hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - ناصر العبدلي - الراي

إيران الإرهابية...!

الأحد ١٧ شباط ٢٠١٩ - 05:58

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا يمكن لأحد أن يتجاوز حدثاً بمثل ضخامة «مؤتمر وارسو»، خصوصاً مع حشد أطراف دولية - بعضها ظاهر والبعض الآخر خلف الكواليس - لهذا المؤتمر تحت مبرر يتيم هو وضع آلية للتعامل مع «الإرهاب» الإيراني في المنطقة، وإمكانية خلق تحالف دولي يضم الأطراف المتضررة، مما أسموه السلوك الإيراني في هذا الجانب، والمفارقة أن الكيان الصهيوني بات طرفاً.
ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها العرب مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني، فقد حدث من قبل «مؤتمر مدريد»، لكن المبررات تختلف في ما بين مؤتمر مدريد ومؤتمر وارسو، فالأول كان الهدف منه إيجاد حل للقضية الفلسطينية يتضمن اعترافاً كاملاً بحقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي لم يحصل حتى اليوم، في ما كان الثاني يشيرعن الكيان الصهيوني.
القضية الفلسطينية قضية عربية «شعبية» في المقام الأول ولا تخص الأنظمة العربية، التي يعرف الجميع ارتباطاتها بشكل أو بآخر بمصالح الدول العظمى «تواطؤ، أو تجنب شر»، وهي تحدي حضاري «القضية»، بما تحمله الكلمة من معنى، وليست فقط أرضا مسلوبة، وشعبا دفع لترك أرضه بالإرهاب، فزراعة جسد غريب في جسد الأمة غير مقبول، وقد عبرت الشعوب عن هذا مراراً وتكراراً، وكون بعض الأنظمة العربية تمد يدها بين الحين والآخر لا يعني أن هذا الكيان أصبح شرعياً.
ما يهم في هذه الأجواء هي محاولة جر الشعوب العربية بمن فيها الشعوب الخليجية لحرب مع إيران الشعب «الشقيق والمسلم»، تحت مبرر مكافحة الإرهاب، وهو المبرر الذي سوقت له الولايات المتحدة الأميركية بعدما خسرت موقعها هناك، وبعدما وصلت إلى قرار بأنها غير قادرة على استرداد ذلك الموقع، رغم كل تلك المحاولات من جانبها.
الشيء المؤثر في هذا المؤتمر يظهر في عدم قدرة الولايات المتحدة الذهاب وحدها لمعركة بهذا الحجم حتى وإن كان معها الكيان الصهيوني، إلا بدعم كامل من بعض الدول الخليجية والعربية، وهذا الأمر يمكن أن يكون المدخل الوحيد لتفويت الفرصة على إدارة لاتحظى بشعبية حقيقية في الولايات المتحدة، وأثبتت التجارب الماضية أنها لا يمكن أن تكون حليفاً يعتمد عليه، كما أن هذا بالتبعية سيمنع منح الكيان الصهيوني الشرعية التي يبحث عنها. 

  • شارك الخبر