hit counter script

خاص - كريم حسامي

هل يتكرّر سيناريو العراق مع إيران من البوابة اللبنانية؟

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عندما نتابع الحركة المتعلقة بإيران، أكانت سياسية أم عسكرية، يمكننا رسم صورة تُذكّرنا بماضٍ أليم لا تزال تداعياته موجودة حتى الآن في منطقتنا، لكن نأمل في الا يتكرّر.
فبعد انتهاء الحرب على تنظيم "داعش" مثلما زعم الأميركيون العام الماضي، وذلك بعدما أكدوا مراراً أن الحرب ضده ستستمر لـ 30 سنة، وانتقالهم إلى محاربة إيران وأذرعها في الشرق الأوسط، بدأت حملة سياسية وعسكرية وديبلوماسية واسعة تستهدف طهران.
ويتّضح بعد كل هذه الفترة أن "داعش" ربما وُجد لكي تتوسّع أميركا في سوريا تحت حجّة محاربته، عبر استخدام "قوات سوريا الديموقراطية" للانتشار في شمال سوريا حيث أصبح لديها قواعد عسكرية ومطارات ضخمة مع عدد كبير من الجنود. كما ان تنظيم داعش استعمل ويُستعمل كـ"القاعدة" سابقاً فزّاعة للعالم، خصوصاً في الشرق الأوسط للسيطرة عليه وبسط مخططات واشنطن ونفوذها، فتعيد إحياء التنظيم متى تشاء مثلما يحصل الآن في العراق وسوريا وفي هجوم ستراسبورغ الأخير.
لم يتمكّن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من سحب قوات بلاده من سوريا كما قال مراراً لأن الأجندة الخفيّة تُخطط لأمور أخرى، بل زاد عددها.
وفي السياق، تسلسل الأحداث التي تعتمده أميركا ضدّ كل نظام تريد إسقاطه أو تغيير ذلك بالنسبة للنظام الإيراني، عبر التالي:
- بعد فشل الأميركيين في تغيير النظام الإيراني عام 2009، أي بعد الثورة الخضراء، توصّلوا إلى اتفاق نووي معه عام 2015 حيث كذّبت طهران حينها الادعاءات الأميركية بأنها تنوي امتلاك سلاح نووي بعد زيارة مفتّشي منظمة "حظر السلاح الكيميائي". ولاحقا، انسحب ترامب من الاتفاق بهدف التوصل إلى اتفاق جديد أفضل من السابق حسب الرواية الرسمية التي تخفي هدف تغيير النظام، وفق ما قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري (في 11 أيلول الماضي).
- بدأ الضغط الاقتصادي أولا وهو الأهم في ظلّ العولمة التي نعيش فيها والنظام الاقتصادي الرأسمالي العالمي الواحد الذي تتحكّم به الإمبراطورية الأميركية الأكبر في تاريخ البشرية عبر عُملتها، ففرضت حزمة عقوبات قاسية على إيران ستشمل كل العالم، بينها أوروبا وغيرها. وأكبر دليل على أنها لن ترحم من يتخطّى العقوبات هو ما حصل مع المديرة التنفيذية لشركة "هواوي" الصينية مينج وانزو في كندا (لها أبعاد أخرى تتعلّق بالحرب الاقتصادية) ورئيس "نيسان" كارلوس غصن.
- بدأت إيران تعاني من ارتفاع البطالة والفقر والجوع، لكن طهران أكدت أن بإمكانها أن تحيا 40 سنة تحت العقوبات.
من هنا، ننتقل إلى الضغط السياسي والعسكري، خصوصاً بعد أيام فقط من اختبار إيران صاروخاً باليستياً متطوراً جداً من خلال:
- الأسلوب الأميركي القديم المعتاد لشيطنة "الأعداء" وتخويف الرأي العام منهم باستخدام مجلس الأمن لمآرب سياسية، عبر عقد جلسة الأسبوع الماضي شدد فيها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو على أن صواريخ إيران تصل إلى عواصم أوروبية بينها أثينا وصوفيا وبوخارست، فضلاً عن إعلانه بأن إيران تورّد صواريخ إلى اليمن والعراق. استدعى هذا التصريح تدخّل موسكو التي حذّرت أميركا من "شيطنة إيران وزيادة الهستيريا المناهضة لها".
- تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المسّ بالسعودية وأن استقراراها يوازي استقرار العالم فضلاً عن القول إن بلاده مستعدّة لمهاجمة إيران في أراضيها إذا كان "بقاء" الدولة العبريّة على المحك.
- الحملة نفسها لكن بصورة مصغّرة عبر الضغط السياسي والأمني والأممي والإعلامي على "حزب الله"، فلبنان في عين العاصفة.
- تأكيد وزير الخارجية الفرنسية السابق رونالد دوماس في كتابه "الاعتداءات والإصابات"، بشكل صارم أن "قنبلة إيران الذرية هي شبيهة بأسلحة الدمار الشامل التي قيل إنها بحوزة الرئيس الراحل صدام حسين، ولا أصدّق كل هذا لأن ما حصل كان تضليلاً للحقائق".
في المقابل، كيف ردّت إيران؟
- تخلّت عن الورقة اليمنية عبر القبول بالتسوية السياسية سريعاً للتركيز على العراق ولبنان حيث تُعرقل الحكومتين.
- استعمال الورقة الفلسطينية عبر عملية الطعن وإطلاق النار ما أدّى إلى مقتل جنود إسرائيليين ووضع ضغط على إسرائيل، وتتصاعد الضغوط رويداً رويداً ، فهل تحصل انتفاضة ثالثة؟
أما في سوريا، فتبقى ساحة نزاع بين إيران وأميركا توازياً مع اشتعال الجبهة الشمالية بعد إعلان تركيا أنها ستبدأ عملية ضدّ الأكراد حلفاء اميركا في الفرات، فهل تفادى ترامب المواجهة مع الأتراك عبرالاتفاق في الاتصال الهاتفي مع الرئيس التركي أردوغان على أن تغضّ النظر تركيا عن عملية محدودة مقابل تسليم غولن لها؟
والسؤال الأخير: ما خلفيات التقارير عن تخطيط السعودية لخفض تصدير النفط إلى أميركا الشهر المقبل؟ هل بانتظارنا حدث كبير مقدّمة لعمل ما أم ماذا؟ يُمكن أن يكون كل ما يحصل جزء من لعبة واحدة في المنطقة من أجل بيع المزيد من السلاح لطرفي الأزمة وكسب المال!

  • شارك الخبر