hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - خالد القشطيني - الشرق الاوسط

فانوس علاء الدين

الأحد ٣١ آذار ٢٠١٩ - 07:02

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من العجب أن أحداً من الأدباء لم يجرب حظه ويكتب رواية جنونية عن جنّي فانوس علاء الدين، وما انهالت عليه من طلبات وما فعله أصحاب الطلبات بطلباتهم. لا بد أن تكون سيرة من السير الطريفة، لا سيما فيما آل إليه الجني من مآل في عصرنا هذا.

لقد تغيرت الطلبات بشكل ظريف مثلما تغير الجني نفسه من حال إلى حال. ذكروا مثلاً أن رجلاً عراقياً عثر على فانوس علاء الدين في سوق الهرج ببغداد في أيام الحرب مع إيران فاشتراه وذهب به إلى البيت فرحاً. فركه فخرج إليه الجني: «لبيك لبيك. أنا عبدك بين يديك. اطلب وتمنَّ». قال له الرجل: «كل هؤلاء المصريين استولوا على كل أشغالنا. شبابنا في الجبهة يحاربون والمصريون أخذوا مكانهم. أريد منك أن تخرجهم جميعاً ولا تبقي مصرياً واحداً في البلد». فأجابه الجني: «ليه يا سعادة البيه؟ والنبي ده احنا ناس غلابة!».
خرجوا من حرب الخليج الأولى ودخلوا في حرب الخليج الثانية. عثر رجل آخر على فانوس علاء الدين على قارعة شارع أبي نؤاس، الذي غيرت الحكومة اسمه أثناء الحرب مع إيران على اعتبار أن أبا نؤاس من أصل إيراني، أخذ الرجل ذلك الفانوس وهلل وكبر. سيستطيع بفضله أن يسدد كل ديونه ويرتب حياته ويطلق زوجته ويتزوج بفتاة أصغر. فرك الفانوس فخرج منه الغاز والدخان وما لبث أن تمثل أمامه يزمجر ويتمتم: «لبيك لبيك! أنا جني بين يديك»!
استغرب الرجل مما قاله الجني. لم ينطق بالكلمة التقليدية «أنا عبدك بين يديك». انتظر واستمهل حتى قال: «لبيك لبيك! أنا جني بين يديك. أعطني خاتم الذهب من يديك!»، ازداد الرجل عجباً ولكنه نزع الخاتم من إصبعه وأعطاه للجني الذي مسك به ودخل الفانوس. كرر العملية ثانية وخرج الجني ثانية: «لبيك لبيك! أعطني ذهب زوجتيك». قال له الرجل: «ما هذا المفروض من جني فانوس علاء الدين؟ المفروض أن يعطيني ولا يأخذ مني!». فأجابه الجني: «أستاذ أنت غلطان. الجني الأصلي معتقل في سجن أبو غريب والحكومة أممت الفانوس للمجهود الحربي. والداعي ضابط مخابرات. يا الله أعطينا ذهب أهلك للمجهود الحربي!».
وفي حلب بسوريا عثرت فتاة حلبية على فانوس علاء الدين فخرج الجني: «لبيك لبيك أنا عبدك بين يديك. اطلبي وتمني». أخرجت له خريطة سوريا وقالت هنا الجولان أريدك ترجع لنا الجولان. ارتبك الجني، احمر واصفر ثم قال لها: «لا! هذي شغلة تحتاج جنياً أميركياً. أنا جني عربي. اطلبي حاجة تانية». قالت: «هات لي رجل ابن حلال. ابن عرب مضبوط يحبني ويحترمني. يتزوجني بالحلال ويخلص لي وما يحط عينه على بقية النسوان».
حك الجني رأسه قليلاً ثم التفت إليها وقال: «لا يا بنت. هات الخريطة. أحسن لي أروح أجرب حظي على الجولان».
وذهب جني فانوس علاء الدين يجرب حظه ولم يعد. وبقيت الفتاة الحلبية تمشي على قارعة الطريق وتبحث عن فانوس علاء الدين آخر.

خالد القشطيني - الشرق الاوسط

  • شارك الخبر