hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

هل سنشهد مجددا انقساما كتائبيا يجعل من الحزب حزبان؟!

الإثنين ١٨ شباط ٢٠١٩ - 17:17

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لولا مداخلة النائب نديم الجميل النارية، لمرّ المؤتمر العام الكتائبي وكأن "لا مين حسّ ولا مين دري". الا ان تسريب هذه الكلمة بالصوت والصورة من ألفها الى يائها، جعل من الخلافات الكتائبية تظهر الى العلن وتتخطى جدران البيت المركزي ليتردد صداها في ارجاء لبنان كافة وفي الصالونات السياسية...
والأسئلة الاساسية التي تطرح... هل سنشهد مجددا انقساما كتائبيا يجعل من الحزب حزبان، هل من دور لرأب الصدع قد يلجأ اليه الرئيس امين الجميل بين نجله (النائب سامي الجميل) وابن شقيقه (نديم الجميل)، هل ستنطلق آلية محاسبة ومساءلة ضمن الحزب تعيده الى امجاده ودوره التاريخي...

تأييد يتسع
في انتظار تبلور الحركة الاعتراضية التي يقوم بها نديم الجميل والتي تلقى تأييدا بدأ يتسع، كونه وضع اصبعه على اكثر من جرح مؤلم، قال مصدر كتائبي: وفق النظام الداخلي للحزب يفترض بالمكتب السياسي ان يرسل اقتراحه للورقة السياسية الى المؤتمر العام قبل 10 ايام من انعقاده، وذلك بعد تحضيرها ومناقشتها.
واضاف المصدر عبر وكالة "أخبار اليوم"، هذه الورقة لم تصل الى المؤتمر العام بل تم الاستعاضة عنها بخطاب لرئيس الحزب استمر لمدة 50 دقيقة، وقد اعتمد دون اي مناقشة كورقة سياسية. وتابع: صحيح انه يحق للمؤتمر ان يعتمد الخطاب كورقة سياسية، لكن لا يجوز ان تسير الامور بمسار مخالف للاصول الديموقراطية.
واذ اسف المصدر الى ان الخطاب السياسي جاء هشّا وتكرارا للمواقف السياسية دون اي جديد، قال: لكن على اي حال المشكلة ليست في الكلام بل ايضا في الاداء، اذ انه في السنوات الأخيرة وتحديدا بعد المؤتمرين العامين الأخيرين، فان الخطابات والاوراق توضع في الادارج والممارسة تكون مختلفة كليا، وتعطى الأولوية لامور اخرى.
ومثال على ذلك، ان الطروحات عن الحياد واللامركزية تنتقل من مؤتمر الى آخر، دون تحقيق اي خطوة في هذا المجال، هل سن قانون في هذا الشأن منذ اربع سنوات حتى اليوم، هل تم خلق لوبي مع جهات اخرى، هل مورست ضغوط على الحكومة لاقرار القوانين ذات الشأن؟!

مصير الانتفاضة
وما هو مصير انتفاضة نديم الجميل، مع العلم انها ليست الاولى من نوعها، وكانت تحصل سابقا وتستمر لاسبوع او اسبوعين ... ثم تعقد مصالحة في بكفيا، فيعطى بموجبها 3 اعضاء في المكتب السياسي؟ اجاب المصدر: هذا الانطباع لن يكون سائدا هذه المرة، اذ ان "نائب الاشرفية"، مصرّ هذه المرة على موقفه. وهو منذ اكثر من شهرين يقدّم المداخلات الاعتراضية واوراق العمل المتتالية في المكتب السياسي، ولأنها لم تؤخذ على محمل الجدّ، فجّر الموضوع داخل المؤتمر.
وعلى الرغم من ان نديم الجميل لم يكن يرغب في تسريب الفيديو الى خارج الجدران الكتائبية، لكن اما وقد حصل الامر فقد باتت الكتائب امام لحظة سياسية في غاية الخطورة والاهمية، لان ما قاله (اي نديم) هو حقيقة وواقع ويمس ويلامس كل الكتائبيين وان لم يعلنوا ذلك. وهذا ما دفع الى استيعاب الموضوع واخذه بجدية هذه المرة.

اسكات المعارضة
وعن الانتخابات التي حصلت بالامس، قال المصدر: لم تحصل انتخابات بل اعادة تشكيل مكتب سياسي من الفريق القريب من سامي الجميل. كونه لم يترشح احد من المعارضين. بمعنى آخر تم انشاء هذا المكتب السياسي لاسكات الاصوات المعارضة.
مع الاشارة الى انه في المكتب السابق كان لسامي اكثرية، والمعارضة وان ازعجته او رفعت صوتها لكنها لم تستطع ان تغيّر في مسارات القرارات، بمعنى انه كان يفترض به معالجة الخلل بدل من دفعه الى الواجهة.
لكن هذه الأصوات المعارضة اصبحت في الخارج وقد تجتمع في الاسابيع المقبل وتطل عبر الاعلام.
وكشف ان نديم الجميل وبعد تسريب الخطاب يتلقى الكثير من اتصالات القاعدة الداعمة والمعترضين والمعتكفين الامر الذي قد يمهّد الى تشكيل حالة.

