hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - نهاد طوباليان

هل تسبق الولايات المتحدة روسيا في إعادة النازحين السوريين؟

السبت ٣٠ آذار ٢٠١٩ - 06:03

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد كلام وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية مايك بومبيو الأخير أمام اللجنة الفرعية للمخصصات في الكونغرس، لجهة تمويل المساعدات للنازحين السوريين وعودتهم، نظراً لكلفة النزوح وعبئه ومخاطره على لبنان، هل تشق المبادرة الروسية لإعادة النازحين، لاسيما بعد الزيارة الرئاسية لروسيا، طريقها للتنفيذ ؟ وهل سيكون لبنان أمام منافسة روسية – أميركية لحل هذا الملف الملح ؟

وفق مصادر متابعة للمبادرة الروسية ، فإنه كان واضحاً من نص البيان الختامي الذي صدر مع انتهاء زيارة الوفد اللبناني الى ان "روسيا كانت واضحة في الاشارة الى ان عودة النازحين السوريين من لبنان انما تتم عقب التسوية السياسية واعادة الاعمار، ما يعني ان تطلعات وطموحات وزير الخارجية جبران باسيل الذي كان يتطلع الى دعم روسي لتسريع عودة النازحين السوريين لم يتم التجاوب معها".

ورأت المصادر إن الموقف الروسي من ازمة النازحين يعني ان" يتناغم مع الموقف الروسي والاوروبي والعربي الذي يتحدث عن ضرورة ابرام تسوية سياسية ومصالحة شاملة قبل عودة النازحين، وضخ الاموال اللازمة لاعادة اعمار سوريا، برغم ما سبق وتحدث به باسيل عن دور لبنان في المشاركة في اعادة اعمار سوريا في اكثر من مناسبة ولقاء.

وفيما لفتت إلى ان الوفد اللبناني "لم يستوعب ان روسيا لا تملك القدرات المالية اللازمة لمباشرة اعادة الاعمار في سوريا، وبأن المصالحة بين مكونات الشعب السوري والانخراط في عملية تسوية سياسية لا يمكن ان تبدأ قبل اخراج ايران وميليشياتها من سوريا"، أشارت إلى أن الغارة الاسرائيلية الاخيرة " جأت لتؤكد التفاهم الروسي – الاسرائيلي على ممارسة الضغوط العسكرية اللازمة لإجبار ايران على الخروج من سوريا".

كما وإعتبرت المصادر إن "موقف الرئيس عون الذي هاجم فيه الولايات المتحدة الاميركية في موضوع النازحين متهماً اياها باتخاذهم رهينة لا يخدم استقرار لبنان وعودة النازحين ،ومساعدته على الخروج من ازمته السياسية والاقتصادية، بل يضع لبنان وشعبه في خانة المتحالف مع ايران ويعرضه لمخاطر ان تمسه عقوبات دولية لا نتحمل التعرض لها".

وبذلك، فإن معالجة ازمة النزوح السوري، بحسب المصادر، تستلزم واقعية ومواقف موضوعية، تشمل الضغط على حزب الله للانسحاب من مدينة القصير وريفها، والسماح بعودة اكثر من مئتي الف نازح ممنوعين من العودة الى الان،انسحاب الميليشيات الايرانية والمتحالفة معها من ريف دمشق ودرعا وحلب ودير الزور حتى يسنى عودة النازحين السوريين الى ديارهم وممتلكاتهم.

إلى ذلك، رأت مصادر أخرى أنه " في الوقت الذي يبدو الحل الروسي المرتقب لإعادة النازحين بعيد المنال، قد تكون الولايات المتحدة الأميركية الأسرع في دخولها على هذا الخط، من منطلق الكلام الأخير لوزير خارجيتها مايك بومبيو أمام اللجنة الفرعية للمخصصات في الكونغرس".

وأوضحت المصادر أنه " برغم الأجواء المضطربة التي أحاطت بزيارة بومبيو للبنان، وما أشيع عن أن الأميركيون لا يريدون عودة النازحين، فقد نقل هذا الأخير وبصدق عبء النزوح على لبنان ، وما يشكله من مخاطر على لبنان، وتالياً وجوب تحضير الظروف المناسبة داخل سوريا لعودتهم".

من هذا المنطلق، اضافت المصادر" إن السيد بومبيو ، وبعدما سمعه من المسؤولين اللبنانيين حول هذا الملف الملح، وزيارته الميدانية لإحد المخيمات البقاعية، كوّن صورة واضحة المعالم عن وضع النازحين المزري والظروف الصعبة التي يعيشون فيها، والأهم إنعكاسها السلبي على لبنان على مختلف المستويات الإنسانية والخدماتية، ستكون له توصيات ، وربما مبادرة بإتجاه العمل الجدي على توفير الظروف المناسبة لعودتهم".

وتوقفت المصادر عند كلام بومبيو" من أن الخارجية الأميركية في الصفوف الأمامية لتحقيق عودتهم"، وعلقت عليه بالقول" إنه كلام مسؤول، ويؤكد أن العودة ستتم وفق التوقيت الأميركي وليس الروسي الذي تبين أنه غير مستعجل راهناً على السير بها لحسابات كثيرة ، قد تكون إحداها متعلق بتوافق أميركي- روسي على إستراتيجية معينة في المنطقة، وتحديداً في سوريا، حين تنضج ظروفها ومعطياتها الميدانية والعسكرية والسياسية، وفي مقدمها تقليص النفوذ الإيراني على الساحة السورية".

وأشارت المصادر إلى أن " المرتقب من رزم العقوبات على إيران وحزب الله ، قد تساهم في تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، وتالياً قد تكون مدخلاً لإنتاج حل لعودة متدرجة ومتسارعة للنازحين، وفق معطيات آمنة ، مترافقة مع توفير مستلزمات تلك العودة من مساعدات ترسخهم مجدداً في أرضهم السورية".

وخلصت المصادر للقول " فيما وجهات النظر الأميركية- الروسية حول مستقبل سوريا مختلفة، يبقى الجامع بينهما بشأن عودة النازحين ما هو متعلق بتأمين الظروف المناسبة لعودتهم بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين". 

  • شارك الخبر