hit counter script

ليبانون فايلز - مجتمع مدني وثقافة مجتمع مدني وثقافة

لجنة عدالة وسلام تكرّم في بكركي قضيّة المفقودين

الأحد ٦ كانون الثاني ٢٠١٩ - 17:45

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أقامت اللجنة الأسقفية عدالة وسلام برئاسة سيادة المطران شكرلله نبيل الحاج والمنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، قداس السلام على نية المفقودين، وذلك من ضمن قدّاس الغطاس الذي احتفل به اليوم الأحد صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي وعاونه فيه المطرانان الحاج وسمير مظلوم. وجاءت المناسبة تضامنا مع قداسة البابا فرنسيس ورسالته في اليوم العالمي للسلام بعنوان "السياسة الصالحة في خدمة السلام".
وقد رأت اللجنة الأسقفية عدالة وسلام أن تكرّم هذا العام السياسيين الذين ينسجمون مع رسالة البابا لهذه السنة، وعملوا ويعملون في خدمة السلام، خصوصاً من أجل إصدار القانون المتّصل بالمفقودين، وتكريم الرموز المناضلين من أجل هذه القضية المحقّة.
وفي كلمة التقديم قالت المسؤولة الإعلامية في لجنة عدالة وسلام السيدة سوزي الحاج: "لو بدأنا منذ أربعين عاماً جمع دموع الأمهات والبنات والأخوات الصارخة نهاراً، ودموع الآباء والأبناء والأخوة الصامتة ليلاً، لكان طوفان الدموع غمر الأرض التي امتلأت ظلماً".
أضافت: "إنها دموع وطن وشعب على قضية مقدّسة، قضية المفقودين والمخفيين قسراً".
وبدأ توزيع الدروع، وكانت الدرع الأولى لروح الراحل غازي عاد رئيس لجنة المعتقلين والمنفيين اللبنانيين. كثيرون طالبوا بأن يطلق على قانون المفقودين اسم "قانون غازي عاد". كيف لا وهو الذي ناضل مع رفيقاته ورفاقه في العذاب من أجل كشف مصائر المفقودين. لو سألتهم عنه لأجابوا: "غازي محبّ، ذكي، كريم، صاحب ذاكرة قوية، مثقف ومنفتح".
كان غازي عاد مهندساً، صاحب ماجشتير في العلوم البحرية، غاص في بحر عذاب الناس، خصوصا بعدما سبب له حادث سيارة شللاً رباعياً. فصار سجين الكرسي، يدافع من زنزانته النقالة عن حقوق المعتقلين في السجون الغريبة عن الإنسانية.
أسس جمعية "سوليد" وشارك في مؤتمرات عالمية من الأمم المتحدة إلى البرلمان الأوروبي.
لم يستسلم غازي عاد للإعاقة، بل لمشيئة ربّه التي هذ الخدمة المجانية التي هي بذل الذات.
هكذا أضناه التعب الجسدي والإرهاق النفسي إلى أن أسلم الروح عام 2016، فأزهرت روحه قانوناً يعلَّق وساماً على صدر إبن الدليبة – العربانية غازي عاد.

