hit counter script

خاص - كلوفيس الشويفاتي

الحرب جاهزة.. أبعدوا مجنون الرصاصة الاولى!؟

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 04:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كثيرة هي المؤشرات والأحداث الأمنية التي تُثير القلق والخوف على الأراضي اللبنانية وتتنقل من منطقة إلى أخرى وتتحرّك بإيعاز من هذه الجهة أو تلك. ولا يحتاج المراقب جهدأ كبيراً لمتابعتها وإحصائها وتبيان بعض خلفياتها.

فما جرى في حيّ الشراونة مؤخراً يترك انطباعاً مؤكداً أن هناك مجموعات مسلّحة
خارجة على القانون لا يعلم أحد متى تتحرّك وبإيعاز ما لتهدّد السلم الوطني والاستقرار الأمني.
في الجاهلية قبلها كادت تندلع حرب على خلفية مذكرة توقيف أو جلب أو استحضار حيث أن مجموعة مسلّحة تأخذ صفة مرافقين أو حرس شخصي أطلقت وفق مصادر أمنية نحو 5000 رصاصة في غضون ساعة تقريباً.
وغير الجاهلية والجنوب والشراونة ثمّة بؤر على الأراضي اللبنانية وفي المخيمات الفلسطينية وآخر مفاعيلها كانت أحداث المية ومية... وفي الشمال لم ينسَ أحد بعد جولات القتال المتلاحقة في مدينة طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة، وقادة المحاور جاهزون وحاضرون لإشعالها غبّ الطلب.
في كلّ مناطق لبنان تنتشر مربعات أمنية خارجة على الشرعية وتشكّل جزراً عاصية، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، وكلّها تحوي عصابات مسلّحة أو مشاريع ميليشيات بعناصر مدرّبة يدها دائماً على الزناد ومتحفّزة لإشعال قتال فحرب عندما يأتيها أمر إطلاق الرصاصة الأولى.. ولا يهمّ من يكون العدو المُفترض.
ففي العاصمة بيروت مثلاً تشهد طرقات رئيسية وعامّة بين الفينة والأخرى تظاهرات احتجاجية ضدّ انتقاد هذا الزعيم أو ذاك، وتتمظهر بحرق دواليب وظهور مسلّح وعراضات دراجات ناريّة ينتظر سائقوها إشارة ليحرقوا الأرض ويعيثوا فيها باروداً وناراً .
فهذا الزعيم أيقونة وذاك كإمراة قيصر وهذا لا يُمكن أن يوجّه إليه نقد ولو على صفحات التواصل التي لا يُمكن ضبطها ولا يُعرف مصدرها ومُشغّلها.
وماذا عن إدعاء إسرائيل ظهور أنفاق في الجنوب وما رافق ذلك من توّتر وخوف من أن يؤدّي المشهد القديم المتجدّد إلى مواجهة فحرب لا يُمكن أن يُقدّر أحد امتداداتها وتداعياتها.
ويبقى أن الجميع تقريباً يتوجّسون من سلاح حزب الله ويريدون حلاً شرعياً له وأن يكون بيد الجيش والقوى الشرعية فقط، وكذلك قرار الحرب والسلم بيد الدولة حصراً.
هذه صورة لواقع أمني وعسكري موجود في لبنان من دون زيادة أو مغالاة، وشعور الناس وإحساسهم بما ورد سابقاً غالباً ما يكون معلناً ويعبّرون صراحة عن قلقهم وخوفهم. لقد أسرّ لي أحد اصدقائي المخضرمين الذين خاضوا حرب لبنان وعايشوا تطوّراتها وأصيبوا فيها جسدياً ومعنوياً قائلاً: "الحرب قائمة ولكنها تنتظر مجنوناً يُطلق الرصاصة الأولى."
حتى الساعة ما زلنا نحمد الله أن الجميع مترددون وخائفون لأن لا قرار كبيراً بإشعال الحرب في لبنان، ولا يوجد دولة كبرى أو صغرى حتى الساعة تدعم فريقاً أو زعيماً وتشجّعه على إشعال شرارة فتنة نائمة وكامنة.
ورغم أني لا أريد أن أصدق صديقي المجرّب بحسّه وحدسه بأن الحرب قائمة، فلبنان قد يتحوّل سريعاً وقوداً لتصفية حسابات كبيرة في الإقليم وخارجه ومسرح عنف لمن يتناتشون المصالح والمكاسب فوق أرضه الهشّة.
فحذار المجانين لكي لا نعود للرقص على الصفيح الساخن كالمجانين، وليبعد الله عنا مجنون الرصاصة الأولى.

  • شارك الخبر