hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

حرب باردة بين الحليفين.. على الثلث المعطّل

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تنفع المحاولات التي بُذلت على أكثر من مستوى في إخفاء معالم الخلاف الذي وقع بين حزب الله والتيار الوطني الحر، فحرب البيانات والمصادر كشفت المستور، وما تستّر عنه حزب الله باعتبار أي كلام لا يصدر بالمباشرعنه لا يمثّل الحزب فضحه الهجوم الذي شنّه نوّاب ووزراء 8 آذار على الوزير جبران باسيل وإلقاء تهمة تعطيل الحكومة عليه.
إلتزم حزب الله التهدئة اللفظية ليبقّ حلفاؤه في 8 آذار البحصة، فالعقدة الحكومية تحوّلت إلى عقدة باسيلية ورئيس التيار إنقض على الاتفاق الشفهي مع اللواء عباس إبراهيم بمحاولة سحب الوزير السنّي إلى تكتل لبنان القوي وإعادة توزيع الحقائب في الحكومة من أجل الحصول على الثلث الضامن .
في قناعة أوساط 8 آذار أن رئيس التيار جبران باسيل حاول أن يمارس عملية التذاكي على اللقاء التشاوري وعلى حزب الله للحصول على الثلث المعطّل، والسؤال لماذا يريد باسيل الثلث الضامن إذا كان يعتبر حزب الله حليفاً؟
الردّ من حزب الله كان واضحاً "الرسالة وصلت"، وحزب الله لنُ يعطي باسيل هذا الامتياز لأنه يريد تمثيل حلفائه الذين خاضوا الانتخابات النيابية إلى جانبه، وأن الوزير السني السادس لن يكون إلا ممثل اللقاء التشاوري في مجلس الوزراء. وعند هذا الحدّ انفجر الخلاف ممّا اضطر التيار إلى التصعيد في وجه الاتهامات بالتعطيل واستنفر تكتّله النيابي والوزاري للردّ على الاتهامات، "هل يُمكن للتيار أن يعطّل نفسه وأن يكون السبب في شلّ العهد؟ تسأل أوساط في التيار، فالرئاسة الأولى والتيار أكبر المتضررَين من عرقلة التأليف وهذا ما ثبُت في عملية التجييش والتظاهر التي انطلقت في الشارع ضدّ العهد .
لا يُخفي العونيون أن هناك قطبة مخفية في ما حصل، فالاتفاق واضح في ما عُرف بالمبادرة الرئاسية التي جرت برعاية اللواء إبراهيم، على أن يكون الوزير السنيّ من حصّة رئيس الجمهورية فلماذا تغيّرت ومن يكون الذي انقلب على التفاهمات؟ بالنسبة إلى الفريق البرتقالي فإن عملية توزيع الحقائب التي طرحها باسيل كانت في سياق المفاوضات الحكومية لترتيب وضع بعض الحقائب ليس أكثر.
بين الاتهام والاتهام المضادّ تراجعت عملية التأليف وبرز في الشكل أن هناك ثلاثة عقد عالقة، هي التوزير الماروني الذي طرحه التيار وإصرار حزب الله على أن يكون الوزير السنّي من حصّة اللقاء التشاوري ومطالبة التيار بوزارة البيئة، أمّا في المضمون فتبيّن أن هناك حرباً باردة بين الحليفَين في تفاهم مار مخايل نشأت قبل فترة تحت عنوان الثلث المعطل، وهي أزمة بشقَين تتمثّل بعدم رغبة واضحة لدى حزب الله بإعطاء التيار والرئاسة الثلث في مجلس الوزراء، وأزمة ثقة نتيجة تحسّس حزب الله من ملامح صفقة بين الرئيس المكلّف سعد الحريري والوزير جبران باسيل لإحياء تفاهمات سياسية قديمة وحيث تبيّن لحزب الله أن الحريري مارس دور الوسيط مع عين التينة والنائب السابق وليد جنبلاط لصالح جبران باسيل.
ثمّة من يعتبر أن حزب الله قال "كفى" لباسيل في موضوع الحكومة وهذه شروطي وأن زمن تقديم التنازلات قد ولّى إلى غير رجعة ومن اليوم بدأ العمل تحت سقف شروطنا، وأن حزب الله أوعز إلى قوى 8 آذار واللقاء التشاوري بالتصعيد وأن الأرض تحرّكت فجأة في إطار يوم السترات الصفراء التي سبّبت استياءً وانزعاجاً في قصر بعبدا فيما آثر الحريري الصمت المعبّر وأن يبقى ضمن صفوف المتفرجين في الاشتباك الأخير.
يصرّ المقرّبون من حزب الله على أن الأخير لم يستنهض مناصريه للتظاهر ولم يصدر أي بيان رسمي في موضع الاشتباك الأخير مع التيار، وبنظر مصادر في 8 آذار فإن العلاقة بين حزب الله والتيار تخضع دائماً لتموّجات واهتزازات لكن العلاقة مع رئيس الجمهورية هي في مرتبة مرتفعة جداً والصدام غير مطروح أو وارد في أجندة حزب الله مع الرئاسة الأولى.
 

  • شارك الخبر