hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - غاصب المختار

كيف يتجاوز لبنان الاشتباك الأميركي ? الإيراني؟

الخميس ١٧ كانون الثاني ٢٠١٩ - 05:52

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انقضت أزمة القمة العربية الاقتصادية التنموية بأقل الخسائر الممكنة سياسياً، مع انتهاء مسألتَي تمثيل سوريا وليبيا فيها، بعدم إمكانية دعوة الأولى لحضورها، واعتذار الثانية عن الحضور للأسباب التي باتت معروفة، لكن التداعيات والذيول لا زالت قائمة لجهة ما تركته من ندوب إضافية في العلاقة بين الرئاستين الأولى والثانية، يجري العمل على معالجتها عبر حركة "منسّق العلاقات" بين الرئاستين نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، الذي تحرّك فوراً لإخماد النيران وإزالة آثارها.
لكن بقيت في واجهة الأزمات أزمة تعثّر تشكيل الحكومة، والتي تفاقمت مع ما تسرّب عن الموقف الأميركي حيال الحكومة وتمثيل "حزب الله" فيها حسب الموقف الأميركي المعلن ودعوته لتفعيل حكومة تصريف الأعمال، ما أوحى بعدم رضى الإدارة الأميركية عن مشاركة الحزب فيها ودعوة للتريّث بتشكيل الحكومة الجديدة لحين توافر معطيات تسمح "بتقليص نفوذ الحزب وإيران في لبنان" وهو ما يسعى إليه الجانب الأميركي.
وقد فاقم مشكلة تشكيل الحكومة الاشتباك الأميركي – الإيراني المباشر على الأرض اللبنانية، حيث اعتبر متابعون لزيارة الموفد الأميركي ديفيد هيل، أن ردّ السفارة الإيرانية على مواقفه في بيروت، دليل على اشتداد "الكباش" السياسي بين الطرفين وانتقاله إلى أرض لبنان، ما يوحي بتوتّرات إضافية إن لم يجرِ لجم هذا الاشتباك. وقد رفضت مصادر في السفارة الإيرانية في بيروت التعليق على هذا الموضوع إعلامياً وقالت إنه بحاجة إلى معالجة هادئة لأنها تكون أفضل للبنان.
وهنا يطُرح السؤال: كيف سيتلافى لبنان تأثيرات هذا الاشتباك السياسي الكبير بين الطرفين الأميركي و(حلفاؤه العرب) من جهة والإيراني – السوري من جهة ثانية، ومنع تأثيراته السلبية على لبنان، ولكل منهما
حلفاء وأصدقاء في لبنان يتربّعون على كراسي السلطة التشريعية والتنفيذية؟
ثمّة من يرى أن لبنان وحده لا يستطيع أن يعالج الصراع الإقليمي والدولي خارج أرضه وعليها، بل هو يحتاج فعلاً إلى "تفهّم" الأطراف المتصارعة بأنّ وضعه لا يحتمل أي صراع نظراً لتعقيدات الوضع السياسي اللبناني وتركيبة لبنان السياسية "الفريدة" في المنطقة، ولكلّ التناقضات والخلافات التي يختزنها، خاصة مع وجود الاحتلال الإسرائيلي كعامل مساعد على زيادة التوتّر عبر التصعيد الميداني عند الحدود والتهديدات اليوميّة للبنان.
ولكن يبدو من مواقف الطرفين الأميركي والإيراني والتي عبّر عنها بيانا السفارتين في بيروت، أنهما مستمران بالمواجهة السياسية إلى النهاية وعلى أي أرض يتواجدان فيها من العراق إلى لبنان مروراً بسوريا، لذلك سيبقى تعطيل الحلول السياسية قائما في هذه الدول الثلاث، لكن ما يهمّنا في لبنان أولاً هو تعطيل الألغام أمام تشكيل الحكومة وهي باتت خارجية أكثر منها داخلية.
من هذا الواقع، يرى وزير بارز مخضرم من خصوم إيران وسوريا، أن الحلّ للخروج من هذه الأزمة والاشتباك يكون بخروج الأطراف اللبنانية من حافة الانزلاق إلى الوقوع تحت تأثيرات الخلافات الإقليمية، ووعي ضرورة الاهتمام بمعالجة مشكلاتنا الداخلية وأولها تشكيل الحكومة والاتفاق على برنامجها وطريقة عملها الآني والبعيد المدى، وإلا سيبقى الوضع اللبناني معلّقاً على حافة الانفجار أو في أحسن الحالات معلّقاً على حافة الجمود التي يُمكن أن تطول إلى ما بعد القمة العربية العادية في تونس أواخر شهر آذار المقبل، فهل يحتمل لبنان إطالة أزماته إلى هذا الوقت بينما النزف السياسي والاقتصادي والمالي مستمرّ بدفق كبير وقد يسبّب كارثة للكيان اللبناني بكلّ ما ومن فيه.

  • شارك الخبر