hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - غاصب المختار

معركة "الأنفاق" من الميدان إلى الدبلوماسية

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 يعقد مجلس الأمن الدولي غداً الاربعاء جلسة بدعوة من الولايات المتحدة الاميركية، مخصصة للبحث في مزاعم إسرائيل عن حفر أنفاق من قبل "حزب الله" من الجانب اللبناني للحدود باتجاه داخل فلسطين المحتلة، معتبرة ذلك خرقاً للقرار 1701، ويُنتظر - بحسب مصدر موثوق متابع للوضع - أن تقدّم إسرائيل في هذه الجلسة إحداثيات هذه الأنفاق لتثبيت وجودها، وهو ما كان قد طالب به رئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل أيام خلال استقباله السفيرة الأميركية في بيروت، للتأكد من المزاعم الإسرائيلية.
وإذا كانت إسرائيل تحاول أن تثير من خلال إدعاء اكتشاف هذه الأنفاق أزمة سياسية ودبلوماسية دولية ضد لبنان من باب الضغوط على الدولة اللبنانية ومن خلالها على "حزب الله"، فقد أكدّت كل المعلومات الميدانية والعسكرية والسياسية أن هذه الأنفاق قديمة العهد وأن إسرائيل استغلّت وجودها من العام 2006 وما قبل، بهدف فتح ملف سلاح المقاومة، التي تؤكد مصادرها أنها مسألة سياسية وإعلامية استهلاكية وتتعاطى معها على أنها حملة دعائية سرعان ما ستنتهي، فور تأكيد لبنان رسميا وعبر المحافل الدولية أن لا قيمة عسكرية أساسية لهذه الأنفاق بعدما أدّت الغرض الذي حفرت من أجله استعداداً لمواجهة كانت تترقّبها والتي جرت فعلاً في حرب تموزعام 2006.
ولغاية المواجهة الدبلوماسية أعد لبنان ملفاً متكاملاً عن الخروقات الإسرائيلية الجوية والبرية والبحرية اليومية للسيادة اللبنانية وبالتالي للقرار 1701، والتي تناولت خطف رعيان ومواطنين لبنانين قرب الحدود بهدف التحقيق معهم، وكل هذه الخروقات موثقة لدى قيادة قوات اليونيفيل الدولية. كما سيؤكد لبنان أن هذه الأنفاق قديمة بل ومطمورة ولا تُستخدم منذ سنوات طويلة لأغراض عسكرية.
ومع توثيق القوات الدولية لوجود أنفاق عند الحدود، أقرّت قيادات لبنانية عسكرية سابقة بوجودها، كما أكدت أنها قديمة العهد ومقفلة من الجانب اللبناني ولم تعد ذات قيمة عسكرية، تصبح المواجهة السياسية هي السلاح الوحيد والقوي بيد لبنان، بينما لم يتمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن من إثبات وجود منافذ لهذه الأنفاق من الجهة اللبنانية، بمعنى أن أنفاق الجانب الفلسطيني المحتل جرى فتحها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وثمة شكوك بأن يكون هو من حفر بعض الحفر للإيهام بأنها من صنع "حزب الله" حديثاً.
وفي هذا المجال يتساءل المتابعون للموضوع لماذا سكتت إسرائيل عن وجود هذه الأنفاق طيلة 12 عاماً ولماذا أثارت اكتشافها الآن، مع أن عدداً من جنرالات جيش الاحتلال الحاليين والمتقاعدين أقروا بأنها قديمة وتمّ اكتشاف مداخلها من أكثر من سنتين؟ ولكن يبدو أن موضوع الأنفاق بات وسيلة سياسية من وسائل الصراع القائم في داخل السلطة السياسية للكيان الإسرائيلي بين رئيس وزراء هذا الكيان بنيامين نتانياهو وبين خصومه السياسيين الذين سفّهوا استخدامه هذا الموضوع للهروب من مشكلاته الداخلية وتحويل الأنظار إلى ما يسمّونه خطرعسكري خارجي مستجدّ.

  • شارك الخبر