hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

بين الحريري والسيد... المعركة مفتوحة

الإثنين ١٨ شباط ٢٠١٩ - 05:55

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بضمير مرتاح حجب النائب جميل السيد الثقة عن الحكومة ليكون صاحب الرقم أربعة من النواب حاجبي الثقة لحكومة "إلى العمل". تصرّف السيد لم يفاجىء أحداً بل أن عكسه كان سيفتعل صدمة، فنائب بعلبك الهرمل المنتخب حديثاً والذي يحمل لواء الدفاع عن الشعب وحقوقه لم تستقم علاقته مع رئيس الحكومة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى اليوم.
وضعت كل القوى السياسية خلافاتها جانباً، حتى اشتباك "حزب الله" و"الكتائب" الذي خرج من المجلس إلى الشارع وكاد أن يتسبّب بأزمة وطنية تمّت معالجته بسرعة، إلا خلاف السيد والحريري الذي استمرّ بأشكال مختلفة على مدى أيام الثقة من لحظة إلقاء السيد كلمته من منبر المجلس إلى الاشتباك الذي حصل على إثر كلمة النائب سامي فتفت وطالب فيها بتحميل المدير العام السابق للأمن مسؤولية التوقيفات الأمنية في المرحلة السياسية للسيد.
وإذا كان الكلام الذي سيق على هامش الجلسة ليس وحده المعبر عن حجم التباعد بين الرجلين فيكفي مراقبة ومتابعة تفاصيل الرجلين وإدارتهما ظهرهما لبعض في المجلس أو خروج الحريري ومن ثم عودته على شكل الرئيس المغيّب كما سمّاه السيّد لفهم ما ينطوي عليه خلاف الشيخ سعد واللواء السابق من عدم تقبّل الآخر.
نادراً ما اجتمع الحريري أو السيّد أو التقيا من مرحلة الاعتقال السياسي للأخير لكن التواصل بينهما كان قائماً بقصف مدفعي من راجمة السيّد إلى سعد الحريري الذي كان يتّهمه السيّد بحماية ورعاية شهود الزور.
في 29 أيار الماضي اجتمع اللواء السابق وسعد الحريري في كادر واحد وجهاً لوجه في مجلس النواب للاستشارات النيابية، اللقاء استحوذ في حينه اهتماماً يفوق الوصف ليتبدّى في وقت لاحق أن لقاء الدقائق العشر لم يبدّد الغيمة السوداء من حياة السيّد وبقي يتّهم الحريري بأنه لم يُطبق القانون في قضية شهود الزور الذين أدلوا بإفادات كاذبة تسببّت بسجنه مع رفاقه الضباط أربع سنوات .
قبل اللقاء كانت الانتخابات النيابية مناسبة ليصوّب السيّد نيرانه على المرشّح عن دائرة بيروت الثانية فلم يترك سلاحاً إلا واستعمله مطالباً وزير الدفاع بمروحية عسكرية ليطوف بها على ناخبيه في بعلبك الهرمل كما يفعل سعد الحريري، ووصل به الأمر ايضا ليقول "لسنا من ينام في تخت بشار الأسد ولسنا من يسلّم مفاتيح بيروت لغازي كنعان".
يصرّ الذين يعرفون جميل السيّد أنه حامل قضية الدفاع عن نفسه وأنه يعاني عقدة الاضطهاد بحقّه بعد سجنه سنوات ظلماً وأن سعد الحريري لم يعطه صكّ البراءة بعد رغم براءته بشهادة المحكمة الدولية وهذا ما يجعل المعركة مفتوحة ومستمرة على مصراعيها.
لم يكن الأمر بحاجة لجلسة ثقة خرج منها الحريري والنائبة بهية الحريري عندما اعتلى النائب جميل السيّد المنصّة لمعرفة أن خلاف السيد والحريري مستمر وبأشكال مختلفة، فمَن يعرف السيّد ومعاناة السنوات الأربع يدرك دوافع رجل عاد لينتقم في ساحة النجمة ويخوض معارك ضدّ من يريد إغراق الدولة بأمها وأبيها لينجو بالطوافات حتى أن السيّد بات لا يوفّر من التصعيد حلفاءه فأصابهم عندما تحدّث عن الأرقام المالية وكاد يتسبّب بجلطة دماغية لوزير المال علي حسن الخليل.
في جلسة الثقة حاول جميل السيّد أن يعلن حالة تمايز بأنه يحاسب الحكومة فقط وأنه تجرّد من انفعالاته وسنوات سجنه وأنه يعاقب الحكومة محاولاً فصل ما قاله عن الموقف الشخصي بتأكيده أن كلامه مرتبط بتمثيل الناس وأن الحكومة الحالية هي حكومة الـ17 مليار فقط، إلا أن جزءاً من التاريخ والأحداث بقي حاضراً بقوّة وإن بقنوات أخرى مختلفة .
الخصمان اللدودان لا يحبّذان النظر في وجه بعض، والصراع السياسي سيبقى مفتوحاً طالما هناك من لا يعترف بخطأ فبركة ملف شهود الزور بالنسبة إلى السيّد، جميل السيّد مستمرّ بملاحقة سعد الحريري خطوة خطوة وإثارة الملفات، هو اليوم يفتّش في الصور والأرشيف بعد اكتشافه صدفة لصورة مي شدياق في عنجر والبلبلة التي أثارتها تغريدته، ثم عاد إلى قريطم ليتذكّر من كان يجالس رفيق الحريري من بهيج طباره وغسان تويني ويقارنهما بصورة المحيطين بسعد الحريري في بيت الوسط اليوم.. على جبهة الحريري والسيّد لا استقرار ولا تهدئة حتى إشعار آخر.
 

  • شارك الخبر