hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - كريم حسامي

تعويم ترامب في الشرق الاوسط؟

الخميس ٢١ شباط ٢٠١٩ - 05:55

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما إن انتهت زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى العراق ثم لبنان من دون نتائج ملموسة، حتى أتت جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الآسيوية المثمرة جداً حتى الآن.
خرج ظريف من العراق ولبنان خالي الوفاض من دون أي تفاهم سياسي للمرحلة المقبلة أو تفاهمات اقتصادية مع بغداد وبيروت، فإيران محاصرة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً... وبالكاد ستنجح آلية الاتحاد الأوروبي الخاصّة بالتعامل التجاري مع إيران (اينستكس)، فكيف تريد إيران تطبيق مثل هذه الآلية مع لبنان؟
الزيارة الإيرانية أفشلتها جولة بن سلمان الآسيوية بعد انتهاء قمّة "وارسو" وبدأها من باكستان (ثم الهند وتنتهي بالصين)، وذلك بعد أيام من الهجوم الدموي الذي استهدف الحرس الثوري.
فخطوة بن سلمان أصابت عصافير عدّة بحجر واحد، حيث تُعتبر "ضربة معلم" لأن بن سلمان أبرم اتفاقات عدّة مع باكستان موطّدا علاقات السعودية بالدولة الجارة لإيران، توازياً مع شعور طهران بضعف موقفها وبالتالي بالضغط وبتفوّق السعودية، الذي أدّى إلى إرباكها ودفعها للتعبير عن هذا الضيق عبر اتهامها للمرّة الأولى باكستان (والسعودية والإمارات كالعادة) بالضلوع بالهجوم الذي أودى بـ20 عنصراً من الحرس الثوري.
وأفادت تقارير أن "السعودية اشترطت على باكستان وقف تصدير نفطها إلى إيران مقابل استثماراتها مستقبلا ضمن مشروع خط أنابيب الغاز مع ايران".

تطويق ايران

لذلك، تُدرك إيران أنها ستصبح رويداً رويداً مطوّقة جغرافياً من دول الجوار على الصعد الاقتصادية والأمنية والعسكرية والسياسية، الأمر الذي يُعتبر أكثر خطورة من الوضع السابق، وأكبر دليل على هذا الكلام اعتراف الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "البلاد تمرّ بأسوأ أزمة اقتصادية منذ 40 عاماً وأن الحرب الاقتصادية أقوى من الحرب العسكرية".

كلام روحاني، إضافة إلى التقارير عن وجود مخطّط لعزله ونيّة البرلمان الإيراني استجوابه، كلّ هذا يدلّ أيضاً على صوابية خيار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستعمال العقوبات ضدّ إيران لوضع أكبر قدر من الضغط عليها وقوله منذ نحو ثلاثة أسابيع أن "العقوبات تُحقّق أهدافها وإيران تتراجع في الشرق الأوسط"، ما يُعزز صدقيّة ترامب أكثر أمام الرأي العام الأميركي بانتظار الانتخابات المقبلة...

انقاذ ترامب من محاولة انقلاب

وفي السياق، يُمكن القول إن تحرّكات ترامب الخارجية التي هي لمصلحة إسرائيل وإسناده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بطوق نجاة عربي في قمّة "وارسو" وذلك قبل الانتخابات في نيسان المقبل، وزيارة صهره جاريد كوشنر إلى الشرق الأوسط قريباً لإقناع القادة العرب بـ"صفقة القرن"، توازياً مع زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى المنطقة مجدداً (ومروره في بيروت لبضع ساعات)، ساهمت في إنقاذ الرئيس الأميركي من محاولة انقلاب عليه وقول السناتور الجمهوري ليندسي غراهام إنه سيفتح تحقيقاً لتبيان حقائق الانقلاب.

فهل أنقذت إسرائيل ترامب من محاولة الانقلاب عليه بعدما رضخ لضغوطها حول الانسحاب من سوريا وقدّم لها ما تريد في"وارسو"؟ وهل هذه هديّة صغيرة قبل الكبيرة عبر التجديد عام 2020؟

  • شارك الخبر