hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - حـسـن ســعـد

بومبيو ناقض نفسه... ومهمته مستحيلة

الإثنين ٢٥ آذار ٢٠١٩ - 06:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد أنْ سلَّمت الإدارة الأميركيّة بعجزها عن تحقيق ما تريده بواسطة حلفائها في لبنان، أوفدت وزير خارجيّتها مايك بومبيو، الذي بَدا في كلمته المكتوبة التي تلاها خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجيّة جبران باسيل وفي حديثه التلفزيوني "الخاص" قُبيل مغادرته، وكأنّه تعمّد تجاوز شركائه المحليّين العاجزين عن مناهضة "حزب الله"، ليخاطب اللبنانيّين "مسيحيّين ومسلمين" بكلام مباشر فيه الكثير من الترهيب والقليل من الترغيب وبعض التناقض النافر، ومضمون لا يُخفي السعي الأميركي إلى جعل "كلّ" الشعب اللبناني شريكاً "مقاتلاّ" يستعيض به عن القوى السياسيّة "الحليفة" التي فَقَدَ الأمل بقدراتها إلى أجَلٍ غير مُسمَّى.
ترهيباً، الوزير الأميركي قال:
- "لا تستخفوا بصلاحيّات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبما يمكن أنْ يستخدمه من أدوات لمزيد من الضغط على حزب الله".
- "سنعمل مع شركائنا اللبنانيّين حتى نتأكّد من الوصول إلى النتائج الصحيحة حتى لو اضطررنا إلى فرض العقوبات على شخصيّات معيّنة أو التدخل الدبلوماسي بشكل أكبر، وسأطلب من حلفائنا في المنطقة مشاركتنا هذه المهمّة".
ترغيباً، الزائر الأميركي قال:
- "الولايات المتحدة مستعدة لدعم كل الجهود نحو الحريّة، وما نريده من شركائنا في لبنان هو أنْ يفهموا أننا معهم في هذا الصراع".
- "تحدثت مع مجموعة من الأشخاص عن الاقتصاد اللبناني وعن المزيد من الاستثمارات الأميركية التي بإمكانها أنْ تنعش لبنان".
أمّا النافر، فكان أنّ بومبيو قد ناقضَ نفسه بنفسه، إذ وبعد أن قال أنّه "أحَبَّ لبنان، فهو بلد مميز في الشرق الأوسط حيث تتوفر الديمقراطية وتتعدّد الأديان"، عاد ليقول في المقابلة نفسها: "هدف حملتنا أنْ نساعد اللبنانيّين على الحصول الفعلي على الديمقراطيّة المنوَّعة والضروريّة لنشر السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". (ما استدعى السؤال: هل لبنان، في نظر الأميركيّين، بلد ديمقراطي أم بلد يحتاج المساعدة للحصول الفعلي على الديمقراطيّة؟).
لا شكّ أنّ مهمّة بومبيو صعبة، بل مستحيلة، فالشعب اللبناني الذي نال قسطه من الحرب الأهليّة المريرة "حرب الآخرين على أرضه" وما زال يُعاني من آثارها على كل المستويات وبالأخص على المستوى السلطوي، لن يَنجَر إلى تدمير البلد لمصلحة أيّ كان، لا بالترهيب ولا بالترغيب ولا بالأُجرة ولا بالسخرة.
فكيف إذا كان المطلوب "محاربته"، كُرمى للخارج، مكوِّناً أساسيّا من مكوِّنات الشعب والوطن والدولة، والاقتتال الداخلي هو الوسيلة "المُضمَرة"؟
الأكيد، هو أنّ الشعب اللبناني يَعي مخاطر وتداعيات الاستدراج والانجرار على مستقبل البلد ومصيره أكثر ممّا يَعيهما المُدمنون على السلطة بأغلى وأبخس الأثمان.
وضع اللبنانيّين في مواجهة بعضهم البعض عمل إرهابي.

  • شارك الخبر