرار تعامل المجتمع الدولي مع قضية النازحين على النحو الذي يسير فيه، وأعلن الخطوات التي ينوي أن يقوم بها لبنان لتسريع تحفيز عودة النازحين وتقديم المساعدات الدولية لهم في سوريا وليس في دول الجوار. وأوضحت المصادر أن اللقاء كان إيجابياً جداً، حيث كان غوتيريس متفهّماً جداً لموقف لبنان لا بل أيّد مسعاه للمعالجة بعدما لمس صوابية الموقف بعدم انتظار الحلّ السياسي للأزمة السورية الذي لا يعلم أحد كم سيطول.

أضافت المصادر أن التفهّم ذاته لقيه الرئيس عون في لقائه مع نائب وزير الخارجية الروسية الكسندر بوغدانوف، حيث تتواصل خطوات التنسيق بين لبنان وروسيا وعبرها مع سوريا، من أجل دفع عملية عودة النازحين خطوات سريعة إلى الأمام.
وأشارت المصادر إلى أن موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، كان مدار بحث أيضا بين الرئيس عون والأمين العام غوتيريس، وكان جو اللقاء إيجابياً أيضاً، حيث أبدى غوتيريس تفهّمه للموقف اللبناني، لكن لم يجرِ البحث في تفاصيل كيفية معالجة هذا الموضوع، المتروك للمفاوضات اللاحقة بين لبنان وكيان الاحتلال الإسرائيلي بإشراف دولي في فترة قريبة.
 

  • شارك الخبر