hit counter script

أخبار إقليمية ودولية

هل تقع المواجهة الاميركية- التركية شرق الفرات؟

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 16:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بلغ الحشد التركي العسكري والاعلامي لعملية شرق الفرات أوجه في الاسابيع الماضية، وجاء إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه "بحث مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب العملية وكان رده "إيجابياً"، ليعزز فرضية وقوع المعركة. بيد أن موقف ترامب يتناقض مع عزم وزارة الدفاع الأميركية تشكيل ما يسمى "حرس حدود" من عناصر الوحدات الكردية، فضلا عن تحذير المبعوث الاميركي الى سوريا جيمس جيفري فصائل المعارضة من المشاركة في العملية التركية. من هنا تبقى العملية موضع شك، فالتصعيد التركي في شرق الفرات سبق وحدث في منبج من دون أن يؤدي الى معركة، فهدف أنقرة ليس الاصطدام بأميركا بل الحصول الى تنازلات في الشمال السوري (على جانب حصة من الثروات النفطية) تحفظ لها حدودها على غرار ما قدمته واشنطن في عفرين. أما واشنطن فترى في شرق الفرات منجم ذهب أسود كما أنه أداة للفصل بين بغداد ودمشق، وبالتالي من المستبعد أن تتخلى عنه بسهولة.

فهل الاعتراض الاميركي إعلامي فقط أم هي مستعدة لتقاسم نفوذها مع الاتراك شرق الفرات والتضحية بالاكراد؟ وهل يستطيع أردوغان أن يدخل شرق الفرات منفردا من دون موافقة أميركا ودعم روسي، ام أنه يكثّف الضغط على اميركا للتوصل الى تسوية على غرار منبج؟

المحلل العسكري اللواء الركن المتقاعد هشام جابر أشار عبر "المركزية" الى أن "التلويح التركي بعمل عسكري في الشمال ليس بجديد، ويعود الى ثلاثة أشهر مضت"، مشيرا الى أن "كلام الرئيس التركي عن إيجابية ترامب، يمكن تفسيره على أنه نوع من تهدئة، وليس ضوءاً أخضرا يسمح لأنقرة باجتياز نهر الفرات".

وقال إن "أي عمل عسكري في شرق الفرات حيث تملك أميركا قواعد عسكرية سيخلط الاوراق على كامل الساحة السورية الامر الذي لن تسمح به موسكو"، مضيفا أن "أي تحرك باتجاه الشرق سيمرّ حتما في منبج (تقع غرب الفرات)، التي عجز أردوغان عن دخولها على رغم كل التهديدات التي أطلقها في الماضي بعد أن اصطدم بورقة حمراء أميركية، وبالتالي لا إمكانية لهكذا تحرك أقله في المدى المنظور".

وأضاف أن "أميركا لن تخرج من سوريا من دون ثمن سياسي واقتصادي، وثروات شرق الفرات هي جزء من هذا الثمن. من هنا قبل أن يخرج الاميركي من سوريا، كل كلام عن عملية عسكرية تركية من دون رضى واشنطن، لن يتحقق".

وأشار الى أن "تركيا قد تلجأ الى سيناريو خطير يقوم على ربط شرق الفرات بإدلب، ففي إدلب لا يزال الاتفاق يترنح ومرشحاً للسقوط على رغم فترات السماح المتعددة التي أعطيت له، وبالتالي لا يستبعد أن تعمد أنقرة الى نقل الجماعات المسلحة المتواجدة في إدلب الى الشرق، لتجنب نفسها عملية عسكرية مباشرة ضد أميركا، ولكن هذا الامر سيخلق أزمة كبيرة، يُستبعد أن تسمح روسيا بحصولها".

ولفت الى أن "هناك ثابتة لدى الادارات الاميركية المتعاقبة بأنه في حال حُشرت واشنطن بين حليفيها التركي والكردي، فحتما ستختار الاول، وترامب لن يخسر حليفا كأردوغان لتربحه روسيا".

"المركزية"

  • شارك الخبر