hit counter script
شريط الأحداث

خاص - عادل نخلة

ميلاد 2018، وأمل مسيحيي لبنان والشرق

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 حلّ الميلاد هذه السنة وسط مرارة لبنانية بعد الفشل بتأليف حكومة تمنّوا أن تكون بداية حقيقية لإنقاذ الوضع ومنع هيكل الدولة من الانهيار.

يحتفل المسيحيون اليوم بولادة المخلّص، وتعمّ القداديس كلّ المناطق المسيحية إضافة إلى بلدان الشرق الأوسط.
ولا بدّ في هذه المناسبة من إستذكار الواقع المسيحي الشرق - أوسطي، إذ لم تعد تسري مقولة "إذا كان مسيحيو لبنان بخير فمسيحيو الشرق بألف خير".
ولا يُمكن إسقاط الواقع المسيحي في لبنان على واقعهم في المنطقة، إذ أن كلّ الظروف والحسابات متغيّرة، لأن مسيحيي لبنان شركاء حقيقيون في الحكم والسلطة، فلديهم رئيس جمهورية وقائد جيش وحاكم مصرف لبنان، كما إنهم شركاء في نصف مجلس الوزراء والنواب وإدارات الدولة.
ويُضاف إلى كل ذلك، أن الواقع الديموغرافي في لبنان مغاير تماماً لواقع مسيحيي الشرق، فعلى رغم موجات الهجرة والتهجير وبيع الأراضي، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون ببقعة جغرافية تضمن وجودهم وبقاءهم.
ووسط أجواء الفرح بولادة المخلّص في الأراضي المقدّسة، إلا أن العيد غير مُكتمل خصوصاً أن معظم الدول العربية المقاطعة لإسرائيل وعلى رأسها لبنان محرومة من زيارة الأرض التي ولد فيها السيّد المسيح، كما أن القرار السياسي الأميركي الكبير بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل صعّب المهمّة وباتت مستحيلة في وقتنا هذا، كما أنّ أعداد المسيحيين إلى تناقص كبير في القدس والضفة الغربية، وهذا الأمر يدعو إلى دقّ ناقوس الخطر خصوصاً أن الأرض التي ولد فيها المسيح ستصبح فارغة من مسيحييها.
وبالانتقال إلى العراق، فإن الميلاد يُطلّ حزيناً هذا العام على رغم هزيمة "داعش" واندحارها، فلا يستطيع أحد أن يُخفي آثار موجات التهجير التي انطلقت منذ عام 2004، كذلك لا يُمكن فصل الواقع المسيحي العراقي عن الواقع العراقي ككل، فهذا البلد عانى الأمريّن، ولا يُمكن التفكير ببقاء المسيحيين فيه وصمودهم من دون معالجة مشاكله السياسية والأمنية.
أما في سوريا، فإن الجسم المسيحي عانى ما عاناه نتيجة الحروب التي حصلت، لكنه دفع ثمناً أقل من مسيحيي العراق والأراضي المقدّسة نتيجة عوامل عدّة، في حين أن أقباط مصر يناضلون من أجل إبعاد شبح الإرهاب عنهم.
أما في لبنان، فيُطلّ ميلاد هذه السنة، والمسيحيون أتمّوا معظم مصالحاتهم الكبرى، "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" تصالحوا منذ مدّة طويلة، وكان ختام آخر الجروح النازفة في بكركي في تشرين الماضي مع مصالحة رئيس حزب "القوات" الدكتور سمير جعجع برئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.
وبعد كلّ تلك المصالحات والأحداث، فإن عيديّة المسيحيين واللبنانيين جميعاً تكون بإنقاذ بلدهم وتقوية أسس الدولة، لأن الضمانة الوحيدة لبقائهم هي الدولة، خصوصاً أن كلّ المشاريع الطائفية الخاصة أثبتت فشلها.
وبما أن المسيحيين عادوا إلى الشراكة الحقيقية فإن المسؤولية الملقاة على عاتقهم كبيرة، من هنا فإن الرهان هو على تخليص الدولة من أزماتها، وهذا رهان كلّ لبناني.


 

  • شارك الخبر