hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - حسن سعد

الحريري دفع وباسيل أجَّل... وعض الأصابع قد يستمر

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

البحث عن، أو إنتظار، إجابات عن أسئلة من نوع: لماذا تأخّرت ولادة الحكومة الجديدة ومَن الذي أخّرَها ومَن هو "بيّ التسوية الحكوميّة" ومَن يكون صاحب السبق والفضل في طرحها؟ مضيعة للوقت وأمرٌ لا يُبدِّل في الحال شيئاً، المهم هو تقبّل ما تكرّس على أرض الواقع قُبَيل وبعد الولادة، سواءً شكّل ذلك إيجابيّة أو سلبيّة لهذا الفريق أو ذاك.
فالتسوية الحكوميّة، التي كسرت التصلّب في المواقف وأخرجت الأفرقاء من خلف متاريس المطالب والعقد، أكّدت أن هناك ما يستحق أن يُؤخذ بعين الاعتبار في أزمات مماثلة قد تكون قريبة، ومنها:
- صعوبة تجاوز التمثيل النسبي في الحكومة، بدليل عدم تمكّن الرئيس سعد الحريري من تفادي الإلتزام "الكامل" بما أفرزته نتائج الانتخابات النيابيّة من أحجام تمثيليّة داخل الطائفة السُنيّة ما فرض عليه الاعتراف بحيثيّة "اللقاء التشاوري للنوّاب السُنّة المُستقلّين" وحقّهم بمشاركته تمثيل الطائفة على مستوى السلطة التنفيذيّة قياساً إلى الأحجام التي حققها أعضاء اللقاء وغيرهم على مستوى السلطة التشريعيّة، وألزم الحريري دفع الفاتورة مرّتين من حيث يدري، وإنْ بطريقة غير مباشرة.
- حسابات "التوازنات السياسيّة والطائفيّة" في أي تشكيلة حكوميّة لها الأولويّة المطلقة وتفوق "معيار نتائج الانتخابات النيابيّة" أهميّة وتأثيراً وإلزاماً، بدليل أنّ إصرار معظم الأفرقاء، المُعلن والمُضمر، على الحؤول دون فوز الوزير جبران باسيل بإمتياز "الثلث المُعطِّل" لصالح فريق رئيس الجمهوريّة ميشال عون والتيّار الوطني الحر، أدّى بالنتيجة إلى تأجيل تحصيل مردود تعب باسيل في حياكة حجمه التمثيلي بعد جهوده في تفصيل القانون الانتخابي، ربما، إلى ما بعد الاستحقاق النيابي المُقبِل، هذا إذا جرى وفق القانون نفسه.
- عدم الجدوى من تكليف وسيط "غير محايد" عند معالجة ما قد يستجد من أزمات أيّاً كان نوعها وفي أي مجال.
أمّا أكثر ما يثير القلق على مصالح ومستقبل البلد فهو أنّ سياسة "عض الأصابع" ستحكم عمل الحكومة والعلاقة بين مكوّناتها غير المُتآلفة وستُقلص انتاجيتها الموعودة، فما عانى منه اللبنانيّون خلال "كزدورة التأليف" التي دامت سبعة أشهر قد لا يُشكّل شيئاً يستحق الذكر أمام ما سيُعانون منه خلال "رحلة الحكومة" التي قد تمتدّ لسنوات أربع وربما أكثر.
وإذا كان "الحكم استمرار"، فهل يكون "عض الأصابع" كذلك؟

  • شارك الخبر