hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - غاصب المختار

عودة النازحين والاشتباك الأميركي ? الروسي

الخميس ٢٨ آذار ٢٠١٩ - 06:09

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يبدو أن الاشتباك السياسي الروسي – الأميركي حول قضايا الشرق الأوسط ولا سيما الوضع السوري، والاقتصاد والصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، لا زال يتفاعل تعطيلاً للحلول السياسية للأزمة السورية، وبالتالي لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وهو ما ظهر في نتائج زيارة الرئيس ميشال عون إلى موسكو، التي أكدّت أن عدم توافر التمويل المالي للعودة هو ما يؤخر حصولها بشكل مكثّف، برغم الاتفاق اللبناني – الروسي على استمرار نمط العودة الحاصل حالياً وتزخيمه إلى أقصى الحدود، عبر الإجراءات اللبنانية القائمة والمبادرة الروسية، وتجاوب السلطات السورية مع متطلّبات العودة.
والظاهر أن واشنطن تقف بشدّة أمام أي اندفاعة روسية تعالج ذيول الأزمة السورية وتربطها بشروطها لإنجاز الحلّ السياسي، ولذلك تمنع الدول المانحة لا سيما الأوروبية من تقديم الدعم المالي لتنفيذ المبادرة الروسية عبر تسريع إعادة إعمار ما تضرّر أو تهدّم وإنجاز البنى التحتية بسرعة أكبر، علماً أن الشروط الأميركية للحلّ السياسي مرفوضة من قِبل النظام السوري لأنها تنتقص برأيه من السيادة السورية وتسبّب تفككاً في البنية الاجتماعية والشعبية السورية، والواضح أن روسيا تؤيّد الموقف السوري ولا تضغط عليه من أجل القبول بأية تسوية لا يوافق عليها أو يعتبرها على حسابه.
وقد عبّر البيان المشترك الصادر بعد محادثات عون والرئيس فلاديمير بوتين عن وجود عقدة تحول دون اندفاعة عودة النازحين، إذ جاء في البند السابع من البيان: "يؤيد الجانبان الجهود الرامية إلى تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة اللاجئين السوريين والمهجرين داخلياً، ويؤمنان بأن حلّ هذه المشكلة يعتمد مباشرة على تهيئة الظروف المؤاتية في سوريا، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، من خلال إعادة الإعمار ما بعد الصراع. ويدعوان المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية
إلى تأمين كل المساعدة الممكنة لهذه العملية". وتدلّ هذه الفقرة على أن الحل الشامل لعودة النازحين يكون بدعم المجتمع الدولي لمتطلبات العودة مالياً وسياسياً وهو أمر غير متوفر حالياً.
ويبدو أن الاشتباك الروسي – الأميركي سيتوسّع أيضا أكثر بسبب قرار إدارة الرئيس ترامب "الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة"، وهو قرار كان موضع رفض وإدانة روسية وقد أشارت اليه صراحة قمة الرئيسين عون وبوتين، لما يسبّبه من تعقيدات إضافية لأزمات المنطقة وبخاصة للأزمة السورية وقد يفتح الباب على تطورات خطيرة.
وإذا كانت زيارة الرئيس عون إلى موسكو ناجحة بالمقاييس السياسية والاقتصادية وعبّرت عن اهتمام روسيا الشديد بلبنان، فإن الشقّ المتعلّق منها بأزمة النازحين يُشير إلى أن الجهد الثنائي بين لبنان وروسيا هو الذي سيطغى على عملية العودة، فثمة ترقّب لحركة ناشطة سيقوم بها الجانبان قريباً بالتنسيق مع السلطات السورية لتكثيف عودة النازحين.

  • شارك الخبر