hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - كلوفيس الشويفاتي

الحكومة زيّنتها النساء... وهذا عملها غداً

الجمعة ١ شباط ٢٠١٩ - 05:56

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وفي الشهر التاسع وُلدت ولو بطريقة قيصيرية وبعد مخاض كاد أن يودي بالبلاد والعباد وكلّف البلد والاقتصاد أثماناً باهظة.
حكومة وُلدت بتوازنات داخلية بحتة وبثلاث عشرات لم ينتصر فيها أحد ولم ينهزم أحد.
ففي الأمور الإستراتيجية والمصيرية لن يكون هناك أي ثلث معطّل ولا أكثرية مقرّرة، ولن يكون بإمكان أي كان تغييرها حتى ولو كان فريق واحد معها أو فريق واحد ضدها...
فثلاثية الجيش والشعب والمقاومة باقية ولو بألفاظ تجميلية، وسلاح المقاومة لن يكون حلّه بقرار حكومي.
أمّا شكل البيان الوزاري فيتوقّع الجميع أن يكون كالبيان السابق مع تعديلات طفيفة قد تكون لها علاقة بسوريا وبالنازحين السوريين بعد توقّف القتال والحديث عن إعادة الإعمار.
أما في الأمور الداخلية فقد تتبدّل وتتشكّل التحالفات والتوجهات بحسب القضية و"على القطعة"، إذ قد نشاهد وزراء القوات اللبنانية مع وزراء حزب الله في موضوع الكهرباء مثلاً، أو قد نشاهد وزراء المستقبل بمواجهة القوات في موضوع له علاقة بالتعيينات وغيرها.
فمسموح للوزراء التنافس داخلياً وفي الأمور التي لها علاقة بالمعيشة وبالمحاصصة والتعيينات ، ولكن حذار مقاربة الأمور الإستراتيجية.
كما أن مهمّات هذه الحكومة ستكون حصراً معالجة قضايا حياتية أساسية، كالنفايات وتفعيل الاقتصاد والسياحة والمحافظة على الوضع الأمني.. وقد يشكلّ الموضوع السوري والعلاقة مع دمشق وشكلها وحجمها عامل تجاذب وصراع ومزايدات.
ويسجلّ لهذه التشكيلة أنه للمرة الأولى في تاريخ لبنان ضمّت الحكومة أربع نساء هنّ فيوليت خيرالله الصفدي ومي شدياق وندى بستاني وزيرة للطاقة والمياه والتي عليها اعباء ومسؤوليات كبيرة. اما قنبلة الحكومة فكانت ريّا الحسن في وزارة الداخلية والبلديات وهي كانت شغلت وزارة المالية سابقاً، وتُعتبر هذه الوزارة من أخطر وأدقّ الوزارت وأصعبها، ورأى البعض أن تعييّن امرأة فيها هو قرار جريء جداً، فيما قال آخرون أن الوزيرة ريّا الحسن ستكون من أنجح وزراء الداخلية بعد الطائف.
ورغم الصراع المرير والخطير على تشكيل الحكومة تسجلّ نقطة إيجابية مهمة بحسب بعض المراقبين وهي أن هذه الحكومة هي صنع داخلي والدليل على ذلك هو أن شروط الأفرقاء منذ بداية التأليف حققّت بنسبة تسعين في المئة، ولم تتمّ الاستجابة للتدخّلات الخارجية التي كانت تتمنّى أو تشدّد أو تتوعّد وتهدّد بألا يتسلّم فريق معيّن حقيبة بعينها.
جاءت الحكومة لبنانية وعكست توازن القوى ومعايير التمثيل وخرج الجميع راضين وفائزين.
ولكن يبقى أن جلّ ما يتمنّاه المواطنون الذين احتفل قسم منهم بهذه الولادة الصعبة، أن تحقّق الحكومة بعض آمالهم والحدّ الأدنى من تطلّعاتهم.
 

  • شارك الخبر