hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - د. نسيم الخوري

في الشهيّة النووية ونبرتها المتصاعدة

الإثنين ٢١ كانون الثاني ٢٠١٩ - 06:08

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تأسّس هذا النص على جمع أربع ملاحظات/ملامح شكّلت مربع الشهيّة والنبرة النووية المتصاعدة والتي تذكّرني بالأسطورة الدينية "تؤلّف ولا تؤلّفان" التي تجاوزتها البشرية بسلام نحو الألفية الثالثة. سقطت العلاقات الدوليّة في " قدر" الحروب الباردة فور إنتهاء الحرب العالمية الثانية في ال 1945 ولكنّها عادت توقد تحته منذ 1989 تاريخ سقوط الإتحاد السوفياتي:
1- نقل كلام بوتين (18/10/2018) حول المخاطر النووية محرّفاً الى العربيّة. صحّحه لي صديق صيدلي يجيد الروسية كما يلي: "العقيدة النووية لروسيا دفاعية لا تشمل مبدأ شن الضربة الاستباقية، لكن نظام الإنذار المبكر يرصد لدينا عملية إطلاق الصواريخ النووية خلال ثوان معدودة وفي العالم أجمع... كل معتد عليه أن يعلم أن العقاب لا مفر منه وستتم محاسبته وسحقه... سيكون ذلك كارثة عالمية بالطبع وسيكون الردّ نوويّاً، لكنّ الفرق بيننا وبينهم أنّهم "قزدخنوت" أي سيفطسون في الجحيم لكنّنا سنذهب إلى ال"راي" أي إلى الجنة".
من نحن ومن هم؟ لن أذهب في تفسير مفاهيم الجنّة والجحيم التي تعلق بنبرة موسكو وأوروبا وأميركا الإسلاموفوبيا والديموغرافيا والإرهاب. إنّ متابعة ما يكتب في العالم موصوم بالأساطير والعقائد الحامية المتنوعة و"هرمجدون" ونهاية العالم يضع الأرض بين خطرين: الخطرالذرّي (بفتح الذال) والخطر الذرّي (بكسرها).
2- يبدوالعالم في نظر ألكسندر زاسبيكيي السفير الروسي في لبنان في مقابلة صحافية ( 14/1/2018) بأنّه المكان الأكثر خطورة تتفاقم في 2019 . "تنتشر مخاوف في دوائر القرار الكبرى لأنّ سلوك أميركا وحلفاؤها الغربيون، «يدفع باتجاه الحرب من دون مسؤولية، حتى إن الحديث عن حرب نووية مقبلة من الممكن أن يتحول إلى حقيقة بسبب خطأ ما، وهو ما يهدّد البشرية بأكمله. التهوّر الغربي هو المسؤول وتحديداً محاولات أميركا عبر انقلابات في الأنظمة لأخرى معادية لروسيا، وتحريك الجماعات من بقايا النازيين والمتطرفين الطائفيين وتغذية نزعات اليمين في أوروبا بذريعة أزمات اللجوء ودعم الإرهاب في الشرق الأوسط وشرق آسيا وشمال إفريقيا، وشقّ الكنيسة الأرثوذوكسية، وصولاً إلى نشر الدرع الصاروخية على حدود روسيا وإسقاط الاتفاقيات الدولية ، وآخرها اتفاقية الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. و«كأننا في سباق تسلّح جديد وخطير» لا يفكّر فيه «اليوم الأميركيون إلّا لتقوية الصناعات العسكرية لرفع سقف المنافسة مع روسيا». هذا السلوك، «مثيرٌ للقلق بسبب تهوّره الذي سيدفع روسيا إلى ردود فعل قاسية.
3- إسرائيل تغير على سوريا قاصدة إيران المهدّدة بفعل الضغوط والحصار بتسريع التخصيب النووي. وبعد ستة عقودٍ من التجرجر والتراجع والمماطلة يمكنني طرح السؤآل:
