أسبوع واحد حسم كلّ الأمور في لبنان والمنطقة امتدّ من 14 حتى 20 الجاري. أسبوع القمّة في بيروت وما رافقها أوضح حقيقة الأمور في المنطقة وتأثيرها على لبنان الذي أصبح محاصراً شرقاً وغرباً.
القرار الكبير المتّخذ أصبح واضحاً، وفق ما أكّدت مصادر دبلوماسية، فعندما نرى كيف أن الأميركي عبر وزير خارجيته مايك بومبيو الذي زار الحلفاء من الدول العربية والخليجية، وزيارة وكيله دافيد هيل إلى لبنان، ربما حدّدا هوية الحضور في القمة لإفشالها وعدم السماح بالانفتاح على سوريا. وأضافت المصادر: "لقد حصل الشيء نفسه من المحور الآخر حيث أفشلت القوى المحلية القمّة بعدما طالبت بتأجيلها عبر توتير الأجواء الأمنية لإرضاء سوريا".
هذان الحدثان يبرهنان كيف أننا مجرد جنود في لعبة الشطرنج الشرق أوسطية ضمن النزاع الأميركي الروسي- الإيراني الكبير.
وتُشير المصادر أن هيل طالب الحلفاء في لبنان بعدم الانفتاح على سوريا وتفعيل حكومة تصريف الأعمال، فضلاً عن رفض تسليم "حزب الله" أي حقيبة حسّاسة وحتى رفض مشاركة الحزب في الحكومة، فقابله ردّ السفير الإيراني في لبنان الذي صرّح بعد زيارته الرئيس سعد الحريري مستنكراً التدّخل الأجنبي في الشؤون اللبنانية، ما يؤشّر تماماً أن الحكومة "طارت" والاحتمال المتزايد بتفعيل الحكومة المستقيلة أقلق القوى السياسية بسبب الوصول إلى مرحلة جمود قد يكسره فقط حدث يؤدي إلى تغيير النظام.

وبالتالي، خلاصة ما جرى في ما خّص القمّة هو أن الأوامر الأميركية واضحة بعزل لبنان المصنّف إيرانياً وفق استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن مشروع محاربة إيران وأدواتها بكلّ الوسائل الممكنة. وزيادة على ذلك تشكّل عودة النفوذ السوري إلى لبنان دافعاً آخر للمخطّط الأميركي، لكن عدم التخلّي عنه بالكامل لأهميته الجيوسياسية وموقعه المطلّ على المتوسّط وعلى الحدود مع إسرائيل.

استهداف الأميركيين وعودة التفجيرات

توازياً، استُهدفت القوات الأميركية الأربعاء 16 الجاري في منبج للمرّة الأولى منذ دخول واشنطن في الحرب السورية، ما أدّى إلى مقتل 5 جنود أميركيين، وذلك بعدما أفادت تقارير استخبارية "أن قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني حشد عدداً كبيراً من القوات الإيرانية في سوريا والعراق لاستهداف القوات الأميركية وإجبارها على الخروج، ما يشكّل تحديّاً جديداً لأميركا وإسرائيل". فهل نشهد عمليات مماثلة في المدى المنظور؟ وهل تحصل عمليات شبيهة تستهدف حلفاء واشنطن في البلدين؟
تَبع انفجار منبج في اليوم التالي تفجير في عفرين ثم انتهى الأسبوع بتفجير كبير هو الأول من نوعه في دمشق تزامناً مع تفجير آخر استهدف حافلة في عفرين، فيما كانت إسرائيل تقول إنها صدّت صاروخاً أطلق من سوريا على الجولان وأكدت سوريا صدّ صواريخ إسرائيلية باتجاه جنوب البلاد والذي حصل للمرّة الأولى في وضح النهار.
حدث هذا بالتزامن مع انعقاد القمّة العربية في بيروت وسط إشاعة أجواء الخوف من أعمال أمنية في لبنان إذ تداولت وسائل الإعلام اللبنانية معلومات تمّ نفيّها لاحقاً عن خطر أمني يهدّد الوفود العربية من قِبل خلايا أمنية، فهل يعود لبنان ساحة لتبادل الرسائل عبر التفجيرات الأمنية التي لا نريد أن نتذكر حقبتها السابقة الممتدة لسنوات؟
كلّ هذا من دون إغفال تطوّرات منتصف ليل الأحد - الإثنين، حيث شنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً واسعاً على أهداف للحرس الثوري الإيراني في سوريا تبعه اعتراف إسرائيلي بالدخول رسمياً بالحرب المباشرة مع إيران.