hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ماريا واكيم

"عرس وارسو"... وهرولة التطبيع

الثلاثاء ١٩ شباط ٢٠١٩ - 06:08

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يستوقف المراقبون ما حصل في مؤتمر "وارسو" الذي جمع ممثلين عن عدد من الدول العربية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي على طاولة واحدة بمباركة أميركية، في ما أسماه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بداية عصر جديد في المنطقة، داعياً الأوروبيين إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
واعتبرت مصادر دبلوماسية عربية أن الهدف الرئيسي من هذا المؤتمر هو التطبيع مع دولة لطالما اعتبرها العرب عدواً مشتركاً، إذ تكفي صورة وزير الخارجية اليمني إلى جانب نتنياهو، واللقاءات التي عقدها الأخير مع باقي المسؤولين العرب لوصف هذا اللقاء بمؤتمر التطبيع بين دول عربية وإسرائيل، فضلاً عن حجم احتفاء إسرائيل بمجريات المؤتمر بما في ذلك قول نتنياهو نحن "نصنع التاريخ".
فـوصفُ وزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني ما حصل بـ "عرس وارسو" كان كافياً لتوجيه سهم مباشر إلى القضية الفلسطينية وإيران، إذ باتت إسرائيل الرابح الأول لا بل الوحيد حيث خرج تنسيقها مع الدول العربية إلى العلن، في الوقت الذي كانت تسعى فيه تلك الدول إلى إبقاء اتصالاتها مع تلّ أبيب سرية، ويؤكد ذلك تغريدة نتنياهو عن زيارة سرية قام بها لأربع دول عربية لا تقيم إسرائيل معها أي علاقات دبلوماسية.
فما كانت تسعى إليه تل أبيب على مدى سنوات طويلة، وهو تحويلها العرب من العدو الأول إلى الشريك قد تحقّق في إطار محاولة ترامب إقامة ما عرف بـ"الناتو العربي" لتصوير إيران وتركيا على أنهما عدوّين للعرب.
فالسباق العربي على حلبة التطبيع مع إسرائيل، والذي يخدم مصلحتها أولاً وأخيراً، يأتي في وقت تواجه القضية الفلسطينية منعطفاً جديداً عبر مخطط ترامب لتصفيتها وإتمام ما عُرف بـ"صفقة القرن".
كما وأن نتنياهو الذي يحاول اللجوء إلى التصعيد ضدّ إيران وتوجيه ضربات إلى سوريا لخلق حالة من الغليان وردود فعل تجاه إسرائيل لترميم صورته، ربما يكون قد نجح في إعادة فرض نفسه كمرشح يميني متطرّف أمام جمهور الناخبين مع اقتراب الانتخابات في نيسان المقبل.
أما محاولة الانقضاض على إيران من منبر "وارسو" فلم تنجح لافتقادها إلى الدعم الأوروبي لسياسة واشنطن تجاه طهران، وكان ذلك واضحاً في مستوى التمثيل الأوروبي، وحضور شخصيات من الصف الثاني والثالث.
فإيران وحلفاؤها متيقنون من مواجهة حتميّة مع الإسرائيليين، ولكن هذه المرة ستكون مختلفة، وليست كأي مواجهة تقليدية محتملة، فإيران وحلفاؤها في المنطقة سيواجهون ثلاثة أعداء هم: أعداء الداخل الإيراني، وإسرائيل ومن معها من دول عربية، والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. وهؤلاء يجمعهم هدف واحد هو ضرب وشلّ القدرات اللوجستية والعسكرية لإيران، وهذا ما تؤكد عليه دوائر صنع القرار الأميركي في شكل دائم، من خلال رسائل مطمئنة لإسرائيل، مفادها أنّ حربك المنتظرة مع إيران، ستثير ردود فعل إقليمية وعربية داعمة ومؤيدة.
وفي "وارسو" ظهرت علامات ومؤشرات واضحة لإسقاط إيران في الفوضى من خلال إسقاط مفاهيم الفوضى على الحالة الإيرانية، كاستنساخٍ عن التجربة السورية، لتكون هي النواة الأولى لإسقاط إيران.
فاستراتيجية الحرب التي تنتهجها بعض القوى الدولية والإقليمية ضد طهران بدأت تفرض إيقاعاً جديداً، فما يجري الآن في إيران ما هو إلا تمهيد لفصول قادمة سيكون عنوانها الرئيسي "إدخال إيران في حرب استنزاف لضرب دورها في المنطقة، وتحجيم قوتها ومكانتها العسكرية والإقليمية".

ماريا واكيم

  • شارك الخبر