hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

الحريري "متفرّج" في حرب الحلفاء.. هل تكون الحكومة "عيديّة بعد العيد"؟

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فجأة انتقل سعد الحريري إلى موقع المتفرّجين على ما يحصل حكومياً بعد جولات عنيفة من الاشتباك على محور التأليف. لم يعد الرئيس المكلّف راغباً في بذل أي جهد استثنائي، فمعركة الحكومة استنزفت الحريري ولم يعد هو نفسه الرجل الذي خاض مواجهة قاسية مع اللقاء التشاوري وصعّد ضدّ استقبالهم ورفض تمثليهم معتبراً الأمر انتحاراً سياسياً له.
ليس الأمر استسلاماً أو تنازلاً لكنّ موضوع التأليف وفق أوساط قريبة من "المستقبل" توسّع وصار أكبر من الرئيس سعد الحريري ومن "البلد" كلّه، وانتقل الصراع إلى الضفّة الأخرى، وآخر ما كان يتوقّعه سعد الحريري أن يتأجل إعلان حكومته مرتين وأن يقع الخلاف بين حزب الله والتيار ورئاسة الجمهورية عشية ولادة الحكومة وأن تقوم الجيوش الالكترونية بين حزب الله وميرنا الشالوحي بقصف تفاهم مار مخايل وتعريضه للاهتزاز بشكل غير مسبوق بين الحليفين.
انسحب الحريري من "جولة القصف" المتبادل لكنه لم يُطفىء محرّكاته الحكومية بالكامل بل وضعها في حالة الانتظار إلى أن تمرّ العاصفة بين حزب الله والتيار وما ستُسفر عنه لقاءات وسيط المبادرة اللواء عباس إبراهيم.
لجوء رئيس تيار المستقبل إلى الصمت اقترن بتعميم من سعد الحريري بالتزام التهدئة على مناصريه وقياداته السياسية فالمشكلة بين المستقبل وحزب الله واللقاء التشاوري والتيار تحوّلت إلى صراع "تكسير رؤوس" ولم يعد معروفاً رأس من سينكسر في الخلاف الحكومي، هل يتراجع حزب الله أم التيار، وماذا سيكون موقف بعبدا وأي تسوية جديدة تحملها مبادرة عباس إبراهيم.
صمت الحريري كما يقول العارفون أيضاً كان كي لا يُتهم مرة أخرى بأنه المعطّل بعدما لاح في الأفق تبادل اتهام بين فريقي الضاحية وبعبدا وميرنا الشالوحي وصار الحريري خارج إطار الخلاف إلى حدّ ما.
التحرّك الأخير للرئيس المكلّف على خط التأليف قبل الجمود كان في اتجاه عين التينة، اللقاء جرى تحميله الكثير من عتب رئيس المجلس نبيه بري على الحريري وتركّز على تركه باسيل يتصرّف على النحو الذي يريد وعتب آخر على عدم التعاطي بمهام التأليف المنوط به كمهمة دستورية قبل أن تبادر عين التينة إلى نفي التسريب .
كان واضحاً مؤخراً أن الحريري انتقل لانتظار نتائج اتصالات اللواء إبراهيم الذي ألغى سفره من أجل استكمال المشاورات التي كانت لا تزال عالقة بين حزب الله الذي ثبّت الخط الأحمر في مسألة الوزير السنّي من حصّة اللقاء التشاوري فيما لم يبرز أي استعداد من قِبل التيار الوطني الحر يوحي بالتنازل عن ضمّ الوزير السنّي إلى حصة تكتل لبنان القوي.
وحده القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش خرق صمت المستقبل في اليومين الأخيرين مشيرا بالإصبع إلى خلاف التيار وحزب الله بأن الأخير لا يقبل أن يعطي التيار 11 وزيراً ، مضيفاً أن الحريري لن يقبل بالاعتذار عن تشكيل الحكومة بسبب تداعيات الاعتذار الذي قد يُسبّب تداعيات وهناك خيوط عنكبوت بين الاعتذار وانهيار الوضع المالي.
في هذا الصمت ثمّة من يقرأ حكمة لدى الرئيس المكلّف الذي يقرأ في فنجان صراع المحاور والذي بات مدركاً أن تشكيل حكومته رهين الأحداث السياسية والصراع في المنطقة وهو يعلو ويهبط عند كل منعطف إقليمي، لكنّ ثمّة من ينقل أجواء تفاؤلية من بيت الوسط لولادة حكومية "عيدية" ما بعد رأس السنة، وثمّة من يتحدّث عن دفتر شروط جديدة وعن "طرح" لحلّ وسط بأن يكون الوزير السنّي من دون صوت في مجلس الوزراء وليس محسوباً على أحد من اللقاء التشاوري أو من جهة تكتل لبنان القوي لكن السؤال يبقى حول دستورية هذه الخطوة. في هذا كلّه ثمة من يرى أن الرئيس سعد الحريري لن يخطو أي خطوة أو يُعلن هذه المرّة عن ولادة الحكومة إلا عندما يتأكد أن الولادة اقتربت من النهاية السعيدة والأرجح أن الحكومة ستكون "عيدية" ولكن بعد العيد.
 

  • شارك الخبر