إذا إقتربت إيران من القنبلةً النووية وهو أمر ممكت ومعقول ومنتظر وفق الضغوطات الدولية عليها وهي تعلن وصولها الى حدود ال20 بالمئة من التخصيب في الميدان النووي، فقد ينشأ سياسة ردعية جديدة تكبّل "اسرائيل" وتعيد رسم التوازنات والصراعات و التسويات الشاملة في ظلّ الخواف النووي الغامض المتعاظم في الشرق الأوسط.
لماذا الغامض؟
4- لإدراج مختصر أو ملامح الخارطة النووية :
أميركا الدولة النووية الأولى عبر تفجيرها التجريبي في صحراء" نيومكسيكو" ( 16 تموز1945) ثمّ ضد اليابان ( 6 و 9 آب 1945). حاولت احتكاره قانونياً في الأمم المتحدة عبر مشروع "برنار باروخ"، لكن الإتحاد السوفياتي رفضه ممتلكاً النووي في 1949 ومطلقاً في ال 1957 صاروخ سبوتنيك أول قمر صناعي الى الفضاء. ضمّت السبحة النووية بريطانيا(1952)،فرنسا (1960)،الصين (1964) أي الدول الخمس الظافرة بالحرب العالمية الثانية ولها حق الفيتو الدولي.
صعدت الهند(1974) السلّم النووي، ثمّ الهند حتى ال(1998) مطالبتين بنزع شاملٍ للسلاح النووي. طغا غموض حول نووية "إسرائيل " وجنوبي أفريقيا التي تخلّت مع البرازيل والأرجنتين عن الشهوة النووية بسبب تكابفها المرهقة لإمكانيات الدول المالية والخاضعة لضغوطات أميركية. أعلنت اليابان 1993عن إمكانية بلوغها النووي خشية قوة كورية موحّدة .
وقّعت 14 دولة على معاهدة "تلاتلولكو" في المكسيك بتحريم السلاح النووي في أميركا اللاتينية وبوشر بتنفيذها في 25 /1/1969. وبعد عقدٍ من المفاوضات الصعبة في الأمم المتحدة، تمّ توقيع معاهدة الحد من إنتاج الأسلحة النووية أو المساعدة على إنتاجها أو الحصول عليها أونقلها أوانتشارها 1 تموز 1968 وبوشر بتنفيذها في 5 آذار/مارس 1970. أوكل لهيئة الأمم، مهمة تنفيذ المعاهدة الى الوكالة الدولية للطاقة الذريّة إلاّ لالأغراض السلمية والعلمية والتنموية.
وأعلن الفضاء الخارجي منطقة خالية من السلاح النووي وفقاً لمعاهدة دولية(تشرين الأول/أكتوبر1967).
5- واضح التسارع النووي وأسلحة التدمير الشامل وإرتفاع النبرة النووية في العالم. نحن نبحث عن جوابٍ غير ذاك الذي أعلنه صموئيل هنتغتون مؤلف "صراع الحضارات" الذي تخيّل بأن نزع السلاح النووي يفترض حكومة عالمية مسلحة بما يتخطى نوايا الدول واستراتيجياتها في الحروب بسبب الإختلافات والعقائدية والمصالح، وتكون قادرة على ردع الدولة المعتدية على أخرى، مع أنها حكومة ستوصم حتماً منذ الآن بالديكتاتورية المطلقة.
سقطت فكرة الحكومة العالمية ومعها نظريات صموئيل في صراع الحضارات وحتى المفاهيم التي أرساها للحضارة المحصورة بأميركا والأحادية، ويتحوّل الكون إلى قطيع متنوع ومختلف ومبعثر لا تضبطه فكرة الأحزاب ولا الدول ولا الزعامات بقدر ما تجرفه رياح الحرية والتجمعات الشعبية Popularisme التي تتجاوز القيادات التقليدية، وتكاد تخلق نوعاً من الحريات الدولية والثقافية المتنوعة والمختلفة والمتشابهة في الوقت نفسه بين شعوب العالم..

.

  • شارك الخبر