رأى نائب الشوف في تكتل لبنان القوي البروفسور فريد البستاني أن " التدقيق في قضايا التعقيد الحكومية يكشف بصورة واضحة أنّ المشكلة تكمن في حساب توازنات الحكومة، حقائب وعدد وزراء، على خلفيتين مختلفتين، خلفية أكثرية وخلفية نسبية، وربما هذا يشرح سبب تأكيد رئيس الجمهورية دائماً على أنّ الأزمة تحلّ باعتماد معيار واحد لتشكيل الحكومة ويفسر مضمون مبادرات رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل"
ووصف البستاني في مقال في جريدة البناء جوهر أزمة تشكيل الحكومة ب"وجود طريقة جرى اعتمادها تقليدياً في ظلّ الانتخابات التي كانت تجري على أساس النظام الأكثري، وهي الطريق الاستنسابية لتحديد الأوزان والأحجام بالتراضي بين القوى الكبرى في المجلس النيابي المنتخب"
وأضاف أن "التمثيل المسيحي في آخر حكومة، التي تصرف الأعمال اليوم، قام على تفاهم معراب الذي يشكل التيار الوطني الحر قطباً رئيسياً فيه وهو صاحب التمثيل الأكثري المسيحي. والتمثيل الشيعي قام على تفاهم ثنائي حركة أمل وحزب الله اللذين يجمعان صفة التمثيل الأكثري لطائفتهما ومن ضمنه موقع رئاسة مجلس النواب، وترك التمثيل السني والدرزي للقوتين الأكثريتين في الطائفتين."
وتابع البستاني أنه "بعد الانتخابات النيابية على أساس التمثيل النسبي، بقيت عقلية التشكيل الأكثري للحكومة سائدة، لكن على قاعدة استنساخ الحكومة السابقة، وفرض تفاهم معراب على التيار الوطني الحر رغم اهتزاز أركانه السياسية وتمسك طرفيه بمضمون المصالحة فيه، بينما المنطق الأكثري يفترض ترك الأمر للقوة الأكثرية بين المسيحيين وهي التيار الوطني الحر أسوة بالطوائف الأخرى"
ودعا البستاني إلى "الخروج من هذه الحلقة المفرغة، كي لا يقع أحد في شبهة استهداف مكانة رئاسة الجمهورية ودوره أو رئاسة الحكومة، فتقع التوترات السياسية والطائفية، يبدأ بالتوافق على تطبيق التمثيل الأكثري أو النسبي، والسير بذلك على الجميع بإنصاف دون استثناء."
وقال "إذا جرى اعتماد التمثيل الأكثري يُترك لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر رسم المشهد المسيحي في الحكومة، ومقابلها يترك لرئيس الحكومة وتيار المستقبل رسم تمثيل الطائفة السنية في الحكومة،"
وأضاف "إذا جرى اعتماد التمثيل النسبي ينال كلّ من التيار الوطني الحر وتيار المستقبل عدداً من مقاعد طائفة كلّ منهما بحجم ما نال من مقاعدها النيابية وتحلّ قضية تمثيل اللقاء التشاوري تلقائياً"
وختم البستاني بالقول أن "المعيار الواحد هو المخرج والاستنساب هو باب الأزمات، والتأقلم مع التمثيل النسبي أخذ ما يكفي من الوقت وآن الأوان للتسليم بأنّ شيئاً قد تغيّر ويجب أن يتغيّر، وتواضع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وموضوعيتهما، لا يجوز أن يتم تصويرهما خاصرة رخوة."

البروفسور فريد البستاني - البناء