hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

بين لندن وبيروت انفراجات.. العقدة السنيّة "نزلت عن الرف"

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كشفت تغريدة أحد النواب القريبين من حزب الله عن "خطوة التراجع إلى الوراء بدون إلغاء أحد" وأن الحلحلة في ما خصّ العقدة السنية تسلك طريقها إلى الحل، وتزامن ذلك مع مؤشرات سبقت عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري من لندن أشارت إلى حلّ تم ترتيبه للعقدة السنية بين لندن وبيروت لوضع لقاءات بعبدا حيّز التنفيذ. الحل كما تسرّب من الكواليس يقوم على تنازلات من الجميع، ويقتضي تخلي رئيس الجمهورية عن المقعد السني مقابل تنازل الرئيس المكلّف وموافقته على استقبال النواب السنّة وقبول هؤلاء بتوزير من خارج اللقاء التشاوري باسم غير استفزازي. لكن ماذا دار في مطابخ التأليف ومن ساهم في الدفع نحو هذا المخرج؟

لا يختلف اثنان أن لقاءات بعبدا والتصعيد الذي مارسته الرئاسة الأولى بالتلويح بالرسالة إلى مجلس النواب ومن ثم فتح باب الحوار واللقاءات السياسية ساهمت في دفع التأليف وممارسة الضغط على الجميع، وقد وضعت خطة عمل لطريقة التعامل وفكفكة اللاءات الثلاث للعقدة السنيّة من قبل الرئيس المكلّف أولاً وهي:
- "لا" لتوزير نواب اللقاء التشاوري واستقبالهم لأنهم كتلة مصطنعة وغير متجانسة.
- "لا" لحكومة من 32 وزيراً تضمّ وزيراً علوياً لا يريده الرئيس سعد الحريري.
- "لا" لتوزير واحد من النواب الستة من حصة الحريري.
هذه اللاءات وُضعت جميعها على طاولة المطبخ الحكومي الذي فتح أبوابه في بعبدا لإعداد المخرج للازمة، فالتحدي بين حزب الله وسعد الحريري بلغ مداه ولا يُمكن لأحد التراجع عن الموقف، الرئيس المكلف رافض لتوزير النواب السنّة ويعتبر ذلك انتحاراً سياسياً له، حزب الله أعطى وعداً لنواب اللقاء التشاوري وصار حمله ثقيلاً عليه ولا يُمكن التراجع عنه أو كسر القرار.
هذا التخبّط دفع بمطبخ بعبدا إلى تبنّي خيار وسطي لأزمة الطرفين ويقوم على تنازل الجميع وهو اقتراح كان تقدّم به النائب السابق وليد جنبلاط ويقوم على لقاء الحريري بالنواب السنّة وتقديمهم أسماء من خارج اللقاء التشاوري خصوصاً أن تصلّب الحريري في تحديد الموعد لهم كان يقوم على انتزاع تأكيد أولي منهم بتراجعهم عن توزير واحد منهم، مقابل قبول حزب الله بالحل، وقد أثبتت حركة الاتصالات الرئاسية أن الحزب يرضى بالمخرج الذي يوافق عليه النواب السنّة وأن حزب الله لا يستطيع أن يتراجع إذا لم يوافق النواب السنّة فيما الحريري لا يقبل أيضا أن يرضخ للضغوط من قبل الحزب، وقبول الطرفين بالتنازل يقابله توزير من حصة رئيس الجمهورية وهكذا تزول العقدة السنيّة على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" حكومياً فالتنازلات شملت الجميع .
هكذا تكون العقدة السنية "نزلت عن رف" العقد الحكومية، وتصبح ولادة الحكومة متاحة على حساب التضحية بالمقعد السني لرئيس الجمهورية والتسوية أرادها الرئيس كما يقول زوار بعبدا عندما انتقل إلى موقع الهجوم وأدار دفّة المفاوضات من بعبدا الأسبوع الماضي على إثر فشل مبادرة الوزير جبران باسيل، ومن منطلق أن العهد سوف يخسر مقعداً من حصته، لكن رئيس الجمهورية يكون كسب بإنجاز الحكومة التي استمر مخاضها سبعة أشهر وأنقذ العهد من الفشل ووضع شعار "بيّ الكل" حيّز التنفيذ لتولد حكومة العهد التي ترنّحت بالتأليف وعلى قاعدة الجميع تنازلوا ليربح البلد.
 

  • شارك الخبر