الحضور السياسي الهش
واذ استطرد المصدر للاشارة الى الحضور الرسمي السياسي الهش لحفل افتتاح المؤتمر الذي يسجَل لاول مرة في مثل هكذا مؤتمرات، فلم، على الرغم من توجيه الدعوات اليهم. قال: هذا دليل على تراجع الحزب وتأثيره في الحياة السياسية خطوات كثيرة الى الوراء.
الهجوم على الاطراف الاخرى، لم يؤد يوما الى اية نتيجة، كذلك الرغبة بتمايز رئيس الحزب كحالة استثنائية محارب ومضطهد لم توصل الى النتيجة في الانتخابات ولم يستجب الجمهور لهذا الامر، وهذا ما اضر بعلاقة الحزب مع الاطراف السياسية الاخرى. فلو عقد تحالفات مع الاحزاب المسيحية لارتفع مستوى التمثيل.
واعتبر المصدر انه بعدما وجد سامي الجميل نفسه محاصرا في هذا الاطار، فتح العلاقات مع الرئيس سعد الحريري.
ولكن يبدو ان سامي وضع نفسه في بيت الياك، فهو لا يستطيع الاتجاه نحو المعارضة كما فعل سابقا، كما انه ليس قادرا على ترتيب العلاقات مع الاحزاب الاخرى، وبالتالي فانه يواجه ازمة سياسية في حزبه وفي خطابه.
وما اسباب هذا التراجع، قال المصدر: لم يترك سامي صديقا، فهو كان قد خاض الانتخابات كمعارض وفق خطاب سياسي معيّن، ولكن اظهرت النتائج حجم حزبه، فلا يمكن الاتهام بان القانون ليس جيدا، بل على العكس انه قانون نسبي يعكس اقصى درجات التمثيل وفق الاحجام.
واضاف: هنا اتت الصفعة الكبيرة، لكن الخطئية الكبرى هي الاستمرار دون قراءة ومعالجة النتائج، مستغربا التسرع بعقد مؤتمر الى جانب المشكلة مع نديم الجميل...
وهنا يمكن القول انه عمليا يتمثل الكتائب في المجلس بنائبين فقط (سامي والياس حنكش)، فعند طرح الملفات الكبرى في البلد، هل سيسير نديم الجميل بما يسير به سامي؟!

ثلث الكتائبيين
واشار المصدر الى انه في ايار الماضي (اي بعد الانتخابات النيابية) طرح في المكتب السياسي تقييم ما حصل انطلاقا، من سؤال اساسي: لماذا اكثر من ثلث الكتائبيين لم يصوتوا، هل هناك اخطاء ادارية او تنظيمية او في الموازنة او توزيع الاموال.. وكل ذلك تمهيدا للمحاسبة والاقالات اذا اقتضى الامر او تبديل المراكز... كما الى جانب وضع الخطاب السياسي على الطاولة لتشريحه، لكن لم يشأ سامي الجميل الاتجاه نحو هذا المسار ورغم طرحه عدة مرات الى انه كان دائما يعمد الى تأجيل النقاش حوله.
وعن تقريب موعد المؤتمر العام، قال: بسبب المشكلة مع نديم، دعا سامي الجميل الى مؤتمر عام رغم الاعتراضات، رغما ان هذا الاتجاه غير معهود في ادارة الحزب، فهو لا يريد اجراء قراءة موضوعية للانتخابات، لانه في حال فتح الموضوع سيكون سامي موضع مساءلة. كونه هو شخصيا من ادار الانتخابات بنفسه.

المشاعر الأبوية!
وهل سيقدم الرئيس امين الجميل على خطوة ما يعيد لم الشمل، قال المصدر: الاخير يقدّم مشاعره الابوية على اي شيء آخر، ولكن على اي حال يمكن تأليف هيئة عليا او هيئة طوارئ برئاسته لاعادة من خرج ومن اعترض واستعادة الرموز... واجراء لم شمل حقيقي يعيد الكتائب الى حجمها الشعبي ، هذا ما يؤدي الى ترتيب البيت الداخلي، وبعدها يتم البحث في استقطاب المستقلين، فهذه الفئة لا يمكن ان تدخل حزبا فيه هذا الحجم من الخلافات والانقسامات، بين اعضائه.

"اخبار اليوم"
 

  • شارك الخبر