hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

أخطاء عربية بالجملة والمفرّق تجاه لبنان... القمّة "حبّة مسك"

الجمعة ١٨ كانون الثاني ٢٠١٩ - 17:22

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في الواقع أن عناصر كثيرة ومتشابكة يتمّ تجميعها من قِبَل مختلف الأطراف لإسقاطها على ملف "القمة التنموية العربية" في بيروت، وهي في الواقع قد لا تعني شيئاً محدّداً بحدّ ذاتها، حتى ما يتعلّق منها بمستوى التمثيل العربي في القمّة.
 فالعرب يدركون تماماً أن لبنان ليس بحجم أن يكون قاعدة انطلاق لأي مشروع تكتّل إقتصادي عربي، خصوصاً في ظلّ نشاط "حزب الله" الإيراني (بحسب التوصيف الخليجي تحديداً) فيه. فضلاً عن أن قمّة بيروت تناقش ملفات إقتصادية ذات أبعاد سياسية كبيرة لا تتعلّق بلبنان وحده، ولا حتّى بالعالم العربي نفسه فقط، ولا سيّما منها ما يتعلّق بملفات إعادة إعمار سوريا والنازحين السوريين و"أونروا" والإقتصاد الفلسطيني وإعفاء السودان من ديونه الخارجية، بالإضافة الى الإقتصاد الرقمي العربي... وغيرها من النقاط الدولية قبل أن تكون إقليمية أو محلية.

وفي السياق عينه، يدرك العرب تماماً أن بيروت لا يُمكنها احتمال أي مواقف سياسية تواكب المستجدات العربية اليومية، المتشعّبة والمتشابكة والمتسارعة، ولا سيّما منها ما يتّصل بالخطوات "التطبيعية" مع إسرائيل. وهو ما قد لن تحتمله تونس أيضاً في القمّة العربية التي ستُعقَد فيها بعد نحو شهرين. فتكون بذلك قمّة بيروت المؤشّر الصورة الأولى لما يُمكن أن تخرج به قمّة تونس في آذار القادم.

ولكن رغم كلّ ذلك، لا بدّ من الإشارة الى أن العرب أخطأوا كثيراً، بالمعنى الاستراتيجي والتكتيكي، في ما يتعلّق بمستوى حضورهم قمّة بيروت، لأن ذلك يُعطي الحجّة الكاملة لقوى محور "المقاومة والممانعة" في لبنان للقول إن العرب لا يهتمّون بلبنان، ولا يحترمونه، ولم يقدّروا ما أنفقه لاستضافة قمّة بهذا الحجم، كما لا يأبهون لأي إجماع عربي حتى من باب إقتصادي وتنموي، كدليل على "عقم عربي" لا بدّ لإيران من معالجته في لبنان والمنطقة. فضلاً عن أنه كيف يُمكن للعرب أن يطالبوا الدولة اللّبنانية بالإبتعاد عن سياسات "حزب الله" في المنطقة وتحجيمها، فيما هم، لم يُقدِموا على دعم الشرعية اللّبنانية عبر إنجاح قمّة بيروت، وهو كان ليكون الرسالة الأبلغ الى "الحزب" و"الثنائية الشيعية" وفريق "8 آذار" كلّه؟

يتركون "الحالة المُمَانِعَة"
 أشار مصدر سياسي الى أنه "لا يُمكن إلزام رؤساء الدول العربية بالحضور الى لبنان، فيما يوجد لدينا من يهدّد ويلوّح بالخلل الأمني. كما أن العرب ينظرون الى الوضع السياسي المتفسّخ في لبنان في ظلّ عدم قدرة على تشكيل حكومة جديدة، واقتتال في ما بين القوى السياسية".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "رغم ذلك، ترك العرب للبنان الذي بدا بوضوح من خلال مستوى التمثيل الرسمي المنخفض في قمة بيروت التنموية، هو خطأ حقيقي. ففي حين أن طرفاً لبنانياً يبدو ممسكاً بالساحة اللّبنانية ومتحكّماً بها، كان يتوجّب على الزعماء العرب أن يقوموا بهجوم مضاد والقدوم الى بيروت لإرسال إشارة بأنهم ليسوا متخلّين عن لبنان بسهولة، وهو ما كان ليُفهَم في شكل حتمي لو أن مستوى التمثيل في قمة بيروت كان بمستوى أعلى. كما أن ذلك كان سيُظهِر وجود "حميمية" أكبر بين لبنان والدول العربية".

 وأضاف المصدر:"مستوى التمثيل المنخفض أظهر عدم وجود تضامن عربي كبير معنا، وأن الدول العربية تحاسب كل اللبنانيين على تصرف جزء من الحالة السياسية اللّبنانية، وهو تحديداً الجزء الذي يمتلك السلاح والذي يمكنه أن يفرض ارادته. وهو ما يعني أن العرب يتركون "الحالة المُمَانِعة" في لبنان على حالها بدلاً من الدّفع باتّجاه عدم التأقلم معها".

"اخبار اليوم"
 

  • شارك الخبر