hit counter script

الحدث - عادل نخلة

هل عدنا إلى زمن المحاور؟

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 لا يُمكن التفكير حالياً بمحاور سياسية قد تنشأ على الرغم من أن هناك مطالبات بأن تفرز الحياة السياسية قوى تغيير.

في ظل احتدام الصراع بين المحور الخليجي من جهة، وبين المحور السوري - الإيراني من جهة ثانية، كان هناك من يتجرّأ على طرح نفسه كوسطي، فعلى سبيل المثال خرج رئيس الحزب "التقدّمي الإشتراكي" وليد جنبلاط من قوى "14 آذار" بعد انتخابات 2009، واختار التمرّكز في المحور الوسطي إلى جانب رئيس الجمهورية آنذاك ميشال سليمان، من ثم إلى جانب سليمان والرئيس نجيب ميقاتي في حكومة الأخير بعد تطيير حكومة الرئيس سعد الحريري في عام 2011.
في مرحلة ما بعد 7 أيار 2008، وعلى رغم احتدام الصدام السياسي بعد العسكري، من ثم الذهاب الى الـ "س - س"، واندلاع الربيع العربي الذي تحوّل إلى حروب متنقّلة بين اليمن والعراق وسوريا وليبيا، كان هناك من يخرج ليقول إنّ الاصطفافات لا تفيد ويجب ان يكون هناك قوى ربط بين الجميع لأن التمترس حول تكتّلات جامدة سيؤدّي بالبلاد نحو مواجهة محتومة، وسيدفع نحو الخراب والانهيار، كما أن غياب الحوار السياسي يعني أن الحياة السياسية انتهت وأصبحنا دولة يحكمها ديكتاتوران بدلاً من دكتاتور واحد، وعندها لا يعد هناك فرق بين لبنان ودول الجوار والأنظمة الإستبدادية.
لكن الغريب أنه بعد انتهاء اصطفاف فريقَي 8 و 14 آذار نتيجة التسوية الرئاسية وترشيح القوات اللبنانية للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وقبول "المستقبل" بهذا الخيار، لم تُفتح السياسة اللبنانية على مرحلة مقبلة بل زاد الاصطفاف ضراوة وتحوّل إلى داخل الطوائف، والدليل على ذلك، وجود ثنائية داخل المجتمع الشيعي لكنها على توافق تامّ، وهذه الثنائية هي أشبه بآحادية، وفي البيئة السنية والدرزية هناك أكثرية طاغية على الرغم من إقرار القانون النسبي، إضافة إلى وجود قوى صغيرة تحاول الظهور، لكن الأساس هو إتجاه المجتمع المسيحي الذي كان مشهوراً بغناه وتنوّعه إلى ثنائية تتمثّل بالقوات اللبنانية و"التيار الوطني الحر" واضطرار الشخصيات التقليدية أو المستقلة إلى التحالف معهما أو يبدو أنها تواجه الاضمحلال.
وفي السياق، فإن أحداً لا يتوقّع أن يحدث تغير في البيئة والتركيبة السياسية اللبنانية، خصوصاً أن تجربة ما كان يُعرف بالمجتمع المدني أثبتت فشلها إن كان في قيادة الشارع أو حتى في خوض الانتخابات النيابية، وهذا الأمر يدفع بالمواطنيين إما إلى عدم المشاركة أو إلى العودة لتأييد الأحزاب الكبرى.
وبالنسبة إلى ما كان يُعرف بالوسطيين في المرحلة السابقة، فإن الرئيس ميشال سليمان لا يطمح أن يكون قوة سياسية، كما ان الرئيس نجيب ميقاتي يدعم الحريري، فيما حسّن جنبلاط علاقته مع المملكة العربية السعودية، في حين أن اللعبة السياسية تبدّلت، وبات هناك عهد له كتلة نيابية واسعة وتيار سياسي يدعمه ويصوغ التحالفات ولا يدوّر عن كتلة وسطية تدعمه بل إن دعمه ينبع من القوى السياسية التي لا تريد التصادم معه.


 

  • شارك الخبر