hit counter script

الحدث - كريم حسامي

الانسحاب من سوريا نقطة الانطلاق للمخطط الكبير

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

العام 2019 سيكون عاماً مليئاً بالأحداث الخطيرة جداً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً في الشرق الأوسط والعالم، حيث يشكّل إعلان "الانسحاب" الأميركي من سوريا نقطة انطلاقه الرسمية.
وكعادته، عندما يُعلن الأميركي أي خطوة كبيرة أو صغيرة تكون مدروسة بعمق ومسبقاً لتهيئة الأجواء للأحداث الآتية التي تكون عادة ضخمة ومخطط لها منذ زمن، فكما قال الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت عام 1935 قبل أربعة سنوات من الحرب العالمية الثانية: "في السياسة، لا شيء يحدث بالخطأ. إذا حدث شيء، يمكنك أن تراهن أنه تمّ التخطيط له بهذه الطريقة"، وهذا ما يحدث عبر تسلسل أحداث تكون مترابطة للمرء وأحياناً كثيرة غير مترابطة وتكون دائماً وأبداً لمصلحة إسرائيل.
استناداً إلى هذا القول، يُمكن قراءة التطورات المتسارعة جداً في الشرق الأوسط من سوريا إلى إيران قبل الانسحاب الأميركي وتحديداً بعده، حيث أنه من الآن وصاعداً سيكون هذا القرار الفتيل الذي سيُطلق شرارة أحداث كبيرة ستحصل في المنطقة.


ماذا وراء الكواليس؟
هناك حدثان يجب ربطهما لفَهم خلفيّات الأمور والعقلية الأميركية خصوصاً أن الهدف الأول والأخير لكل تصريح وحدث وحملات سيكون إيران.
أولاً بعد استقالة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس (انتظار البديل الذي ستحدّد هويته مستقبل الأمور ويكون مدعوماً من المنظمات الصهيونية)، أشار وزير الخارجية مايك بومبيو إلى "أن الشرق الأوسط مكان ينبع فيه الإرهاب. علينا أن نتأكد من أننا نفعل كلّ ما في وسعنا لمنع الإرهاب من الوصول إلى وطننا، من مهاجمة الأميركيين بالتأكيد في أميركا، وكذلك الأميركيين الذين يسافرون حول العالم". ثم حدّد حقيقة الأمر: "لقد شاهدنا إيران وهي تصبح أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم من تلك المنطقة". وقد بدأت هذه الإدارة حملة ضخمة للضغط على إيران لوقف هذا الإرهاب"، ما يؤكّد أن الإرهاب انتقل من داعش إلى إيران.
فيما نُشر النظام الإسرائيلي المضاد للـ "درونز" في مطار "غاتويك"، لوقف التعطيل الناجم عن الطائرات بدون طيار التي أجبرت على إلغاء 1400 رحلة في 36 ساعة..
لذلك، تصريح بومبيو توازياً مع هذا التطوّر هو مؤشر خطير على ما قد يحصل في هذا المجال، أي هل يوحي بومبيو بإمكان حصول هجوم في أحد مطارات العالم تستهدف الأميركيين المسافرين تُتّهم فيه جهة لها علاقة بالحدث (مثلا "داعش" أو إيران) تمهيداً لعمل ما؟
يكون هذ الحدث شبيه بـ11 أيلول وبضخامته يحصل بعد مدّة زمنية من ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية واجتماعية وتقسيمية كبيرة للرأي العام، حيث يكون الحدث صدمة تُقنع هذا الرأي بصوابية محاربة الدولة أو الجهة المعنية..
الشرق الأوسط والعالم
وفي السياق، جاء قرار "الانسحاب" توازياً مع اشتداد الضغوط بنحو كبير جداً على سوريا والعراق واليمن وفلسطين على أنها أصبحت تحت السيطرة الإيرانية المُطلقة التي حصلت بمباركتهم، ليأتي لاحقاً دورهم لمحاربة هذه السيطرة بعدما أفسح الأميركي الطريق للإسرائيلي وغيره، عبر الانسحاب وترك الساحة لـ"الآخرين للقتال" والتصرّف عسكرياً وبسط سيطرتهم توازياً مع ظهور "داعش" مجدداً وبنحو أكثر خطورة مما كان سابقاً فضلاً عن دخول حاملة الطائرات الأميركية مياه الخليج لأول مرّة منذ 11 أيلول حيث جرت مواجهة "سلمية صورية مفتعلة" مع الحرس الثوري على الرغم من كل الحَقن الإعلامي بينهم، تبع ذلك تصريح غريب لوزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف حيث قال للمرة الأولى : "إيران لم تُعلن أبداً أنها تريد تدمير إسرائيل"، ما يؤشّر إلى مرحلة أمنية خطيرة تحت حجّة محاربة إيران بعدما تمّ التخويف منها دعائياً".
ملخّص ما يخطَط له : أصبح دور إسرائيل السعي لتنفيذ آخر خطواتها في الشرق الأوسط عبر الهجوم على إيران كمقدّمة للسيطرة على كل الشرق الأوسط، وبنتيجة ذلك تتم تصفية القضية الفلسطينية للمرّة الأخيرة وإعلان "دولة إسرائيل الكبرى" قبل فوات الأوان، فهل تنجح؟ أم يحاولون تحقيق هذا الهدف بأساليب أخرى؟
وسط هذه التطورات، عاد التوتر الأمني إلى أوروبا بين التحضير للانسحاب الأميركي من معاهدة الصواريخ وتهديد الرئيس الروسي بتوجيه صواريخه نحو أوروبا إذا نشرت أميركا صواريخها في أوروبا وتحذيره من التقليل من احتمال نشوب حرب نووية.


أزمة مالية
أما اقتصادياً، فكل المؤشرات تدلّ على اقتراب العالم من أزمة اقتصادية كبرى أسوأ من أزمة الـ 2008 تحصل بنفس الطريقة، أي بإجراءات مترابطة متكاملة العناصر عبر رفع الاحتياطي الأميركي الفائدة مرتين في العام 2018 والثالثة بداية العام المقبل، وتخبّط وتراجع أسواق العالم وتراجع أسعار النفط، فضلاً عن رفع الفائدة في معظم الدول الخليجية، في وقت حذّر البنك الدولي من أن "العالم ليس في انتظار عاصفة مالية فقط، بل يستعدّ لاستقبالها".
فما الذي سيُطلق شرارة الانهيار المالي؟ وهل سيكون الانهيار قبل الأحداث الأمنية أم يُؤسّس لها؟
 

  • شارك الخبر