hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - كلوفيس الشويفاتي

شتاء الحكومة قاسٍ... اجمعوا الحطب!

الأربعاء ١٣ شباط ٢٠١٩ - 05:59

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعيداً من الفرح العارم الذي عمّ الوزراء والمعنيين بتشكيل الحكومة بعيد التأليف، وأبعد من تقبّل التهاني والتبريكات من الخارج والداخل والتي ما زالت مستمرّة حتى اليوم، وقبل نيل الثقة من النواب الممثّلين جميعهم في الحكومة باستثناء ثلاثة بالمئة فقط (الكتائب وبولا يعقوبيان...)، يأمل اللبنانيون من حكومة "إلى العمل" كما سُميّت أن يكون عملها مجدٍ، يحدّ سريعاً من الهدر والإنهيار الاقتصادي والمالي، ويحارب فعلاً الفساد والمفسدين، والأهم العمل على بناء دولة ومؤسسات تليق باللبنانيين في القرن الواحد والعشرين.
ولكن الخوف، واستناداً للتجارب الكثيرة، ألا تتحوّل الحكومة إلى حكومة تشحذ مكرمة من هنا ومساعدة من هناك، وتستدين من هذا المؤتمر، وتستعطي منحة من تلك الدولة الصديقة أو الشقيقة، فتتحوّل إلى قبيلة هنود حمر يجمعون الحطب من دون أن يعرفوا لماذا؟ كما تقول الرواية التي من المفيد ذكرها لكي لا نكون تائهين لا نعرف ما يدور حولنا ولا نفقه أحوال الجو والطبيعة والواقع وننتظر المنجّمين والعرّافين الكاذبين لنصحنا وإرشادنا.
وتقول الرواية: "في ليلة تنصيب زعيم جديد لقبيلة الهنود الحمر، سأل أفراد القبيلة زعيمهم الذي لا يعرف شيئاً عن الأحوال الجوية، هل سيكون الشتاء بارداً هذا العام؟ فأجابهم: نعم سيكون بارداً، اجمعوا الحطب.
وبعدما بدأت القبيلة بجمع الحطب إتصل الزعيم بأحد المنجمين والعارفين بالأرصاد الجوية حتى يتأكدّ ممّا قاله لأتباعه، وسأله: هل سيكون الشتاء بارداً هذا العام؟ فأجابه نعم سيكون بارداً جداً.
أمر الزعيم أفراد قبيلته مجدداً بجمع كميات كبيرة من الحطب، ومع اقتراب فصل الشتاء إتصل الزعيم بالمنجّم المحنّك وسأله من جديد، هل ما زالت أخبار الشتاء باردة هذا العام؟ فأجابه بثقة العارف العالم، نعم سيكون الشتاء بارداً جداً جداً. فشدّد الزعيم على أفراد القبيلة لجمع أكبر كميات ممكنة من الحطب، بحيث لم يعد يوجد بعد أيام قليلة أي حطب في القرية. فعاود الاتصال بمرصده الموثوق الذي حذّره من أن الشتاء هذه السنة سيكون الأبرد على الاطلاق. ولما سأله الزعيم من أين تستقي معلوماتك؟ أجابه بثقة: لقد رأينا الهنود الحمر يجمعون كميات كبيرة من الحطب."
استناداً إلى هذه الرواية يأمل اللبنانيون ألا يكون شتاء هذه الحكومة قاسياً، وأن يُجمع الحطب للمنفعة العامة ولتدفئة كل اللبنانيين لا أن يوضع في مواقد معيّنة دون سواها.
كما يتمنّى الجميع أن تكون الرؤى المستقبلية مستندة إلى معلومات مستقاة من خبراء حقيقييّن وعلماء عارفين وليس من منجميّن وعرّافين، معلوماتهم مُضللة تؤدي أن تُدار السياسات وشؤون الناس بما بات يُعرف بـ "آلية جمع الحطب".
 

  • شارك الخبر