أما الدرع الثانية فقُدّمت للسيدة وداد حلواني رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان.
خُطف زوجها عدنان من منزله في العام 1982 تاركاً ابنيه غسّان (ثلاث سنوات) وزياد (ست سنوات).
كان أستاذ تعليم ثانوي في التاريخ والجغرافيا وناشطاً مدنياً بارزاً من أجل السلام.
بدأت زوجته وداد، أستاذة التعليم اثانوي، نضالها من أجل القانون. تقول: "كلّفنا القانون 36 سنة من القهر والنوم في الشوارع". وحين كان المسؤولون يرددون لها عبارة "في كتير متلك"، قررت أن تدافع أيضاً عن حقوق هؤلاء وعذاباتهم مثل حقوق نايفة نجار التي انتحرت بعدما انتظرت تسعة أشهر ابنها الذي خُطف في سن 13 عاماً.
كما أنتجت وداد حلواني فيلماً وثائقيا يختصر وجع أوديت سالم الملقبة بـ "عميدة خيمة الاعتصام". وقد صدمتها سيارة وهي تجتاز الطريق إلى الخيمة التي ما زالت تنتظر عودة ابنها وابنتها وعودة عدنان حلواني.
أما الدرع الثالثة فكانت للسيدة صونيا عيد، رئيسة لجنة أهالي المعتقلين في السجون السورية. ففي الصباح الباكر من يوم السبت 13 تشرين الأول 1990 غادر الجندي في الجيش جهاد عيد ابن العشرين ربيعاً منزله، مندفعاً بشرفه وتضحيته ووفائه إلى الجبهة حيث خلّص 35 من رفاقه العسكريين الذين كانوا محتجزين، فكان جزاؤه الخطف...
تقول صونيا: "شعور لا يوصَف! كابوس نعيشه كلنا خاصة في فترة الأعياد مع شقيقته وشقيقيه".
سافرت صونيا إلى بلدان عدة وشاركت مع غازي عاد في مؤتمرات حقوق الإنسان، ويبقى الأهم عندها، هي إبنة أخوية سيدة البشارة، أنها تقدّم القداديس والصلوات على نية جهاد، علّ سيدة البشارة تبشّرها بعودة الحبيب الغالي.

ميشال موسى وغسان مخيبر
في اليوم العالمي للسلام، كان البابا قد وجّه نداءه إلى أهل السياسة للتحلي بالصدق وأسمى معاني المحبة. طوبى لكل سياسي يعمل على تحقيق الوحدة، ويصرّ على أن يبدّي الخبر على مصالحه الشخصية. ومن أكثر منهما تنطبق عليه هذه الطوبيات: النائب الدكتور ميشال موسى والنائب الاسبق الأستاذ غسان مخيبر.
الدرع الرابعة قدّمت إلى النائب موسى رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية الذي يثابر ويجهد في الدفاع عن حقوق الإنسان، من تطبيق قانون دمج المعوّقين، مروراً بمناقشة موضوع السجون ومتابعة تنفيذ قانون العنف الأسري، إلى إقرار قانون المفقودين.
نضال طويل في مسيرته المعطاء، يرافقه منذ أن اختار الخدمة في مجال الطب. ومن حضن بلدته الحبيبة مغدوشة إلى وطنه الحبيب لبنان، يكدّ لإحقاق الحق.
منذ تولّيه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ثم وزارة البيئة، ساهم في مشاريع وطنية وفي إقرار تشريعات واستصدار مراسيم...
يقول الدكتور ميشال موسى: إذا لم تتحقق العدالة في قضية المفقودين فإننا لن نستطيع أن نطوي صفحة الحرب.

اختتم احتفال التكريم بالدرع التي قُدّمت إلى النائب السابق الأستاذ غسان مخيبر الذي ناضل بكل ما أوتي من قوّة وحكمة ونعمة، جنباً إلى جنب مع أهالي المفقودين والمخطوفين والمنفيين.
خارج المجلس النيابي أو داخله، ما من قانون أو مشروع في مجال الحقوق المدنية أو الكرامة الإنسانية إلا يحمل بصماته. وكأني بالأستاذ غسان مخيبر منذور منذ أبصر النور للدفاع عن الحقوق والحريات.
ترأس وأسس في هذا المجال لجاناً لا تعدّ ولا تحصى. همّه الغائب كما الحاضر. يعزّي كل أم محزونة على ولدها المفقود، مثل أم بشارة طانيوس الرومية الذي خُطف على حاجز عام 1978 وكان عمره 16 عاماً.
ويبقى الهمّ الأكبر لغسان مخيبر أن يؤسس لمجتمع مدني يحافظ على كرامة اإنسان في أسمى تجلياتها. هكذا أسس مع زوجته الفاضلة السيدة مارينا "الجمعية اللبنانية لتطوير الموسيقى الأوركسترالية". إنه من دون منازع المربّي الصالح لأجيال السلام.

  • شارك الخبر