hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

بين الصيفي وحارة حريك.."خيط" لم يتمّ وصله أبداً

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٩ - 05:49

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن ينقص المشهد السياسي بين "الكتائب" و"حزب الله" إلا حفلة الشتائم وتقاذف العيارات النارية التي حصلت في جلسة الثقة لفهم طبيعة العلاقة المتنافرة والمتباعدة بين الطرفين.

بالتأكيد ليست الكلمة أو العبارة التي ساقها رئيس "حزب الكتائب" سامي الجميل بأن "حزب الله" فرض شروطه على تشكيل الحكومة وفرض حليفه الدرزي والسني وحجم القوات هي السبب الوحيد للاشتباك الكلامي بينهما والذي وصل إلى عرض عضلات في الشارع وتهديد بالعودة إلى السلاح وزمن الحرب، وليس استطراد الجميّل المبني على رد حزب الله أن "الحزب" هو الذي أوصل عون إلى رئاسة الجمهورية هو المسبّب في اندلاع شرارة المواجهة الأخيرة التي تكاتف فيها ابنا العمّ معاً لأول مرة في هذه الصورة التضامنية ضد تصعيد النائب نواف الموسوي الذي صوّب على الإثنين معاً معيداً نبش التاريخ الإسرائيلي وملمّحاً إلى وصول أحدهم على "ظهر الدبابة الإسرائيلية" في إشارة إلى انتخاب بشير الجميل رئيساً.

فما بين "الكتائب" و"حزب الله" جولات من اللاثقة والخلاف التاريخي والعقائدي، وإذا كان النائب الموسوي استفاض في

هجومه بصواريخ "الكورنيت" وبشكل غير مسبوق على نائبَي "الكتائب" فالواضح أن "الكتائب" التي تسلك بالأساس خط المعارضة ولم تعط الثقة للحكومة الثانية للحريري هي بالأساس لم تقصّر مرّة ضدّ "حزب الله" وهي تضعه في قائمة معارضتها ولن تُقيم أي تواصل مع من تعتبرهم حملة السلاح في الداخل ، ولعلّ الوقفة التضامنية في الأشرفية التي شاركت فيها "القوات اللبنانية" إلى جانب "حزب الكتائب" عندما يصل التعرّض لشخص الرئيس الشهيد بشير الجميل دليل على الافتراق الأيديولوجي وعدم تقبّل الفريق الآخر والذي يستمرّ في الحكومة الحالية بعدم توافق "الكتائب" التي لم تمثّل في الحكومة مع الأجواء السياسية الراهنة وسعيها إلى التمايز وانتهاج المعارضة في الحكومة المقبلة ضد السياسات الضرائبية .

يقول المتابعون لعلاقة الصيفي والضاحية الجنوبية إن هذه العلاقة محكومة بالإعدام المؤبد حيث لم تنجح أي عملية تواصل في ربط الخيط المقطوع بين الطرفين، فأكثر من مرّة بادرت "الكتائب" إلى محاولة فتح صفحة متمايزة في العلاقة وإعادة وصل ما أفسدته السياسة في علاقتها "بحزب الله" الفريق الذي لا تلتقي معه "الكتائب" في الأيدولوجيات والإستراتيجية والمسار السياسي إلا أن هذه المبادرات كانت محكومة بالفشل نظراً للتباعد في النظرة السياسية وانضواء "حزب الله" في محور سياسي مختلف ولمسألة حمل السلاح ولعقيدة الكتائب الثابتة التي لم تغيرها يوماً.

بالنسبة إلى "حزب الله" فإن "حزب الكتائب" يتخبّط في التناقضات السياسية، فالتفاهم مع القيادة الكتائبية عملية مستحيلة بسبب الاختلاف السياسي والعقائدي فضلاً عن أن "حزب الكتائب" يصوّب دائماً على السلاح وعلى قتال "حزب الله" في سوريا.

حاولت "الكتائب" فتح صفحة مختلفة مع "حزب الله" وبناء علاقة إيجابية مع حارة حريك، وتولّت قيادات كتائبية مهمّة التواصل في مراحل عدة على قاعدة الرغبة الصادقة من قبل الصيفي ببناء علاقة إيجابية مع الضاحية على أن لا تمسّ الحوارات خصوصيات الطرفَين وحيثياتهما الخاصة، ومن خلال نظرة إيجابية من "الكتائب" تجاه المقاومة ودورها في تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي وهي نظرة تتكامل مع مسيرة "الكتائب" في مقاومة الاحتلالات، ومن منطلق أن "حزب الله" يتطلّع إلى مواجهة الفساد في مؤسسات الدولة وحيث يوجد مساحات واسعة للتلاقي في ملفات خدماتية وحول شعارات مشتركة. الدافع الأكبر في ذلك الوقت كان رغبة الصيفي بالتواصل وفتح جسور بموازاة ورقة مار مخايل وما أنجزته الثنائية المسيحية في تفاهم معراب، إلا أن الحوارات الكتائبية مع "حزب الله" اصطدمت بعوائق كثيرة، من المفهوم السياسي للفريقين والإستراتيجيات المتناقضة.

في قناعة "حزب الله" أن "حزب الكتائب" يتخبّط في حالة ضياع سياسي نتيجة أزمته المسيحية، وعليه سقطت كل

محاولات التقارب في الماضي نتيجة لجوء القيادة الكتائبية إلى التهجّم على "حزب الله" تارة عبر المطالبة بسحب الجنسية من مقاتليه أو تصنيفه منظمة عسكرية وطائفية أجندتها تتناقض مع مصلحة لبنان وتخوض مغامرات في المنطقة معرّضة مصلحة لبنان للخطر .

يُصرّ الكتائبيون على اعتبار ما قاله النائب نواف الموسوي كلام خطير وكبير وأبعد من "زلة لسان"، وأن حزب الله يقوم بمصادرة مؤسسات الدولة بدءاً من انتخابات رئاسة الجمهورية إلى الانتخابات النيابية وإلى تشكيل الحكومة من خلال إخضاع الجميع لشروطهم بالتأليف، بالمقابل يعتبر قريبون من "حزب الله" أن هناك ملفاً من التراكمات ومن الكلام السلبي في أرشيف الحزب لمسؤولين كتائبيين ضد "حزب الله" وأكبر من الاشتباك الأخير في مجلس النواب.

  • شارك الخبر